الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 02 / مايو 22:01

بلدة عرابة: اموات بدون قبور

من أمين بشير
نُشر: 21/03/08 13:49

* العنصرية والظلم يلحقان بالعرب الى القبر وليس فقط في الحياة

* عدد سكان القرية ازداد اضعاف مقارنة بسنوات سابقة 


يعاني اهالي قرية عرابة البطوف وعلى مدار سنوات عديدة من عدم وجود  اماكن لدفن موتاهم في مقابر القرية السبع بسبب الاكتظاظ الشديد.




وقد بادر المجلس المحلي بتقديم خرائط وطلبات لوزارة الداخلية للموافقة عليها الا انها رفضت من قبل المجلس الاقليمي مسجاف تارة ومن دائرة اراضي اسرائيل تارة أخرى، حيث أخذ الوضع يتدهور مؤخراً بعد ازدياد عدد الموتى الامر الذي أجبر البعض من كبار السن بكتابة وصية بدفنهم بين المنازل وبالقرب منها وفي اراض زراعية خاصة.
وفي حديث لمراسل موقع العرب مع سعيد حسن مصطفى بكرية من قرية عرابة قال: مرات عديدة وجدت العائلات جثث امواتها الامر الذي اضطرهم الى فتح  قبور اخرى من اجل دفن موتاهم وهو امر لا يمكن احتماله ولا يعقل ان تبقى الامور على ما هي عليه ، فمنذ اكثر من عشر سنوات والاهالي يطالبون السلطة المحلية بان تعمل على حل ضائقة القبور التي لا يمكن لاي انسان تحملها والمجلس المحلي كان له توجهات وكانت ايضاً مدعومة بخرائط مفصلة الا ان الحكومة كانت تتقاعس دائما بذلك وكأن الامر لا يعنيها، وتماطل سنة بعد سنة حتى وصلنا اليوم الى درجة ان الناس على استعداد لدفن موتاهم في البراري والاراضي المجاورة لمنازلهم.



واضاف بكرية ان اغلبية المواطنين اليهود يعرفون مكان دفنهم لان الدولة توفر هذه الخدمة لهم.. فلماذا على المواطن في عرابة او أي بلد اخر ان يعاني من مشكلة كهذه؟ هل مكتوب علينا نحن العرب ان يلحقا بنا العنصرية والظلم الى القبر وليس فقط في الحياة".



اما يوسف ياسين فقال ان القرية تعاني منذ أمد طويل من ضيق المقابر وقد اثيرت القضية مرات عديدة وذلك بعد ان باشر عدد من العائلات بدفن موتاهم خارج القبور لانعدام أي مكان جديد ولا يقبل أي شخص بان يدفن الميت الجديد على رفات متوفى آخر من غير العائلة وهو الامر الذي فعلاً اجبر البعض لكتابة وصية بان يدفن في ارض له مجاورة للمنزل او حتى بعيدة عن القرية.


يوسف ياسين

واضاف يوسف ياسين ان يوم امس الاثنين قد انتقل شخصين الى رحمة الله وانا على ثقة ان العائلتين تعانيان إذ ان المقابر لا تتسع لقبر جديد.
واكد يوسف ياسين ان المطلوب من اهل القرية العمل بجد وجدية من اجل التغلب على هذه المشكلة المستعصية وعدم الانتظار بالمؤسسات الحكومية بالعمل حسب التدرج بل يجب ان تقام لجنة شعبية تآزر المؤسسات الرسمية التي تهدف من اجل استنفاذ كل الطاقات لفتح مقابر جديدة تخدم المواطنين فلا يعقل ان المواطن في عرابة يعيش ويشعر ان بموته سيكون عبأ على اهل بيته واهل بلده .



وقال احمد مصطفى ياسين ان عدد سكان القرية قد ازداد اضعاف ما كانت عليه القرية قبل سنوات وبالجهة الاخرى فان مساحة الارض ما زالت كما كانت بدون أي توسيع والمقابر الموجودة قد تم فتحها قبل عشرات السنين واصبح المواطن العرابي في حيرة من امره وقد تبرع شخص من القرية بقطعة ارض من اجل تحويلها لمقبرة الا ان السلطات المسؤولة وضعت العراقيل امام ذلك بادعاء ان تحويل ارض من ارض زراعية الى مقبرة بحاجة الى اجراءات متعددة ومصادقة جهات عديدة.


احمد مصطفى ياسين

اما السيد علي عاصلة رئيس المجلس المحلي في قرية عرابة البطوف فقال ان قضية القبور في عرابة قد اخذت حيزاً كبيراً من حياتنا وهو امر مؤسف اننا كاقلية عربية على ما يبدو لا نحظى بالاحترام والاهتمام ونحن احياء، ويتعمدون بعدم اعطائنا الاحترام الذي نستحقه ونحن اموات، ونحن نتحدث اليوم انه لا يوجد أي مكان لدفن موتانا وبالرغم من ان نبش القبور من الناحية الدينية لا يجوز الا ان اهالي القرية مضطرون لفعل ذلك ويقومون باخراج العظام السابقة ويدفنون الموتى ومن ثم يقومون باعادتها من اجل كرامة الاموات فمن اين يمكننا ان نأتي بقبور جديدة اذا الوزارات المختصة لا تتعاون مع السلطة المحلية من اجل ايجاد الحيز الكافي لان يقوم مواطنو القرية بدفن موتاهم بكل احترام .



وأضاف: انا كرئيس للسلطة المحلية كنت قد توجهت الى ايهود اولمرت حين كان مسؤولاً عن دائرة اراضي اسرائيل بضرورة منح القرية اراض خاصة من اجل تحويلها الى مقابر لتحل المشكلة المستعصية منذ سنوات وهو بدوره قدم تقريراً بذلك الى مسؤول وزارة الداخلية ودائرة اراضي اسرائيل في الشمال طالباً منح القرية الاراضي الكافية وتخصيصها كمقابر وهم بدورهم صادقوا على ذلك واقترحوا علينا قطعة ارض بمساحة 17 دونما في منطقة المل شمال القرية ونحن وافقنا على ذلك الا ان المفاجأة اتت ممن كانوا يتغنون بالجيرة الحسنة والتعايش من قبل المجلس الاقليمي مسجاف الذي بدوره رفض الاقتراح من دائرة اراضي اسرائيل واصر على رفضه ووجدنا ان العنصرية باوجها قد تقمصها المجلس الاقليمي وكل من ساهم في هذا القرار المشؤوم .



وأضاف عاصلة انه قام بترأس وفد من اهالي ووجهاء قرية عرابة البطوف وتوجه الى لجنة الداخلية البرلمانية حيث عقد اجتماع مع اعضاء اللجنة وهناك عرضت المشكلة امامهم وعرض شريط فيديو الامر الذي اثارهم وقرروا منح القرية 17 دونما في الجهة الجنوبية للقرية بدلا من العرض الاول وقد قام قسم الهندسة في المجلس المحلي بتقديم الاقتراحات الهندسية من خرائط ورسومات الا ان سلطة الكيرن كيمت قد رفضت الاقتراح لحجج واهية وقد استهلك ذلك اكثر من سنة حتى تم التغلب على المعارضة والغائها.



واكد عاصلة ان المجلس في هذه الفترة في مرحلة تقديم الخرائط الاولية بهدف المصادقة عليها من قبل السلطات المختصة على امل ان يتم تمريرها وعندها بالامكان ايداعها في لجنة التنظيم والبناء من اجل المصادقة عليها بشكل تام .
وحول وجود معارضة لاقتراح قطعة الارض الجنوبية قال عاصلة بان الكلام الذي يصدر من هنا وهناك من اشخاص غير مسؤولين انما هو للاستهلاك الاعلامي لا يمكن تحقيقه على ارض الواقع وهو مجرد بالون سياسي او انتخابي ومن لديه البدائل فليأتي بها لنتدارسها وما اشيع بان المقبرة ستحد القرية من الجهة الجنوبية فهو كلام مردود على صاحبه فمنذ متى سمعنا بان مقبرة تحد حدود قرية ما .

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.73
USD
4.00
EUR
4.67
GBP
221396.41
BTC
0.51
CNY