جرى مساء امس  الخميس في  قرية الرينه ، عقد مراسيم الصلح بين عائلة سيدي وعائلة رزق ، وبحضور اعضاء جاهة الصلح ووجهاء من قرية الرينة وبمشاركة قائد شرطة الناصرة افي حليوة . وقد استقبلت عائلة سيدي وفدا من عائلة رزق  في بيت كمال سيدي والد الشاب الذي تم الاعتداء عليه بتاريخ 14.9.2006 خلال مسيرة احتفالية في القرية، وتعرض الى عدة طعنات سكين مما استدعى الى نقله الى المستشفى، وما زال يعاني من اثار الطعنات في انحاء جسده.
وقد حاول بعض المغرضين والمنافقين  بعد الاعتداء دق الاسافين بين العائلتين وبث الاكاذيب على اساس ان النزاع طائفي بين عائلة مسلمة وعائلة مسيحية.



وخلال مراسيم الصلح تحدث  الشيخ توفيق سيدي عن عائلة سيدي وقال:"علاقتنا مع العائلات المسيحية في قرية الرينه علاقات جيدة ووديه، ولا نرضى لاي احد كان ان يعكر صفو هذه العلاقة، وكون هذا الصلح في شهر رمضان المبارك دلالة واضحة على مدى التسامح الذي يبديه اهل قريتنا نحو بعضهم البعض". وتابع الشيخ توفيق:"نحن بدورنا وقد جاءنا العقلاء والوجهاء يصلحون ما افسد المخطئ وقد اقبلو ومعهم اعتذار من اساء فنحن نقبل ذلك وبتسامح طيب، ونشد على ايدي الوجهاء وندعم مسيرتهم في الاصلاح بين الناس".



وتحدث جمال زيدان رئيس المجلس المحلي الذي شكر بدوره اعضاء لجنة الصلح على الجهود التي بذلتها لاتمام هذا الصلح، ووجه الشكر لقائد شرطة الناصرة افي حليوة الذي ابدى تعاونا  مع اعضاء الجاهة وعمل من اجل ضبط النفس والحفاظ على الامن منعا لتفاقم الخلاف، واعرب زيدان عن امله ان يكون ما حدث في القرية درسا للجميع، وان تكون علاقة اهل القرية مبنية على التسامح.
وقرأ جمال زيدان نص وثيقة الصلح  امام الحضور وقام الطرفين بالتوقيع عليها وبشهادة اعضاء جاهة الصلح ، وجاء في فيها:" بعد الاطلاع على التقارير الطبية للمصاب وبعد التباحث في الموضوع ارتأت الجاهة الكريمة انه لصالح الطرفين ولكرامتهما وارضاء لوجه الله عز وجل ، والحرص على سلامة كل من الطرفين وايصالهما الى شاطئ الامان ، وللمحافظة على علاقة الاخوة والجيرة وحسن الجوار بين اهل البلد الواحد ، وان المال ليس كل شيء وانما كرامة الانسان والعمل لآخرته اسمى بكثير قررت الجاهة الكريم تعويض المصاب من عائلة سيدي، وبعد التوقيع تتعهد عائلة سيدي وعائلة رزق ان لا يكون لاي طرف حق يستحقه لا في الماضي ولا في الحاضر ولا في المستقبل من الطرف الاخر، وان التوقيع على الوثيقة بمثابة تنازل عن كل الدعاوي بين الطرفين ايا كانت حقوقية او جزائية".



 وتحدث افي حليوة قائد شرطة الناصرة وقال:" انا اجلس بينكم واسمع اصوات المفرقعات والالعاب النارية، وهناك اشخاص اصيبوا نتيجة استخدامها وهناك اطفال بترت اصابعهم، والمفرقعات والالعاب النارية تسبب الازعاج وبالتالي الى حدوث مشاكل وشجارات،على كل اب منكم ان يتحمل المسؤولية ويأخذ زمام المبادرة والخروج الى الاحياء والشوارع لمنع هذه الظاهرة".
واضاف حليوة:" اود توجيه شكري للعائلتين، فانتم في نهاية المطاف ستعيشون سوية، وان يجرنا بعض الافراد ممن لا يتحملون المسؤولية الى امور لا نرضاها، كان القرار حكيما ان عقدت راية الصلح قبل تفاقم الخلاف وحدوث فوضى".



وبعد اتمام مراسيم الصلح قامت عائلة سيدي برد الزيارة لعائلة رزق في بيت الشاب الذي قام بالاعتداء، وتحدث هناك عن عائلة رزق السيد رزق رزق وقال:" علاقتنا في الرينه لها جذور، فنحن هنا عائلة واحدة وتربطنا علاقات صداقة وحسن جوار منذ عشرات السنين".
وتحدث السيد برانسي برانسي وقال:" نشكر عموم ال سيدي على الموقف المشرف وعلى استقبالهم للجاهة الكريمة وقبولهم للصلح، سنبقى اخوة في هذا البلد لا فرق بين محمد والياس".
وقال كمال سيدي والد الشاب المصاب لموقع "العرب":" اقدم عظيم الشكر والامتنان للجاهة الكريمة وللحاج عمر سيدي ولرئيس المجلس المحلي جمال زيدان على ما بذلوه من جهود لاتمام الصلح ومنع خروج دائرة الخلاف عن مسارها".