الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 05 / مايو 23:02

مهم للغاية رسالة التربوية للاسرة:إنتبهوا جيداً

أماني حصادية- مراسلة
نُشر: 26/12/12 13:52,  حُتلن: 14:50

الصور الشاذة التي نراها في الشوارع وفي الأماكن العامة وفي الأسواق بل في المدارس إنما هي إفراز لتخلف الدور التربوي للأسرة

الأسرة هي أول جماعة يعيش فيها الطفل ويشعر بالانتماء إليها وهو بهذا يكتسب أول عضوية في جماعة ويؤثر نمط هذه الجماعة وعلاقاتها على علاقاته فيما بعد

حينما نتحدث عن الأسرة فإن الحديث يطول، ولا يمكن أن نحتوي أطرافه ومضامينه في مثل هذا المقال المختصر، فرأيت أن نركز الحديث حول الرسالة التربوية للأسرة. ولأن كنا فيما مضى نحتاج إلى أن تؤدي الأسرة هذه الرسالة فنحن اليوم في ظل هذه المتغيرات بل القفزات الهائلة التي تقفز إليها مجتمعات المسلمين أحوج ما نكون إلى أن نعيد إلى هذه المؤسسة رسالتها، وأن نرتقي بها لتؤدي هذه الرسالة.

 
صورة توضيحية - تصوير: ThinkStock

إن أبناءنا وبناتنا اليوم لم يعودوا أبناءً لنا إذ هم أبناء لوسائل التأثير، أبناء لوسائل الإعلام، أبناء للمؤثرات المتناثرة هنا وهناك في هذه المجتمعات، أليست هذه الوسائل اليوم تزاحمنا على أولادنا؟‍‍‍‍‍ أليست تسهم في بناء كثير من قيمهم ومفاهيمهم وموازينهم؟ أليست تؤثر على كثير من سلوكياتهم؟

تخلق الدور التربوي
إن الصور الشاذة التي نراها في الشوارع، وفي الأماكن العامة، وفي الأسواق؛ بل في المدارس إنما هي إفراز لتخلف الدور التربوي للأسرة. وقد أدى الزخم الهائل لهذه المؤثرات الوافدة إلى أن تسرق الأوقات وتسرق مساحات ومجالات التأثير من الأسرة، لكن هذا لا يعفينا من أن نسعى جادين إلى تعميق الرسالة والمهمة التربوية للأسرة.

أهمية الوظيفة والرسالة التربوية
حينما نتساءل اليوم عن أهمية الوظيفة والرسالة التربوية للأسرة، فليس دافعنا لذلك هو مجرد إقناع الناس بالأهمية التربوية للأسرة، فأظن أن هذا أمرٌ يتفق فيه الجميع: المسلم والكافر، الجاهل والمتعلم، جميعهم يتفقون على أن التربية مطلب وضرورة، وعلى أن الأسرة ينبغي أن تتحمل مسؤوليتها في التربية، لكن سنحاول أن نسلط الضوء على بعض الإجابات على هذا السؤال - أعني لماذا الرسالة التربوية للأسرة - التي تفيد في الميدان العملي أكثر من أن تكون مجرد إضافة مزيد من الاقتناع لدينا في هذا الجانب .

أهمية الرسالة التربوية
هناك جوانب كثيرة تبرز أهمية الرسالة التربوية للأسرة لكنني ساجتزئ ما أرى أنه ينبغي أن نوظفه عملياً للإجابة على السؤال الآخر وهو كيف نرتقي بالأسرة لتؤدي رسالتها؟.

1. الأسرة أول دوائر التنشئة الاجتماعية:
الأسرة هي الدائرة الأولى من دوائر التنشئة الاجتماعية، وهي المؤسسة الأولى من المؤسسات التربوية.

2. الأسرة أول جماعة ينتمي لها الطفل
الأسرة هي أول جماعة يعيش فيها الطفل ويشعر بالانتماء إليها، وهو بهذا يكتسب أول عضوية في جماعة، ويؤثر نمط هذه الجماعة وعلاقاتها على علاقاته فيما بعد.

3. الأسرة هي الجماعة الوحيدة التي يبقى مرتبطا بها
جماعة الأسرة هي الجماعة الوحيدة التي يظل الإنسان مرتبطاً بها ولا يتخلى عنها.

4. الأسرة جماعة ذات طبيعة خاصة
طبيعة العلاقة المتبادلة بين أعضاء الأسرة تختلف بغض النظر عن نوعهم وعددهم, الأسرة هي الجماعة الوحيدة التي يلتقي فيها جيل الآباء بالأبناء بل الآباء بالأحفاد، ويتعامل فيها الرجل مع زوجته ومع بناته الكبار اللاتي تزوجن وأنجبن، ويتعامل مع بناته المراهقات ومع أبنائه المراهقين، ويتعامل مع الأطفال، ومع الرضع، ولهذا تكون للأسرة طبيعة خاصة تختلف عن سائر الجماعات بغض النظر عن نوع هذه العلاقة، عن حجم الأسرة، عن طبيعة واختلاف الأسرة، عن اختلاف أعضاء الأسرة من حيث الجنس والسن وغيرها، هذه الجماعة وهذه المؤسسة تبقى مترابطة متماسكة.

5. الأسرة أكثر الأنظمة الاجتماعية ثباتا في التاريخ
مؤسسة الأسرة هي أكثر الأنظمة الاجتماعية ثباتاً على مدى التاريخ.

6. طول الوقت الذي يقضى مع الأسرة
الوقت الذي يقضيه الطفل مع أسرته من أطول الأوقات سواءً أكان من خلال المرحلة الأولى من العمر .

7. الأسرة تنفرد بالطفل أول عمره
تنفرد الأسرة بالتعامل مع الطفل والتأثير عليه في المراحل الأولية من العمر، وهذه المراحل لها أثر كبير جداً في تشكيل شخصية الطفل وتشكيل قيمه وتصوراته وموازينه إنك ترى لدى الرجل كبير السن قيماً وأسلوباً في النظر إلى الحياة ومعايير ترسخت عنده منذ أن كان في طفولته ولا تزال مترسخة ثابتة.

8. الأسرة ميدان إشباع الحاجات المهمة
الأسرة ميدان لإشباع الحاجات النفسية والاجتماعية، وهي حاجات مهمة للطفل وللمراهق حتى لمن يتجاوز سنهم فيما بعد، فالإنسان يحتاج إلى الحب وإلى التقدير والإنتماء والهوية والمسؤولية وحاجات أخرى.

9. الأسرة أكثر انضباطا وحرصاً
الأسرة أكثر حرصاً وانضباطاً في الغالب، فهي تعتني بأطفالها؛ حتى الآباء الذين عندهم نوع من الإنحراف والتقصير ، كثير منهم لايتمنى أن يكون أولاده مثله، والأمهات كذلك

ومن هنا فان الاسرة قادرة على قيم الطفل
الأسرة تختار من البيئة ما تراه مهماً، ثم بعد ذلك تقوم بتفسيره وإصدار الأحكام عليه، ومن هنا تكون القيم التي يتشربها الطفل متأثرة بنظرة الأسرة وبتعبيرها عنها، فتشكل هذه القيم معايير يتعامل من خلالها مع ما يواجهه في المستقبل من مؤثرات في الأسرة .

موقع العرب يتيح لكم الفرصة بنشر صور أولادكم.. ما عليكم سوى ارسال صور بجودة عالية وحجم كبير مع تفاصيل الطفل ورقم هاتف الأهل للتأكد من صحة الأمور وارسال المواد على الميل التالي:alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة