الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 07 / مايو 16:02

إينتل تشجع الفتيات العربيات في مدينة القدس على دراسة العلوم والتكنولوجيا

أمين بشير -
نُشر: 26/12/12 10:53,  حُتلن: 11:36

عده يونات:

الجزء الأكثر تأثيرًا في البحث هو الإكتشاف نفسه وليست الجوائز التي تأتي بعده فيمكن أن تكون الواحدة منّا عالمة وصاحبة أسرة أيضًا

حفيداتي والحياة الإجتماعية والأسرية أهمّ من جائزة نوبل نفسها والبارحة فقط التقيت أكثر من 20 صديقًا وكوني عالمة لا يعني أنّه ليست لديّ حياة اجتماعية

قام مشروع "نساء للتفوّق"، الذي تقوده "إينتل" مع مركَز "بلمونته" للعلوم في القدس وبلدية القدس، بعقد مناسبة احتفالية، احتفاء بانتهاء عامه الدراسيّ، بيوم خاصّ لفتيات المشروع. وشاركت نحو 60 مشاركة في المشروع، وهن فتيات في عمر الثانوية من القدس الشرقية، التقين، هذا الأسبوع، في معهد وايزمان الفائزة بجائزة نوبل، الپروفسورة عده يونات، حيث تحدثت عن البحث الذي أدّى إلى الفوز بالجائزة، كما سمعن منها عن مكانة النساء في مجال البحث العلميّ، وعن التوفيق بين الحياة الأسرية والإجتماعية وعمل العالم.

وقد بدأ اليوم بمحاضرة للپروفسورة يونات، حيث عرضت فيها أمام فتيات المشروع مبادئ بحثها في الريبوزومات منذ عدّة سنوات، بدءًا من مرحلة الفكرة حتى الحصول على جائزة نوبل. وقد أكّدت يونات على أنّ "عمل العالم فيه الكثير من المتعة أيضًا، وهو ليس أصعب من عمل ممرّضة في مستشفى أو من عمل محامٍ". وعندما سألتها الفتيات عن كيفية نجاحها في التوفيق بين الحياة الإجتماعية والعمل في البحث، أجابت يونات بأنّه من ناحيتها "حفيداتي والحياة الإجتماعية والأسرية أهمّ من جائزة نوبل نفسها، والبارحة، فقط التقيت أكثر من 20 صديقًا، وكوني عالمة لا يعني أنّه ليست لديّ حياة اجتماعية".

مشروع نساء للتفوق
وخلال المحاضرة تحدّثت يونات عن أنّه "لسنوات طويلة كان زملاؤها في الأكاديميا يلقّبونها بالـ"حالمة"، لسبب المجال الذي خاضت البحث فيه". وقد أكّدت أمام الفتيات أنّ "الجزء الأكثر تأثيرًا في البحث هو الإكتشاف نفسه، وليست الجوائز التي تأتي بعده، فيمكن أن تكون الواحدة منّا عالمة وصاحبة أسرة أيضًا". وتابعت القول: "من المهمّ أن نجد التوازن". وقالت يونات أنّه "رغم أنّ هذه هي السنة الأولى التي تشارك فيها في مشروع "نساء للتفوّق" الذي تقوده "إينتل"، فهو موضوع قريب جدًّا من قلبها. ليس هناك الكثير من النساء في مجال العلوم، وكثيرًا ما ينبع ذلك من عدم تشجيع المجتمع"، وأضافت: "يجب الإستثمار في التعليم أكثر، فلا يوجد، اليوم ما يحفز الطلاب أو يلهمهم في دراسة العلوم. هناك الكثير من أبناء الشبيبة الذين يحبّون العلوم ويجب الإستثمار فيهم وفي النساء أيضًا".

مورد غير مستغَل
في نيسان الأخير نشر بنك إسرائيل بحثًا يبيّن أنّه، اليوم، أكثر بقليل من 20% من النساء العربيات يشاركن في سوق العمل، مقارنة بما نسبته نحو 60% من النساء اليهوديات، وقد بيّن البحث أنّه تقلصت خلال الوقت الفروق في مستوى التحصيل العلميّ بين العربيات واليهوديات، لكنّ هذه الفروق لا تزال كبيرة. وبالإضافة إلى ذلك، تبيّن أنّه كلما زاد التحصيل العلميّ زادت فرص العثور على مكان عمل والأجر المتوقّع يكون أعلى. عام 2010، عاشت 53.2% من العائلات العربية تحت خط الفقر، وإنّ من عوامل هذا المعطى المقلق فيما يتعلق باللا مساواة في إسرائيل، أيضًا، النسبة المتدنية للنساء العربيات في قوّة العمل: 28%، فقط، من النساء العربيات في إسرائيل يعملن. إنّ النساء العاملات يُحقّقن ازدهارًا اقتصاديًّا لعائلاتهنّ وللمجتمعات التي يعشن فيها ولبلادهنّ. هذا وتُظهر الأبحاث أنّ الفتيات والنساء معتادات على استثمار 90% من دخلهنّ في عائلاتهنّ، سواء أكان ذلك في تعليم الجيل القادم، أم إنشاء مصلحة تجارية، أم تحسين ظروف العيش والخدمات الصحّية، فالفتاة المتعلمة يمكن أن تكون حافزًا شديد الفاعلية لنموّ قابل للعيش، للازدهار، للتقدّم، والإستقرار في المجتمع، والفتيات والنساء العربيات في إسرائيل هنّ مورد غير مستغَلّ، رغم أنّهنّ يملكن القوّة على إنقاذ عائلاتهنّ من الفقر.

أدوات علمية حديثة
بُغية تغيير هذا الوضع، قامت "إينتل" بطرح برنامَج "فتيات للتفوّق" الموجَّه إلى الفتيات العربيات من القدس الشرقية، ويسعى لتزويد الطالبات المتفوّقات من القدس الشرقية بأدوات علمية وتكنولوجية حديثة. يركّز البرنامج على إكساب الفتيات تجربة واسعة في العمل المخبريّ في الفيزياء، الكيمياء، والبيولوجيا، كما يركّز على تعريضهنّ للبحث الأكاديميّ والتمكين غير المباشر النابع من تعرّفهنّ إلى نساء باحثات في وظائف ريادية في الأكاديميا، حيث أنهن مثل يُحتذى بالنسبة إلى هؤلاء الفتيات. يُدار البرنامَج الدراسيّ في مختبرات أبناء الشبيبة على اسم بلمونته في الجامعة العبرية بالقدس. وتقوم "إينتل" بتمويل البرنامَج، وبفضل استثمارها هذا تمّ الحصول على هبة موازية من بلدية القدس للبرنامَج.

تطوير التعليم التكنولوجي
ولخصت عوفري رام هايمان، مديرة علاقات الجمهور في "إينتل"، الموضوع فقالت "من بين طلاب العلوم في المدارس الثانوية في البلاد، الذين يشكّلون 6% من مجمل الطلاب، الثلث تقريبًا بنات. صحيح أنّه معطى مرتفع لكنّه يتراجع كلما ارتفعت درجات التعليم العالي، فمثلا 15% من طلاب العلوم في الأكاديميا نساء، لكن بعد إنهائهنّ الدراسة القليلات منهنّ فقط يصلن إلى العمل في الصناعة". هذا وقد أكّدت رام – هايمان أنّ "إينتل تستثمر منذ سنوات في تطوير التعليم العلميّ التكنولوجيّ في إسرائيل، وذلك بمساعدة برامج مختلفة مثل "نحن الغد"، حيث تشجّع هذه البرامج أبناء الشبيبة على تحصيل شهادة توجيهيّ (بچروت) "نوعية" في العلوم مع تخصّص بالرياضيات، الفيزياء، وعلوم طبيعية أخرى. إنّ تطوير دراسة العلوم بين الطلاب هو أحد مجالات التركيز الأساسية لـ"إينتل" في المجتمع. في المدارس التي تتعلم فيها طالبات المشروع لا توجد مختبرات علوم مجهَّزة، حيث أنّ هدف هذه الشركة هو أن تخلق بين غالبية الفتيات المشاركات في البرنامَج حافزًا للمواصلة للدراسة الأكاديمية في مجالات علمية، وذلك من خلال الإنكشاف على العلم بمستوى جامعيّ، وإنّه مع فرص عمل مستقبلية محسَّنة، تأمل "إينتل" أن تتمكّن هؤلاء الفتيات من تحسين مكانتهنّ الاجتماعية والاقتصادية".

معطيات إحصائية
• تشكّل البنات دون سنّ 15سنة 14% من سكان العالم.
• واحدة من كلّ 4 بنات في الدول النامية، لا تتعلم في مدرسة.
• تقوم النساء بتنفيذ 65% من إجماليّ حجم العمل في العالم، وتُنتجن 50% من الغذاء في العالم، لكنّهنّ يكسبن 10% من الدخل، ويملكن 1% فقط من الثراء العالميّ.
• يرتفع الناتج القوميّ الخام لأيّ دولة مع كلّ زيادة بنسبة 10% فيعدد البنات اللواتي يتعلمن في مدرسة.
• مقابل كلّ سنة تعليم إضافية فوق الصف الرابع، يزداد أجر النساء بنسبة 20%.
• الفتيات والنساء يستثمرن من جديد 90% من دخلهن مقابل30-40% لدى الرجال.

شركة انتل
قام بإنشاء شركة "إينتل" في "سانتا كلارا"، كاليفورنيا، عام 1968، چوردون مور وروبرت نويس. وعام 1974 عرضت "إينتل" أوّل معالِج متناهي الصغر، وهي بذلك أنتجت ثورة الحوسبة التي غيّرت وجه العالم. شركة "إينتل"، وهي الرائدة العالمية في التجديد في مجال السيليكون، تطوّر تكنولوجيات، مبادرات، ومنتجات، تطوّر الأسلوب الذي يعيش ويعمل به الناس. وتشغّل "إينتل" اليوم 95,000 عامل في جميع أرجاء العالم، وتزوّد صناعة الحواسيب منتجات اتصال وبرمجيات، ألواح أمّ، وأجهزة معالجة متناهية الصغر، طبعًا. تعمل "إينتل" في إسرائيل منذ عام 1974، وتعمل الشركة، أساسًا، في تطوير وإنتاج أجهزة معالجة متناهية الصغر ومنتجات شبكة واتصال. تضمّ الشركة في البلاد 4 مراكز تطوير، في حيفا و"يكوم" والقدس و"پيتحتكڤا"، ومصنعَي إنتاج في "كريات چات" والقدس، وهي تشغّل أكثر من 7,800 عامل مباشر.

مقالات متعلقة