الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 05 / مايو 15:02

كي لا تبقى جامعة بالإسم /بقلم:وديع عواودة

كل العرب
نُشر: 15/12/12 09:47,  حُتلن: 13:47

وديع عواودة في مقاله:

الحرم الجامعي دفيئة لحراك ثقافي وروحاني وحاضنة لنشوء وتبلور قيادات علمية ثقافية وسياسية

راود حلم الجامعة العربية الكثير من قيادات شعبنا لكن العراقيل الإسرائيلية حالت دون تحقيقه لدوافع معروفة

مساندة هذا المشروع الواعد ماديا ومعنويا هو واجب إنساني ووطني كبير علينا القيام به لنختزل وتأمين الطريق نحو تحقيق حلم أكبر

ثمة فائدة كبيرة بتشكيل مجلس استشاري واسع تمثل فيه مختلف المدن والقرى العربية ولجانبهم أصدقاء من اليهود والأجانب وهم موجودون

"هي جامعة على الطريق"، قال رئيس القطرية وبلدية الناصرة رامز جرايسي في إشارة للقفزة الهامة يوم الأربعاء بوضع حجر الأساس لمبنى جديد للمؤسسة الأكاديمية. هو ليس حدثا تاريخيا بفعل خصوصيته على أوراق الرزنامة بل باستبطانه نواة جامعة عربية. الطريق إليها طويل لكن مسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة، ولا بأس فالطريق الأطول هي الأقصر ومسيرتنا منذ نكبة 1948 بمجملها طويلة وشائكة وفيها راكمنا المكتسبات بالخطوة خطوة وبدموع العين. في مجال التعليم كانت عملية التعليم الجامعي في عقود خلت رحلة جبلية شاقة بالنسبة لمعظم الطلاب العرب ممن عملوا في الليالي لتوفير نفقات الجامعة.

فرصة التعلم العالي
وهذه قصة البقاء والتطور على ضفاف بحرنا وفوق ترابنا، كيف لا والدنيا تؤخذ غلابا. والجامعة العربية في الناصرة تستحق تضحيات كبيرة لما تحمله من فوائد ودلالات كمنارة للمعرفة والفكر والقيم والهوية. وبقدر ما تمنح المؤسسة-الجامعة قوة على يد أهلها سترد لهم "جميلهم" أملا، مناعة وتطورا أكبر. الحرم الجامعي دفيئة لحراك ثقافي وروحاني وحاضنة لنشوء وتبلور قيادات علمية ثقافية وسياسية، وصدق محمد بركة بوصفه مشروعا إستراتيجيا. وبدلا من السفر للأردن ودول العالم من شأن جامعة الناصرة أن توفر فرصة التعلم العالي خاصة للفتيات. حتى الآن ما زالت نسبة النساء العربيات العاملات 24% بينما تبلغ لدى الأكاديميات منهن 80% وبالمناسبة تشكّل الطالبات 70% من مجمل طلاب المؤسسة الأكاديمية في الناصرة حجارة الأساس لمستقبل أفضل. ولا شك أن جامعة الناصرة ستسهم في توفير نفقات باهظة وتحرك بالمقابل عجلة الاقتصاد في المدينة ومحيطها.
راود حلم الجامعة العربية الكثير من قيادات شعبنا لكن العراقيل الإسرائيلية حالت دون تحقيقه لدوافع معروفة. وها هي مسيرة تحقيقه تنطلق هذا الأسبوع من جبل القفزة وبفضل مثابرة جرايسي وآخرين وسخاء الثري النابلسي منيب المصري وآخرين من رجال العلم والأعمال والخير. الحلم وقود بدونه لا تتحرك المسيرة لكنه غير كاف ويحتاج لعقل مدبّر ورؤية سليمة ومسؤولة. حتى تكبر المؤسسة وتولد جامعة تكون عند اسمها بكل المعاني وتعترف بها الجهات الرسمية المعنية تحتاج لدعم كل المجتمع العربي من معليا حتى رهط وهذه مهمة مجلس إدارتها أولا. في صفحتها على الشبكة (بالإنجليزية فقط) جاء أن المؤسسة الأكاديمية تأسست عام 2010 بمبادرة المجتمع العربي في إسرائيل.

فرصة التعلم العالي
وهذه رؤية واعية وحيوية وتحتاج لمتابعة وتطبيق فعلي تتحاشى الوقوع بخطأ لجنة متابعة التعليم العربي بتكريس طابعها الحزبي الفئوي وعندها تكون أكاديمية حبرا على ورق والناس يتوقعون وينتظرون ويترقبون. هذا يعني الانفتاح الحقيقي على كافة الأكاديميين بمختلف انتماءاتهم وانتهاج الشفافية والمعايير النظيفة من اعتبارات سياسية والتشبث بشروط قبول وتعلّم غير متساهلة كما يليق بحرم جامعي . المؤسسة بحاجة لكل ذلك كي تتيسّر وبسرعة عملية استكمال الالتفاف حولها ودعمها وتوفير كافة الفرص لتحويلها من الحلم إلى الحقيقة وكي لا تبقى كلية فقط . وثمة فائدة كبيرة بتشكيل مجلس استشاري واسع تمثل فيه مختلف المدن والقرى العربية ولجانبهم أصدقاء من اليهود والأجانب وهم موجودون.
مساندة هذا المشروع الواعد ماديا ومعنويا هو واجب إنساني ووطني كبير علينا القيام به لنختزل وتأمين الطريق نحو تحقيق حلم أكبر. المشاركة الواسعة بالاحتفالية التي تخللتها زغاريد النساء معبّرة عن فرح من القلب تبشّر بجاهزية الشعب لمواجهة التحدي وإنجاز الحلم وقيادة المسيرة مدعوة لترجمتها لأفعال من خلال حسن التصرف والرأي السديد.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير علي العنوان: alarab@alarab.net
 

مقالات متعلقة