الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 09:02

عقاب الأحزاب العربية عقاب ذاتي نتائجه وخيمة/ بقلم: زياد شليوط

كل العرب
نُشر: 13/12/12 15:18,  حُتلن: 13:57

زياد شليوط في مقاله:

من يدعو لمقاطعة الانتخابات من هذا المنطلق وعقابا للقوائم والأحزاب العربية انما ينطلق من منطلقات ساذجة وغير جدية

الوحدة لا يتم بناؤها في أيام قليلة وتحت ضغط الموعد الانتخابي لأنها لن تقوم على أسس صحيحة انما ستكون لمصلحة مرحلية وهي الانتخابات البرلمانية

أحزابنا خطت خطوة الى الأمام، في عدم تبادل الهجوم فيما بينها في هذه الانتخابات وحسن أن فترة الدعاية الانتخابية قصيرة حتى تنتبه أحزابنا لخصمها الأساسي وعدم اللهو بمهاجمة بعضها البعض

واهم من ظن ولو للحظة واحدة أن وحدة الأحزاب العربية أو تشكيل قائمة عربية موحدة، تخوض انتخابات الكنيست التاسعة عشرة، كان يمكن لها أن تتحقق هذا العام وقبل انتهاء مدة تقديم القوائم للجنة الانتخابات المركزية يوم الخميس 13 كانون أول الجاري. وبالتالي فإن من يدعو لمقاطعة الانتخابات من هذا المنطلق وعقابا للقوائم والأحزاب العربية، انما ينطلق من منطلقات ساذجة وغير جدية، وتحت تأثير الحملة غير المخططة التي قامت بها بعض وسائل الاعلام العربية، والتي تأتي بنتائج عكسية ومغايرة لما أرادته تلك المنابر الاعلامية.

النظر في المرآة
على جمهور الغاضبين أن ينظر في المرآة أيضا، وأن يتأكد أن الوحدة لا يتم بناؤها في أيام قليلة وتحت ضغط الموعد الانتخابي، لأنها لن تقوم على أسس صحيحة انما ستكون لمصلحة مرحلية وهي الانتخابات البرلمانية. كما أن الجمهور واذا نظر في المرآة جيدا سيرى أنه هو نفسه غير موحد، فكيف يطلب من الأحزاب ما لا يحققه هو. فهل نحن موحدون، ألسنا نعاني من ألف انقسام وانقسام؟ وهل هناك حاجة لذكر كل أنواع وأصناف الانقسامات التي نعاني منها، بل وأختزل فأقول أننا لسنا موحدين حتى داخل أصغر وأضيق الأطر الاجتماعية ألا وهو الاطار العائلي، فكيف نطلب من أحزابنا ما لا نحققه في حياتنا اليومية؟

خطوة الى الأمام
لكن يمكن القول أن أحزابنا خطت خطوة الى الأمام، في عدم تبادل الهجوم فيما بينها في هذه الانتخابات، وحسن أن فترة الدعاية الانتخابية قصيرة، حتى تنتبه أحزابنا لخصمها الأساسي وعدم اللهو بمهاجمة بعضها البعض. وفي الانتخابات الحالية هناك خصمين أساسيين لأحزابنا، أو تقف أمامها مهمتان أساسيتان، ألا وهما التصدي لليمين العنصري الفاشي، والتصدي لأجواء المقاطعة للانتخابات. لا نحتاج لشرح طويل حول خطر اليمين الفاشي على جماهيرنا العربية ووجودها في وطنها، ويتمثل في هذه الانتخابات أكثر ما يتمثل في توحيد قائمتي الليكود وحزب ليبرمان، في قائمة "الليكود بيتينو"، والتي تسعى لاخراج الأحزاب العربية من الكنيست وبالتالي اقصاء المواطنين العرب من اللعبة السياسية ومن الحياة العامة في الدولة. وها نحن نتابع طلبات شطب قائمة التجمع والقائمة الموحدة ومنع النائبة حنين زعبي من خوض الانتخابات، التي تقدم بها نواب من تلك القائمة اليمينية العنصرية.

صناديق الاقتراع
أما خطر امتناع الناخبين العرب من الوصول الى صناديق الاقتراع وبنسبة عالية، فهو خطر جدي يهدد الأحزاب العربية، ومن المعروف أن نسبة الممتنعين في ارتفاع، حتى بدون الحاجة لاستطلاعات رأي لكي تشير الينا بهذه الحقيقة، فالمراقب العادي يستشعر هذا الخطر. واذا كنا نتفهم من يقاطع لأسباب أيديولوجية، فاننا لا نتفهم من يعلن معاقبته للأحزاب العربية بالتوجه للتصويت للأحزاب الصهيونية. ان هذا السبب يعتبر عذرا أقبح من ذنب. وهنا نطرح السؤال هل الأحزاب الصهيونية وخاصة ما تعرف زورا باسم "اليسارية"، توحدت حتى نهبها أصواتنا مجانا؟ وهل هي أفضل من أحزابنا العربية؟ وهل مرشحوها أفضل من مرشحينا؟ هل نواب الأحزاب الصهيونية يشعرون بآلامنا ويفرحون لأفراحنا مثل أبناء جلدتنا؟ طبعا يمكن تفهم مشاعر الغضب الصادقة لدى عدد كبير من المواطنين العرب، في عدم تحقيق الوحدة بين الأحزاب العربية، لكن هل كانت هناك خطط أو آمال بتحقيق هذه الوحدة؟ وهل سعى احد من المواطنين الى مبادرة مبكرة بالدعوة لوحدة الأحزاب العربية؟ وبالتالي فإن مطلب الوحدة لا يتحقق بمعاقبة الأحزاب في صناديق الاقتراع.

منطلقات عقائدية
ورغم تفهمنا لمن يقاطع من منطلقات عقائدية، بحجة رفض الاعتراف بالمؤسسات الصهيونية ومقاطعتها. لكن يجدر بنا طرح السؤال، ألا ينفذ أولئك مخطط اليمين الفاشي الهادف الى اقصائنا وتهميشنا، أليس هذا ما يسعى اليه اليمين العنصري،في أن يرانا خارج الكنيست؟ ثم أذا أراد البعض عدم الاعتراف بالمؤسسات الصهيونية وهنا يقصد الكنيست، فلماذا يقبل الاعتراف بمؤسسة صهيونية مثل التأمين الوطني، ويحرص على الاستفادة من خدماتها؟ ولماذا يقبل التمسك بمؤسسات صهيونية مثل "مكابي" و"مؤحيدت" "ولئوميت"، بحجة تلقي الخدمات الطبية؟ ثم لماذا يتمسك بالهوية الاسرائيلية وجواز السفر الاسرائيلي؟ وهكذا بما أننا نتمسك بتلك المؤسسات بحجة الاستفادة من خدماتها، فلماذا يحرم علينا الاستفادة من وجودنا في الكنيست، على قلة ومحدودية تأثيرنا فيها؟ وكأننا في المؤسسات الأخرى نملك تأثيرا كبيرا.

الأحزاب العربية
إن المطلوب من كوادر ونشيطي الأحزاب العربية في هذا الشهر، ليس عقد الاجتماعات الكبيرة التي يحضرها نفس الأشخاص تقريبا، أو الجلوس في المقرات الانتخابية لاحتساء القهوة وتبادل النكات، انما المطلوب الانتشار في الشوارع وقرع أبواب جميع البيوت، لمحاربة اللامبالاة، وحث الناس على الخروج للتصويت للأحزاب العربية، والتأكيد على حجب الأصوات عن الأحزاب الصهيونية خاصة اليمينية والعنصرية. فهذه الانتخابات هي امتحان لقدرة ومهارة الأحزاب العربية وكوادرها. وهي اختبار لمدى ولاء جماهيرنا لقناعاتها، فمعاقبة أحزابنا ما هو إلا عقاب لأنفسنا وسيرتد علينا وسيكون عقابا ذاتيا في نهاية المطاف.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير علي العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة