الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 05:02

عزيزتي الأم: إخضاع طفلك لأوامرك هو اسلوب تربية استبدادي ويؤثر على شخصيته

أماني حصادية- مراسلة
نُشر: 10/12/12 12:11,  حُتلن: 13:50

الطفل الخاضع غير مبدع ويمكن أن يكون ذكياً ومبدعاً في الأساس إلا أن خوفه من الأُم المتسلطة يمنعه من الإبداع

الطفل الذي اعتاد "كسب" محبة أمه من خلال عدم معارضتها ومن خلال التزامه بتطبيق قراراتها قوانينها فقد ينمو لديه اعتقاد أن كل شخص عنده أجندة ذاتية ومآرب شخصية 

هناك أساليب عديدة لتربية الأطفال، أحدهما الأسلوب الإستبدادي، أي إخضاع الطفل إخضاعاً كاملاً لأوامر الأُم. والأُم المتسلطة تعقد آمالاً كبيرة على أطفالها، وتفرض عليهم قوانين صارمة تجبرهم على تطبيقها من غير قيد أو شرط، لكنها لا تدرك أنها بأسلوبها هذا إنما تضع طفلها على طريق الفشل.


تصوير: Thinkstock

إنّ أسلوب التربية الإستبدادي يؤثر في وجود الطفل وكيانه، فهو يؤثر في قدرته على اتخاذ القرارات الأساسية في الحياة بنفسه، وعلى تعلم مهارات الحياة الرئيسية، وعلى مفهومه ذاته بشكل عام، وحسه الوجودي بشكل خاص. يطور الأطفال الذين يعيشون في كنف أم صارمة ومتسلطة صفة أو أكثر من الصفات التالية:

الإحساس بالدونية وبقلة احترام الذات
بسبب إحساس الطفل بأنّه مهمل "لا يرى ولا يسمع"، وبسبب هيمنة الأهل الدائمة على كل صغيرة وكبيرة في حياته، يشعر بأن لا قيمة لرأيه، وبأنّه من غير المسموح له أن يقرر حياته الخاصة ولا مصيرة ولا مستقبله بنفسه.

عدم الشعور بقيمته
لأنّ الطفل يعلم أنّه لن يحظى بحب أمه إلا إذا أحسن التصرف، وأن جل ما يمكن أن يحصل عليه في أحسن الأحوال هو عدم المعاقبة، ويشعر الطفل بأنّه مقبول من طرف أمه بسبب إطاعته الأوامر، وبسبب حسن تصرفه فقط، لا بسبب من هو ولا بسبب كونه إنساناً يستحق المحبة والعطف والتقدير.

الإفتقار إلى الثقة بالناس
يصبح الطفل كثير الشكوك بنوايا الأشخاص وعواطفهم، حتى لو كانت سليمة. فكلما حاول شخص من غير أفراد أسرته التودد إليه، يقول بينه وبين نفسه "ما الذي يريده مني؟ وما الثمن الذي يجب أن أدفعه له؟". ولأنّ الطفل اعتاد "كسب" محبة أمه من خلال عدم معارضتها، ومن خلال التزامه بتطبيق قراراتها قوانينها، فقد ينمو لديه اعتقاد أن كل شخص عنده أجندة ذاتية ومآرب شخصية، وأن عليه أن يدفع الثمن إلى كل شخص وأي شخص.

عدم امتلاك مهارة اتباع حدسه
إنّ طفل الأُم الصارمة لا يعرف حقيقة معنى الإصغاء إلى شعوره الداخلي، وهي من أهم المهارات التي تلعب دوراً أساسياً، عندما يحاول الطفل اتخاذ قرارات مصيرية تتعلق بحياته المستقبلية. فمثل هذا الطفل اعتاد أن يسيطر عليه، وبالتالي على امتلاك هامش ضيق جدّاً من الحرية، يسمح له بفرض إرادته الخاصة. لذا، فهو لا يعرف معنى الحدس، لأنّه لم يختبر الأصوات الداخلية التي يمكن أن تدله على ما هو صحيح وعلى ما يجب عمله.

لعب دور سلبي في حياته الخاصة
لا يستطيع الطفل الخاضع لسلطة الأُم أن يلعب دوراً إيجابياً في حياته الخاصة، ولأنّه لم يتعلم أن لكل شخص مكاناً ثابتاً في الحياة، ودوراً عليه أن يلعبه، فهو يميل إلى الخضوع للذين هم في مركز القيادة والمتسلطين.

الإلتزام بالقوانين الصارمة والخوف من خوض تجارب جديدة
بسبب تجربة الطفل الذي تربى على تسلط الأُم، والتعرض لشتى العقوبات عند عدم التزامه بالقوانين، فهو يتردد في تجربة وسائل جديدة أو ابتداع طرق مبتكرة للقيام بعمل ما، خوفاً من الوقوع في الخطأ، وبالتالي التعرض للعقاب. لذا، نجد أنّ الطفل الخاضع غير مبدع، ويمكن أن يكون ذكياً ومبدعاً في الأساس، إلا أن خوفه من الأُم المتسلطة يمنعه من الإبداع.

موقع العرب يتيح لكم الفرصة بنشر صور أولادكم.. ما عليكم سوى ارسال صور بجودة عالية وحجم كبير مع تفاصيل الطفل ورقم هاتف الأهل للتأكد من صحة الأمور وارسال المواد على الميل التالي: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة