خرج الصديقان أحمد وحسام فى رحلة صيد مع والديهما حيث الغابة الكثيفة، وكان كل منهما يستمتع بالجري وراء الحيوانات الأليفة في الغابة أو بمنظر الطيور وهي تتساقط حين يطلق عليها أبواهما البنادق فتهوى ويجريان إلى أن يلتقط كل منهما طائرا يعود به فرحا إلى حيث السلة التي يضعون فيها الطيور المصادة، ورأى أحمد فراشة شكلها جميل تنتقل من زهرة إلى زهرة فهمس في أذن حسام وأغراه بأن يذهبا خلف الفراشة ويصطادها، ففرح حسام بهذا العمل وظلا يتنقلان خلف الفراشة حتى توغلا فى الغابة ولم يحققا هدفهما من صيد الفراشة وحين حاولا العودة لم يستطيعا وتاها فى الطرق المتشعبة فى الغابة وبدأ الخوف يسيطر عليهما ثم سيطرت عليهما أوهام الأشباح والخوف من المجهول، وأخذا يتنقلان في أروقة الغابة ولكنهما كانا كمن طوحت به الأقدار ليركب البحر المظلم ليكشف عن أرض جديدة تبدو عليهما علامات الذل والإنكسار.

تصوير: Thinkstock

بدأ كل منهم يفكر في طريق العودة، وفي أثناء ذلك اصطدمت قدم أحمد في علبة يبدو شكلها غريب فحدثت فرقعة واهتزاز شديد، فصرخ كل منهما وارتمى في ناحية، ثم هدأت الفرقعة وخرج دخان كثيف، وبدأ الدخان يتشكل في صورة مارد ضخم وصاح "شبيك لبيك أنا خادم الفانوس"، فارتجف كل منهما ولم يستطع الكلام بعد فترة تذكر حسام ما حكته له جدته عن الفانوس السحري وكيف أن خادم الفانوس يستطيع أن يقضي ما يأمره به من يعثر على هذا الفانوس وبدأت نفسه تهدأ قليلا قليلا ثم قال: "أأنت خادم الفانوس؟"
فأجاب الخادم: "نعم أنا خادم الفانوس، ولك أن تطلب مني طلبا واحدا فقط أنفذه لك"
قال حسام: "اريد منك أن تدلني على طريق العودة أنا وصديقي وتحملنا إلى منازلنا"
قال الخادم: "لا أستطيع يا سيدي الآن، لقد فقدت هذه الصفة، في هذا العصر عليك أن تفكر في طريقة للعودة".
ثم زمجر المارد وانصرف فجأة، وقال أحمد: "ما العمل إذا ياحسام؟"، قال حسام: "علينا أن نفكر"، وأخذ كل منهم يفكر في وسيلة، وقال أحمد: "نحن جئنا وكانت الشمس في منتصف السماء وفي هذا الوقت كان الظل أمامنا ونحن الآن ظلنا على يسارنا، فالطريق تصبح على اليمين"، وتذكر أحمد أن ساعته التي يحملها بها بوصلة، ففتحها وبدأ يحدد الإتجاهات، وظلا على هذه الحال من التفكير حتى وجدا الطريق الصحيح ورجعا إلى بيتيهما سالمين.

موقع العرب يتيح لكم الفرصة بنشر صور أولادكم.. ما عليكم سوى ارسال صور بجودة عالية وحجم كبير مع تفاصيل الطفل ورقم هاتف الأهل للتأكد من صحة الأمور وارسال المواد على الميل التالي: alarab@alarab.net