رغم مرور شهر على افتتاح السنة الدراسة الحالية، ما زالت قضية مدرسة "حوار" للتعليم البديل تراوح مكانها، فالحوار مع بلدية حيفا بشأن ايجاد مبنى ملائم للمدرسة وصل الى طريق مسدود حيث تم الاتفاق بين ادارة جمعية حوار التي تشرف على ادارة المدرسة وبين بلدية حيفا، على ان يكون المبنى القديم للمدرسة مؤقتا حتى انتهاء السنة الدراسية الماضية لكن بلدية حيفا لم  توفر مبنى بديل حتى اليوم. ويذكر ان  مبنى المدرسة الحالي قديم جدا ولا يمتلك مقومات الامان حيث كان يستعمل كمبنى لمدرسة  اخرى منذ عدة سنوات وتم هجره. ورغم افتتاح السنة الدراسية الحالية، الا ان حوالي 100 طالب من البستان حتى الصف الثالث من مدرسة "حوار" لا يتوجهون الى  مقاعد الدراسة، ويتوجهون لقضاء  اوقاتهم مع ممثلي الاباء في  مبنى  تابع لمركز "مساواة" والذي ما زالت اعمال الترميم فيه متواصلة. ولم تتوقف حدة الخلاف بين ادارة جمعية "حوار" وبلدية حيفا عند قضية توفير مبنى ملائم  للمدرسة، فقد طالبت البلدية ان تتم ادارة مدرسة حوار دون تدخل وتاثير اعضاء الجمعية.


طلاب مدرسة "حوار" - الحوار الى طريق مسدود
وفي وقت لاحق  تم طرح مناقصة لادارة المدرسة فازت بها مديرة اخرى  غير مديرة المدرسة الحالية مما رفع منسوب التوتر بين الطرفان. ورغم ان المدرسة تسمى "حوار" الا ان الحوار بين الطرفين مفقود ولم يتم الوصول الى صيغة تفاهم مشتركة، وكل طرف يتهم الاخر بعرقلة المساعي لتسوية وايجاد حل.
ويشار ان مشروع مدرسة "حوار" يحظى بدعم لجنة متابعة قضايا التعليم العربي  والتي جاء تعقيبها حول موضوع الخلاف بين ادارة الجمعية وبلدية حيفا كالتالي: " الوسط العربي في المدن المختلطة يعاني الامرين، المرة الاولى عن طريق سلطة الحكم المركزي (الحكومة) والمرة الثانية عن طريق الحكم المحلي، وانه امر مقلق ان تقوم السلطات بوضع عراقيل امام مبادرات لاقامة اطار تعليمي ديمقراطي بديل، يبدوا ان هناك اشخاص يريحهم ان يبقى وضع التعليم العربي في المدن المختلطة مجمد".
اهرون زبيدة مدير وزارة المعارف في لواء حيفا قال :"وزارة المعارف معنية بتشجيع المبادرة التربوية للاهالي لان مدرسة من هذا النوع تجذب اليها طلاب من مدارس خاصة للانضمام اليها، عدا عن ذلك فان وزارة المعارف وعدت الاهالي انه في حالة عودة ابنائهم الى مقاعد الدراسة سيتم تخصيص ساعات دراسية اضافية ودورات استكمال للمعلمين،لكن الخلاف القائم هو بين الجمعية والبلدية".
وردت بلدية حيفا على هذا الموضوع قائلة :" يونا ياهف رئيس البلدية كان له القسط الاكبر في اقامة المدرسة ووضع نصب عينيه ان تكون هذه المدرسة نموذجا في الوسط العربي، وحول موضوع ايجاد مبنى بديل  كان الرد ان بلدية حيفا ليس لديها مبنى بديل تعرضه على الاهالي ولكن البلدية وعدت باستثمار مبالغ كبيرة لترميم المبنى الحالي".
من جهته قال د. سهيل أسعد رئيس جمعية "حوار":" كانت هناك اتصالات مع الوزارة والبلدية من أجل التوصل لاتفاق الى انه لم يتم التوصل بعد الى اي تفاهم بسبب انقطاع هذه الاتصالات بمناسبة الاعياد اليهودية. من جهتنا نحن مستمرين بالاضراب الذي نعتبره ناجحا خاصة وأن المدرسة التي أعلنت وزارة المعارف عن افتتاحها مطلع العام الدراسي كبديل لمدرسة "حوار" لم تستقبل سوى بضعة طلاب لا يتعدى عددهم اصابع اليد".


د. سهيل أسعد رئيس جمعية "حوار"
وأوضح أسعد في حديثه ايضا  أن الجمعية وأهالي الطلاب مستمرين في الاضراب على الرغم من انه يشكل عبئا على كاهل للطلاب وذويهم" .