الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 23:01

الجماهير العربية وحتمية الوحدة في مواجهة الصعاب/ بقلم: خالد خليفة

كل العرب
نُشر: 03/12/12 19:30,  حُتلن: 08:50

خالد خليفة في مقاله :

حزب الليكود بيتنا وبقيادة الثنائي نتانياهو وليبرمان عزز في نتائج الانتخابات التمهيدية ما كانت تتداوله الصحافة من مواقف وآراء متطرفة بهذا الصدد اتجاه العرب والفلسطينيين

الحكومة تسعى الى سن المزيد من القوانين غير الدستورية والتي ترمي الى تعميق اضطهاد الاقليات وشل المعارضة والتي تتنافس مع الحكومة بانتهاج سياسة اكتر يمينية

من المتوقع أن تواجه الجماهير العربية في البلاد فترة حرجة عصيبة من الصعب تخطيها في الفترة التي ستعقب انتخابات 2013 من حيث سن القوانين المعادية للعرب

على الرغم من أن حكومة نتانياهو ستواجه عزلة دولية خانقة على صعيد السياسة الدولية إلا أن المتشددين المنتخبين في حزب الليكود لن يتنازلوا عن سن القوانين المعادية ونزع الشرعية من المواطنين العرب بواسطة فرض المواطنة المشترطة

آن الأوان لكي تنطلق الاحزاب العربية في الانتخابات المقبلة ببرنامج موحد كما يتوجب على جمهور المقاطعين لهذه الانتخابات من ابناء الحركة الاسلامية الشق الشمالي وابناء البلد وآخرين أن يشاركوا في هذه الانتخابات ولو لمرة واحدة

تشير كافة الاستطلاعات والدلائل بان الاسرائيليين لا يريدون مجتمعا يرتكز على المساواة والسلم الاهلي بل يريدون استمرار الاحتلال العنصري والابرتهايد. ففي استطلاع نشرته صحيفة هآرتس في 21/10/2012 وأجراه صندوق ايسرائيلا غولدبلوم ومركز ديالوج تبين بأن 3/1 الاسرائيليين يريدون منع العرب من التصويت، ونصفهم يؤيد الترانسفير والغالبية الساحقة تؤيد السياسة الابرتهايد، والفصل العنصري.

الحائط الحديدي
وعزز حزب الليكود بيتنا وبقيادة الثنائي نتانياهو وليبرمان في نتائج الانتخابات التمهيدية ما كانت تتداوله الصحافة من مواقف وآراء متطرفة بهذا الصدد اتجاه العرب والفلسطينيين. بحيث انهما ينتهجون سياسة زئيف جايوتنسكي من حيث اعتماد الحائط الحديدي لأرض اسرائيل، والذي يعني بأن الاردن هو الوطن الحقيقي للفلسطينيين وبأن اسرائيل هي ارض الميعاد ليهود المهجر.

سياسة متطرفة
هذا، ومن المتوقع بعد نتائج هذه الانتخابات التمهيدية لليكود أن تنتهج الحكومة الاسرائيلية المقبلة بقيادة نتانياهو سياسة متطرفة تكره كل ما هو اجنبي وغير يهودي ، وترى بعرب هذه البلاد عدو داخلي وطابور خامس، كما قالها في العلن العديد من المنتخبين الجدد لليكود امثال النائب اوفير اكونيس، ميري ريغبب، وموشيه فيغلين. وتسعى تلك الحكومة الى سن المزيد من القوانين غير الدستورية والتي ترمي الى تعميق اضطهاد الاقليات، وشل المعارضة والتي تتنافس مع الحكومة بانتهاج سياسة اكتر يمينية من سياسة نتانياهو.

عزلة دولية خانقة
وعلى الرغم من أن حكومة نتانياهو ستواجه عزلة دولية خانقة على صعيد السياسة الدولية نظرا لإتباع سياسة الوضع الراهن السلبي، وعجز مالي خانق يصل الى 25 مليار شيكل إلا ان المتشددين المنتخبين في حزب الليكود واللذين يمثلون الصناعات العسكرية ( قوائم حايم كاتس من الصناعات العسكرية) ولوبي المستوطنات برئاسة موشيه فيغلين زعيم (الشعبة اليهودية داخل الليكود) لن يتنازلوا عن سن القوانين المعادية ونزع الشرعية من المواطنين العرب بواسطة فرض المواطنة المشترطة. أي ان الجماهير العربية ستواجه فترة عسيرة من الصعب تخطيها بدون دعم دولي او اقليمي لفضح تلك الممارسات. ويمكن القول إن ما حدث داخل الليكود هو بمثابة انقلاب على كافة المعايير، استطاعت فيه قوى متطرفة من لوبي المستوطنين وبائعي السلاح الذين يؤمنوا بفرض حكم الشريعية اليهودية على ارض اسرائيل. وسيركز اعوان هذا الحزب في الفترة المقبلة على ابتلاع ما تبقى من اراضي الضفة الغربية وتكثيف الاستيطان في جميع اطرافها.

ضحايا الانقلاب
ويعتبر داني مريدور وبيني بيغن ومخائيل ايتان اخر ضحايا هذا الانقلاب ليس لكونهم معتدلين -فهم من اليمين وليسوا من ألمعتدلين - بل لكونهم يؤمنون بشيء ما يسمى سلطة القانون الامر الذي ادى الى دحرهم واستقصائهم في ليلة السكاكين الطويلة لهذه الانتخابات التمهيدية. هذا ومن المتوقع أن تواجه الجماهير العربية في البلاد فترة حرجة عصيبة من الصعب تخطيها في الفترة التي ستعقب انتخابات 2013 من حيث سن القوانين المعادية للعرب. ويتوجب على الاحزاب العربية قاطبة أن تتوحد من اجل مواجهة هذه الحكومة المتشددة، فعلى الرغم من عدم اجراء التصحيحات والإصلاحات في المبنى الجوهري لهذه الاحزاب العربية وعدم استخلاص العبر المتعلقة بالديمقراطية والبناء من جديد، والعمل على اسس تعاون وحدوي مشترك.

برنامج عربي موحد
إلا انه آن الأوان لكي تنطلق الاحزاب العربية في الانتخابات المقبلة ببرنامج موحد، وليس فقط، بل بقائمة عربية واحدة تمثل تطلعات الجماهير العربية لمواجهة المخاطر المحدقة في المستقبل القريب، كما يتوجب على جمهور المقاطعين لهذه الانتخابات من ابناء الحركة الاسلامية الشق الشمالي، ابناء البلد وآخرين ان يشاركوا في هذه الانتخابات ولو لمرة واحدة كي تكشف الوجه الحقيقي لهذه الديمقراطية الزائفة تماما كما صرح باراك اثناء محادثاته مع الراحل ياسر عرفات عام 1999 بأنه اتى الى كامب ديفيد لكشف زيف الحقائق الفلسطينية. ان هذه الوحدة والممارسات الاسرائيلية المستقبلية القريبة سوف يشكل سدا منيعا امام الفاشية القادمة وتكشف ولو لمرة واحدة امام العالم هذه الممارسات بحق العرب والفلسطينيين.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة