الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 07 / مايو 08:01

الأب جورج أيوب: الأمم المتحدة اعطت جائزة للساعين للسلام باعترافها بفلسطين

كل العرب
نُشر: 30/11/12 15:17,  حُتلن: 11:20

قدس الأب جورج أيوب أمين عام البطريركية اللاتينية:

نهنئ الشعب الفلسطيني بحصوله على دولة بصفة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة

فرحتنا الكبرى ستكون يوم نرى فلسطين دولة حرة مستقلة في حدود 1976 بجانب دولة اسرائيل تعيشان جنباً لجنب بسلام ومحبة

فلسطين كدولة مراقب يجعل منها واقعًا قانونيًّا وسياسيًّا ودبلوماسيًّا في الأمم المتحدة ويمهّد الطريق للتقدم بأي طلب آخر باعتبارها دولة عضو

نأسف لمن يقول إن الأمم المتحدة اعطت جائزة للإرهابيين في هذا التصويت بل على العكس تماماً فإن الأمم المتحدة اعطت جائزة للساعين للسلام

في نوفمبر 1947 كان عدد الدول الأعضاء في الأمم المتحدة 57 دولة فقط لأن الدول المهزومة في الحرب العالمية الثانية وهي ألمانيا واليابان وحلفائها كانت خاضعة لسلطات الاحتلال أو ممنوعة من الانضمام إلى المنظمة الدولية. أما أغلبية دول القارة الإفريقية وآسيا الجنوبية الشرقية كانت خاضعة للسلطات الاستعمارية ولم تكن مستقلة. وقد شارك في التصويت لتقسيم فلسطين 56 دولة، أي جميع الدول الأعضاء باستثناء دولة واحدة هي مملكة سيام (تايلند حاليا). وافقت الدول العظمى في ذلك الحين ( الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة وفرنسا ) على خطة التقسيم، باستثناء بريطانيا التي دارت سلطة الانتداب والتي فضلت الامتناع. ومن بين الدول المعارضة للخطة كانت جميع الدول العربية والإسلامية وكذلك اليونان والهند وكوبا.


قدس الأب جورج أيوب، أمين عام البطريركية اللاتينية

الحركة الصهيونية
بذل زعماء الحركة الصهيونية جهوداً كبيرة لإقناع الدول المترددة، واستعانوا بالدبلوماسيين الداعمين للخطة داخل الأمم المتحدة من أجل تأجيل التصويت من ال 26 إلى ال 29 من نوفمبر، مما أعطاهم الفرصة لإقناع ليبريا الفيليبين وهايتي بالتصويت مع مؤيدي الخطة، وتأمين دعم ثلثين من الدول الأعضاء، وهي النسبة التي كانت لازمة لإقرار خطة التقسيم. حاولت الدول العربية منع هذا التأجيل فتنازل مندوبوها عن إلقاء خطاباتهم توفيرا للوقت، ولكن البعثة الأمريكية المؤيدة لخطة التقسيم أصرت على تأجيل جلسة التصويت إلى ما بعد عيد الشكر الأمريكي الذي حل في ذلك العام في 27 نوفمبر.

التقسيم
في مساء 29 نوفمبر جرى التصويت فكان ثلاثة وثلاثون صوتا إلى جانب التقسيم، وثلاثة عشر صوتا ضدّه وامتنعت عشر دول عن التصويت، وغابت دولة واحدة، وكانت الدول ال33 التي وافقت على القرار هي :أستراليا،بلجيكا، بوليفيا، البرازيل، بيلوروسيا، كندا، كوستاريكا، تشيكوسلوفاكيا، الدنمارك، الدومينيكان، الايكوادور، فرنسا، غواتيمالا هاييتي، ايسلندا، ليبيريا، لوكسمبورغ، هولندا، نيوزيلندا، نيكوراغوا، النرويج، الباراغوي، بيرو، فيليبين، بولونيا، السويد، اوكرانيا، جنوب أفريقيا، الاتحاد السوفييتي، الولايات الأمريكية المتحدة، الأوروغواي وفنزويلا. والدول ال 13 ضد القرار هي أفغانستان وكوبا ومصر واليونان والهند وإيران والعراق ولبنان وباكستان والسعودية وسوريا وتركيا واليمن. أما الدول العشر التي امتنعت عن التصويت فهي: الأرجنتين وتشيلي والصين وكولومبيا وسلفادور وأثيوبيا وهندوراس والمكسيك والمملكة المتحدة ويوغوسلافيا. وعندما أعلنت النتيجة انسحب المندوبون العرب من الاجتماع وأعلنوا في بيان جماعي رفضهم للخطة واستنكارهم لها.

الطلب الفلسطيني
أمس الخميس وبعد 65 سنة عقدت جلسة للتصويت على الطلب الفلسطيني للاعتراف بفلسطين كدولة بصفة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة (ويستند هذا الطلب إلى القرار الذي أصدرته الجمعية العامة في 1947 الخاص بإقامة دولتين فلسطينية وإسرائيلية) وقد حصلت فلسطين على الأغلبية اللازمة من الأصوات (نعم 138- لا 9-ممتنع 41). إن الاعتراف بفلسطين كدولة مراقب يجعل منها واقعًا قانونيًّا وسياسيًّا ودبلوماسيًّا في الأمم المتحدة، ويمهّد الطريق للتقدم بأي طلب آخر باعتبارها دولة عضو، مما يقوي موقفها خلال مفاوضات السلام مع إسرائيل لإعلان فلسطين دولة مستقلة.

مرحلة جديدة
وماذا بعد؟ هل سنبدأ بمرحلة جديدة لا عنوان لها؟ أو سننتظر 65 سنة أخرى لخطوة جديدة! نتمنى أن تعي كل الأطراف أن الطريق الوحيد الذي يجب أن نختاره هو السلام. نأسف لمن يقول أن الأمم المتحدة اعطت جائزة للإرهابيين في هذا التصويت بل على العكس تماماً فإن الأمم المتحدة اعطت جائزة للساعين للسلام. لقد عشنا الحرب ونعرف ما هي نتائجها وعشنا لا الحرب ولا السلام ورأينا أين وصلنا. عشنا بداية السلام بين الشعبين الاسرائيلي والفلسطيني (سنة 1994) ونتمنى أن نعود لهذه الطريق من جديد لأنها طريق الأمن والأمل لكل الأطراف. في هذه الطريق هنالك صعوبات وتحديات، أمامها علينا أن نثابر وأن نصبر وأن نتصرف بفطنة وحكمة.

تهنئة للشعب
نهنئ الشعب الفلسطيني بحصوله على دولة بصفة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة، وفرحتنا الكبرى ستكون يوم نرى فلسطين دولة حرة مستقلة في حدود 1976 بجانب دولة اسرائيل تعيشان جنباً لجنب بسلام ومحبة. 

مقالات متعلقة