الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 08 / مايو 18:01

فلسطين دولة محتلة/بقلم:هاني العقاد

كل العرب
نُشر: 30/11/12 10:19,  حُتلن: 23:35

هاني العقاد في مقال:

في يوم 25 نوفمبر قال العالم الحر للمحتل آنت محتل غاشم وعليك البحث عن سلام يعطي الحرية والسلام للشعب المحتل

في هذا اليوم نام كل فلسطيني وهو يعلم أن حلمة بدأ يتحقق وسيتحقق في دولة مستقلة عاصمتها القدس فما هي إلا البداية وطريق المعركة بدأ وعلينا كفلسطينيين أن نجهز لها بوحدتنا وقوتنا

تصويت 138 دولة لصالح قرار يمنح فلسطين دولة عضو مراقب بالأمم المتحدة يعنى لنا أن العالم يكره الاحتلال و يكره من يمارسه ويقف صفا قويا إلى جانب الحق الفلسطيني
بعد منتصف ليل الخميس 29 من نوفمبر وفي ذكري اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني وكفاحه الذي أعلنته الأمم المتحدة في العام 1977 وفي الذكرى الـ64 لقرار التقسيم 181 القاضي بتقسيم فلسطين إلى دولتين واحدة للفلسطينيين وأخرى للإسرائيليين، في هذا اليوم قال العالم نعم لدولة فلسطين، قال العالم كلمة كانت قاسية على المحتل فلم يتوقع هذا المحتل أن يتم تعريفة دوليا كدولة احتلال وأخر كيان بالعالم يمارس الاحتلال ويستخدم القوة لاستغلال الشعب المحتل واستغلال طاقاته البشرية والاقتصادية لصالح مخططات الاحتلال ذاتها، في هذا اليوم قال العالم الحر للمحتل آنت محتل غاشم وعليك البحث عن سلام يعطي الحرية والسلام للشعب المحتل، في هذا اليوم أصبحت لفلسطينيين دولة لها كامل الحقوق السياسية والاقتصادية والمدنية التي أقرتها القوانين والشرائع الدولية، ولها الحق في مقاومة الاحتلال الجاثم على أرضها منذ أكثر من خمس وستون عاما، في هذا اليوم أصبح للفلسطينيين دولة على ترابهم الوطني وحقوقها الآن أصبحت غير قابلة للتصريف أو التحوير أو الإنقاص، في هذا اليوم نام كل فلسطيني وهو يعلم أن حلمة بدأ يتحقق، وسيتحقق في دولة مستقلة عاصمتها القدس، فما هي إلا البداية وطريق المعركة بدأ وعلينا كفلسطينيين أن نجهز لها بوحدتنا وقوتنا وإصرارنا وتماسكنا لان أكثر من ثلثي العالم أعلن انه سيكافح مع الشعب الفلسطيني جنبا إلى جنب لتحقيق الاستقلال و طرد الاحتلال .

تصويت لصالح العضوية
أن تصويت 138 دولة لصالح قرار يمنح فلسطين دولة عضو مراقب بالأمم المتحدة يعنى لنا أن العالم يكره الاحتلال و يكره من يمارسه ويقف صفا قويا إلى جانب الحق الفلسطيني، حقه في دولة ذات سيادة معترف بها قابلة للعيش بسلام متساوي، وأن حصول فلسطين على دولة مراقب يعتبر اليوم نصرا تاريخيا طال وتأخر كثيرا، وهذا يعنى أن فلسطين من الآن ستصبح عضوا في كافة منظمات الأمم المتحدة بعد الطلب رسميا من كافة المنظمات المنبثقة عن الأمم المتحدة بالإنضمام إليها، كما أن تصويت العالم لصالح العضوية يكفل لها أن تكون طرفا في المعاهدات الدولية بما في ذلك معاهدات جنيف الربعة، ونظام روما الأساسي لمحكمة الجنايات الدولية، ومعاهدة القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة، وان تصويت الأمم المتحدة لصالح قرار اعتبار فلسطين دولة مراقب بالأمم المتحدة يعنى أن الأمم المتحدة أصبحت ملزمة بالسعي الحقيقي والجاد لإنفاذ قراراتها بخصوص فلسطين وأهمها 181و 194، 242و 338و والقرارات المتعلقة بالقدس ومنها قرار رقم 185 وقرار رقم 251 وقرار رقم 252 و267 والعديد من القرارات الأخرى، وعلى الهيئات والسلطات المسؤولة أن تعمل على تحقيق كافة البنود الواردة بهذه القرارات وإلا فان الأمم المتحدة عليها مخاطبة مجلس الأمن لاتخاذ الإجراءات الضرورية بحق من يعطل تنفيذ القرارات الدولية، ولعل هذا يلقي بمسؤولية تاريخية على عاتق الأمم المتحدة تجاه حل الصراع على أساس شرعي وقانوني وعلى أساس يضمن إنفاذ القرارات الدولية بالإضافة للتفاهمات والمعاهدات التي تم توقيعها بين الطرفين خلال المرحلة السابقة وبالتالي فان أي حل للصراع سيكون على أساس قرارات الأمم المتحدة .

نصر تاريخي
إن هذا النصر التاريخي والاستراتيجي الذي سجله الرئيس محمود عباس وقيادة منظمة التحرير وضع فلسطين على خارطة العالم وكان بمثابة شهادة ميلاد الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وجعل المحتل وعصبته يفكروا مليا من الآن فصاعدا في وضعهم العدائي للسلام، فلم تعد الشعوب تقبل بقائها غبية كما تتعامل معها إسرائيل وهذا ما كان واضحا من كلمة مندوب كندا وإسرائيل عندما قالا للجمعية العمومية للأمم المتحدة أن منح فلسطين عضوية يعيق السلام في المنطقة و كان السلام في فلسطين كان اقرب من باب الأمم المتحدة، لهذا فان العالم أصبح يدرك أن إسرائيل دولة متطرفة محتلة كاذبة تستخدم تعاطف العالم لتمارس احتلالها وسرقة ارض الفلسطينيين، ومن هذا المنطلق فإننا ندرك أهمية وقفة العالم مع الشعب الفلسطيني في معركته الحالية والتي سيتمخض عنها إنهاء كامل لكل أشكال الاحتلال في فلسطين ورضوخ إسرائيل للإرادة الدولية لتطبق قرارات الأمم المتحدة وأولها 181 و194 والقاضي بحق اللاجئين بالعودة إلى بلادهم وقراهم ومزارعهم التي طردوا منها بفعل القوة العسكرية الاحتلالية .

الاستحقاق التاريخي
منذ هذا التاريخ فان العالم أصبح مسؤولا مسؤولية أخلاقية وأدبية وقانونية عن مأساة فلسطين وأدرك أن اللحظة قد حانت لتصحيح خطأ تاريخي مازالت أمريكا وبريطانيا ومن لف لفيفهم تصر عليه، وأصبح العالم مطالبا بتجسيد هذا الاستحقاق التاريخي لشعب فلسطين في دولة بالتساوي مع الكيان الإسرائيلي على تلك الأرض التي حرم منها عقود من الزمان، ومع هذا كله فان الأمم المتحدة أثبتت أن وجهها أبيض وأعادت شرعيتها أمام الشعوب المقهورة والمحتلة، وأثبتت أن الاحتلال ومن سانده بقرارات البقاء ككيان احتلالي اسود قاتل، وأصبحت الأمم المتحدة الآن في اختبار حقيقي وتاريخي لتبرهن أنها تستطيع إلزام العالم بتطبيق قراراتها بشأن فلسطين دون تحوير ودون نقص أو تأخير لينتشر السلم والأمن والاستقرار في كافة أرجاء المنطقة العربية وتعيش الشعوب في أجواء تفاهم ونمو وتعاون شاملين.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة