وقع العشرات من الوجهاء والمشايخ والمواطنين من أصحاب الأرض في النقب، على وثيقة تهدف للحفاظ على أرض النقب وعدم التفريط فيها - "وثيقة أرض النقب" - في اجتماع عقد السبت في رهط، في خطوة اعتبرها منظمو المراسم "تاريخية"، تهدف للحفاظ على الأرض.

د. عواد أبو فريح. تاريخية

وأكد د. عواد أبو فريح - عريف الحفل - انها تعتبر وقفة تاريخية لا بد منها، وخاصة في هذه الأيام وستكون نقطة انطلاق، ستتلوها نشاطات أخرى في المستقبل كتنظيم الأمسيات الشعرية المتعلقة بالأرض والأمسيات الثقافية وغيرها. كما أشار إلى وجود نية لترجمة الوثيقة وتعميمها على الرأي العام المحلي والعالمي من أجل إيصال رسالة النقب إلى هذه المحافل.

الشيخ أحمد العقبي أشار في كلمته إلى أهمية هذه الخطوة، وإلى ضرورة التمسك بالأرض. وألقى الشيخ صياح أبو مديغم كلمة دعا فيها إلى تحديد حدود كل أرض وتعريف الأبناء على هذه الحدود.
وتحدث نوري العقبي رئيس جمعية مؤازرة وحماية حقوق البدو عن قرب بدء أعمال لجنة القاضي عبد الرحمن الزعبي التي ستكون لجنة جماهيرية تبحث قضية أرض النقب وتكون ندا للجنة القاضي "غولدبرغ".

وفي كلمته قال عطيه الأعسم مركّز لجنة الأربعين في النقب إن من يساوم على الأرض يجب على المجتمع أن يقاطعه، معتبرا أن المساوم على الأرض خائن.
وتحدث الشيخ علي القرعان فدعا للاهتمام بالأرض، وقال إن على كل ضمير حي أن يهتم بالأرض لأن التاريخ لن يرحم.

وعبر الشيخ أحمد السيد مدير مؤسسة النقب للأرض والإنسان عن تأييد المؤسسة لهذه الخطوة، ونشاط المؤسسة في موضوع تثبيت الأهالي على أرضهم من خلال معسكر العمل المزمع في أواخر الشهر الجاري.
وأكد معيقل الهواشله على أهمية الأرض والتمسك بها، قائلاً إن من يبيع الأرض يجب ألا يُدفن فيها.

الحاج جبر أبو كف

وقال الحاج جبر أبو كف إن الوثيقة تشرّف أهل النقب في الداخل والخارج، وأنه لو استفاق الناس قبل سنوات لما قامت لجنة غولدبرغ ولما كانت هناك حاجة لهذه الوثيقة.
ودعا الشيخ أحمد الطوري للمحافظة على كل شبرٍ من الأرض، وقال إن من يساوم على الأرض ليس له أي احترام وهو كمن يساوم على العرض.
وقال الحاج أحمد أبو صيام إن الناس أخطأوا بعدم العودة لأرضهم بعد انتهاء الحكم العسكري، ودعا أصحاب الأرض للاهتمام بأرضهم وعدم تمكين الآخرين من استئجارها من الدولة وزراعتها.
ووصف عليان الصانع صراع النقب على أنه جزء من نكبة الشعب الفلسطيني منذ ستين عاماً، وقال إن هناك مشروع لتصفية القضية الفلسطينية وأن النقب جزء من هذا المشروع.

نص الوثيقة
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وثيقة أرض النقب
نحن عرب النقب أبناء العشائر والقبائل العربية، عريقة الأصول ثابتة الجذور في النقب على أرضها التي ورثتها كابرا عن كابر، نحن أصحاب الأرض وملاكها نعلن لله ثم للتاريخ ولكل العالم العربي والإسلامي والغربي، مستمدّين العزم من تاريخنا النضالي ومن إرث آبائنا وأجدادنا في المحافظة على الأرض، ما يلي:
1- أرض النقب هي ملك أبناء العشائر والقبائل قديماً وحديثاً ومستقبلاً، وعلى هذا تعاملت كل الحكومات التي حكمت المنطقة الحكومة في السابق، بما فيها الحكومة العثمانية وحكومة الانتداب البريطاني.
2- أرض النقب هي أرض إسلامية عربية وقفية لا تباع ولا يساوم عليها ما دام فينا عرق ينبض.
3- نحن أصحاب الحق الشرعيين وملاّك الأرض؛ لم ولن نوكل أحدا من الأجسام والهيئات والشخصيات أن يمثلنا أو أن يتحدّث باسمنا أمام المؤسسات المتنكرة لحقنا.
4-  أرضنا ملك مقدّس لأبناء مجتمعنا العربي البدوي تنتقل ملكيتها من الآباء الى الأبناء وتصان بمهجنا، ولن نرضخ لأي قرارات تحرمنا حقنا مهما تعاقبت اللجان والدول.
5- جاءت هذه الوثيقة حرصاً منّا على شرفنا الوطني وعلى أرضنا المقدسة والتي لن نفرّط بذرة تراب منها مهما بلغت التضحيات، ولنا كامل الثقة بدعم مجتمعنا العربي لوقفتنا هذه محليا وعربيا ودوليا وذلك من خلال تبنيه موقفا صلبا، لحشد تأييد كل الشرفاء في هذا العالم لقضيتنا العادلة حتى تعود الأرض لأحضان أصحابها.