الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 02 / مايو 06:01

استقرار المحروسة بقرار جمهوري /بقلم:ابراهيم خطيب

كل العرب
نُشر: 26/11/12 14:26,  حُتلن: 16:30

ابراهيم خطيب في مقاله:

ما يحدث اليوم في الساحة المصرية من تحامل جد كبير على جماعة الاخوان المسلمين أمر له دلالات كبيرة أهمها أن من يملك الحكم اليوم في مصر مستهدف

يجب على النظام المصري تطهير المؤسسات الوطنية المصرية من عملاء النظام السابق وخدمه وهنا يجب الاشارة لأهمية تطهير القضاء وكل المؤسسات الاخرى

مرسي بقراراته الاخيرة أعطى جرعة أكبر لحفظ الاستقرار وحفظ مؤسسات الدولة وتطهيرها من ازلام مبارك على حساب بعض المعايير الديموقراطية وهذا بنظري جيد نظراً لحال مصر الان

هناك حاجة لإجماع وطني قدر المستطاع ينقذ مصر من الحالة التي فيها والخروج بها من النفق المظلم الذي تعيشه هذا الاجماع يجب أن يشمل اطياف المجتمع المصري الوطنية والحريصة على مصلحة الوطن

إن ما يحدث اليوم في الساحة المصرية من تحامل جد كبير على جماعة الاخوان المسلمين بشكل عام وعلى رئيس جمهورية مصر العربية الدكتور محمد مرسي بشكل خاص، أمر له دلالات كبيرة أهمها أن من يملك الحكم اليوم في مصر مستهدف. إن قيادة الرئيس محمد مرسي لمركب التغيير والبناء في المحروسة – مصر- بقوة وإخلاص والنجاح في ادارة الدولة وإعادة مكانة مصر وهيبتها وقد كان من اخر انجازاته موقفه المشرّف مما حدث في غزة، كل هذا أدى بالمتربصين من خارج وداخل مصر لمحاولة وضع العصا في دواليب هذا النجاح، وأصبحت مهمتهم الان هي اسقاط مرسي أو على الأقل افشاله.

 ونأمل الحصول على 5 مقاعد
يرى الكثير من المتربصين بجماعة الاخوان المسلمين أن قيادتهم لمصر في هذه الفترة هي قيادة مؤقتة وما يجب أن تكون، وتبعاً لذلك يقومون بنقد كل خطوة يقوم بها الرئيس محمد مرسي، هذا الانتقاد الذي يفتقد الموضوعية ويصل لمرحلة المماحكة السياسية المبنية على كره الاخر ونفيه مهما كان، واذا ما استمر في هذا الاتجاه فانه سيقود مصر الى الهاوية!

إن مصر في هذه الفترة المهمة من صيرورتها السياسية أحوج ما تكون لسبعة أمور:

1- الإجماع: هناك حاجة لإجماع وطني قدر المستطاع ينقذ مصر من الحالة التي فيها والخروج بها من النفق المظلم الذي تعيشه هذا الاجماع يجب أن يشمل اطياف المجتمع المصري الوطنية والحريصة على مصلحة الوطن وإخراج كل من يسعى لضرر هذا الوطن تحت أي مسمى كان.
2- الاستقرار: إن الاستقرار في مصر هو الاولوية الاولى التي يجب أن يوليها الرئيس المصري الاهتمام كما يجب على الاحزاب السياسية السعي لذلك، ونقصد بالاستقرار هو الاستقرار السياسي الذي يمنع التخبط والفوضى بحجة الديموقراطية، وهنا تكون قرارات الرئيس الاخيرة وإن بدا فيها دكتاتوراً الّا انها جاءت لحفظ البلد من الفوضى وفراغ السلطة، مع انها جاءت لحد معين على حساب سلطات اخرى ولكن وجب في هذا الوقت إصدارها لحفظ البلد وإرساء الاستقرار وكل ذلك نحو بناء دولة قوية وديموقراطية.
3- قبول الاخر: هنا اتوجه للأحزاب السياسية المخلصة في مصر بأن تعطي مفهوم التعددية معناه الحقيقي وتعرف كيف تتعامل وتتقبل وجود الآخر فإذا كان الاخوان الان في السلطة فيجب أن نساعدهم من أجل مصلحة مصر وخصوصاً في هذه الظروف الدقيقة، وأن نقبل انتخابهم للسلطة فهذا قرار الشعب كما أن على الاخوان تقبل وجود معارضين على أن يكونوا معارضين وطنيين مخلصين.
4- الصبر: في العلوم السياسية يقل الحديث عن هذه المصطلحات الاخلاقية ولكننا في احوج ما يكون للصبر، فلا يجب التسرع في اصدار المواقف واتخاذ القرارات وإنما يجب الصبر والتعامل مع الاخرين بحكمة، وتفهم الاراء المختلفة ولنعلم أن النهوض بمصر يحتاج لتضحيات ووقت ولن يكون بين عشية وضحاها.
5- حفظ الديموقراطية: لقد ذكرت في نقطة سابقة أهمية الاستقرار السياسي في مصر، لكن هذه المرحلة التي يجب أن يكون فيها الاستقرار وتعلو فيها قيمته على حساب الديموقراطية يجب أن لا تدوم، فمن المهم جداً حفظ الديموقراطية وتقاسم السلطات بشكل يكفل بناء الدولة بشكل سليم ويمنع الدكتاتورية المطلقة، وعليه يجب أن يحافظ مرسي على الديموقراطية وأن يكون أي مس صغير بالديموقراطية وفق اجماع وطني ومؤقت لخدمة هدف اسمى وأعلى وأبدا لا يجب أن يكون المس كبيراً ومستداماً بحيث يفرغ الديموقراطية من مضمونها .
6- حفظ مؤسسات الدولة: يجب المحافظة على مؤسسات الدولة وعدم تخريب منظومة الدولة وهنا يجب التنبه لأهمية بقاء مؤسسات الدولة المنتخبة مثل مجلس الشورى او المتفق عليها مثل اللجنة التأسيسية للدستور فحلها يعني فرض الفراغ السياسي وشل مؤسسات الدولة ومستقبلها وهذا ما لا يجب الرضى به.
7- تطهير المؤسسات: يجب على النظام المصري تطهير المؤسسات الوطنية المصرية من عملاء النظام السابق وخدمه وهنا يجب الاشارة لأهمية تطهير القضاء وكل المؤسسات الاخرى لأن هؤلاء الاشخاص هم من يسعون لتقويض الدولة وإفشالها والنيل منها ولذلك يجب تطبيق العزل السياسي عليهم ومحاكمتهم.

حفظ الاستقرار
في النهاية يجب أن نؤكد ان مرسي بقراراته الاخيرة أعطى جرعة أكبر لحفظ الاستقرار وحفظ مؤسسات الدولة وتطهيرها من ازلام مبارك على حساب بعض المعايير الديموقراطية وهذا بنظري جيد نظراً لحال مصر الان، ولكن بالمجمل العام على مرسي في هذه الفترة الانتقالية عمل موازنة صحيحة تمزج الاستقرار بالديموقراطية وفق توافق وطني قدر المستطاع . كما انه يجب أن لا ننكر حقيقة مهمة وهي أن مرسي هو حامي الديمقراطية فهو يعجل ببناء الدستور والانتخابات وإعادة السلطات لأصحابها ، ويجب على جميع منتقديه مساعدته في ذلك، ولكي تصل مصر المحروسة لهذه المرحلة من بناء الدولة وانتخاب مؤسساتها يجب السعي للاستقرار السياسي وحفظ مؤسسات الدولة ليس فقط من خلال قرار جمهوري بل من خلال عمل جماهيري وسياسي مشترك نحو ذلك.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة