الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 07:02

إحذري متابعة أطفالك للكوارث لأن شاشات الموت تزرع الخوف

أماني حصادية -
نُشر: 26/11/12 11:44,  حُتلن: 11:52

عادة ما يتأثر الصغار بما يشاهدون من أحداث وحوادث خاصة إذا راح ضحيتها أطفال مقاربون لهم في العمر 

من سن 12 سنة فما فوقها علينا تعليم الأبناء كيفية التحكم في انفعالاتهم والتعبير عنها بشكل إيجابي حتى نصل لأهدافنا دون أن نترك أنفسنا فريسة لغضبنا فنفقد حقوقنا

"فجأة استيقظت على صرخة مدوية .. فهرولت إلى حجرة طفلي الذي لم يتجاوز السادسة من العمر .. لأجده ملتصقاً بمقعده أمام التلفزيون وكل ذرة في جسده ترتجف من الخوف .. وعندما سألته عما أصابه انفجر في نوبة بكاء هستيرى بينما عجز لسانه عن الكلام و أشار بإصبعه إلى الشاشة الصغيرة ... وهنا أدركت سر هلعه .. فقد شاهد حادث قطار أسيوط الذي راح ضحيته أطفال مماثلون له في العمر .. بعدها، انتابته حالة غير مفهومة فتارة يبكى رافضاً الذهاب للمدرسة و أخرى ينهال ضرباً على أصدقائه ... فضلاً عن الكوابيس المفزعة التى تطارده كلما خلد إلى النوم .. فماذا أصابه بالضبط ؟! وكيف أعيده إلى سابق عهده ؟!".

عزيزتي الأم: قراءة القصص لطفلك قبل النوم هي إحدى الطقوس المفضلة.. فلا تهمليها
تصوير:thinkstock

توابع نفسية
وتعلق د. نادية نظير جريس استشاري الأمراض النفسية والعصبية على المشاكل السابقة قائلة : عادة ما يتأثر الصغار بما يشاهدون من أحداث و حوادث خاصة إذا راح ضحيتها أطفال مقاربون لهم في العمر ، فينعكس ذلك سلباً على نفسيتهم و تبدأ معاناتهم وهو ما نطلق عليه علمياً " اضطراب ما بعد الصدمة " فتظهر أعراضه في صورة خوف اكتئاب وأحلام مفزعة يصاحب ذلك رفض للذهاب إلى المدرسة كذلك يعانى بعض الصغار من تغير سلوكى فيصبحون أكثر عنفاً أو يجنحون للعزلة والانطواء.
- وتضيف د. جريس : أن نوع الصدمة ومدتها تختلف من طفل لآخر وفقاً لطبيعة شخصيته والبيئة المحيطة به .. وهنا يأتي دور الأسرة التي يقع عليها عبء مراعاة تجنب تكرار أطفالها لتلك المشاهد عبر وسائل الإعلام خاصة قبل مواعيد النوم فضلاً عن أهمية إمدادهم بالحب والحنان لإشعارهم بالاطمئنان ودائماً ما ننصح الأسرة باستشارة مختص إذا استمرت مخاوف الطفل لفترة طويلة وتزايدت مضاعفاتها لدرجة أثرت على استذكاره وعلاقته بالمحيطين .

الأسرة والمدرسة
و تتفق د. رحاب أحمد لطفي -أستاذة الإعلام التربوي بكلية التربية النوعية جامعة القاهرة - مع الرأي السابق و تضيف : أن الأسرة والمدرسة عليهما دور أساسي في علاج الآثار النفسية الناجمة عن مشاهدة الصغار لهذه الحوادث حيث يؤدى إهمال العلاج إلى إصابة الطفل بفوبيا الخوف أو يحدث العكس ليصبح متبلد المشاعر .
ولأن الوقاية خير من العلاج فعلى الأسرة النظر لنصف الكوب المملوء دائماً بدلاً من التركيز على النصف الفارغ بمعنى توظيف الحدث فى بث مفاهيم إيجابية للصغير والتي تختلف وفقاً لمرحلته العمرية ففي مرحلة الحضانة وحتى 9 سنوات يحتاج الطفل لمن يشعره بالأمان .
كذلك من الضرورى تعريفه بمعنى القضاء و القدر حتى تهدأ نفسيته ثم يأتي دور المدرسة التى يقع عليها تعريف الصغار بالفرق بين الحوادث الناجمة عن أقدار خارجة عن الإرادة و بين الإهمال وحثهم على عدم الاهتمام بدروسهم باعتبار إهماله أول طريق التورط فى حوادث يدفع ثمنها الأبرياء .

روح الانتماء
وينتقل الحديث إلى زاوية أخرى وهي بث روح الانتماء في أطفالنا ، تقول أستاذة الإعلام التربوي : علينا من عمر 9 إلى 12 سنة توظيف مثل هذه الحوادث لبث روح المواطنة و الانتماء باعتبار عدم الحفاظ على أرواح المواطنين أحد أشكال فقدان الانتماء ، فضلاً عن أهمية تعريف الصغير بدور المسئول وحدود هذه المسئولية .
وأخيراً من سن 12 سنة فما فوقها علينا تعليم الأبناء كيفية التحكم في انفعالاتهم والتعبير عنها بشكل إيجابي حتى نصل لأهدافنا دون أن نترك أنفسنا فريسة لغضبنا فنفقد حقوقنا.

موقع العرب يتيح لكم الفرصة بنشر صور أولادكم.. ما عليكم سوى ارسال صور بجودة عالية وحجم كبير مع تفاصيل الطفل ورقم هاتف الأهل للتأكد من صحة الأمور وارسال المواد على الميل التالي: alarab@alarab.co.il

مقالات متعلقة