الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 23:02

الاعلام الاسرائيلي ودوره الهدام في الحرب على غزة/ بقلم: خالد خليفة

كل العرب
نُشر: 22/11/12 15:01,  حُتلن: 17:42

خالد خليفة في مقاله:

الاعلام الاسرائيلي له دوره الهدام في اطالة الصراع مع العرب والفلسطينيين

الصحافة الاسرائيلية اثبتت خلال حرب الايام الثمانية على غزة بأنها وسيلة قذرة بأيدي الحكومة والجيش

الاعلام الاسرائيلي اعتمد اسلوب التهويل والدعاية الرخيصة وانحرف عن رسالة الصحافة الحقيقية وهي نقل الحدث بدقة وصدق

الاعلام الاسرائيلي عمل على تأليه الانسان اليهودي وجعله مقدسا والتأكيد على الرؤية الاسرائيلية المستدامة الى كون العربي انسان رخيص ولا يستحق الحياة

استوديوهات التلفزيون الاسرائيلية تحولت لغرف عمليات للجيش الإسرائيلي ودعم الجبهة الداخلية وإدارة عمليات الجيش والتهويل ليل نهار بالاجتياح البري

 عندما يتساءل الخبراء والمحللون السياسيون بعد 50 عاما عن الصراع العربي الاسرائيلي، ما هو السبب في استمرار وعدم التوصل الى أي حل سياسي على مدى عقود؟ الجواب القاطع على ذلك هو أنه بالإضافة الى تعنت وراديكالية صناع القرار في اسرائيل وتسلحهم بالدعم الامريكي والأوروبي اللا متناهي باتجاه الى أي حل سياسي، فهنالك عنصر آخر يعتبر عاملا مركزيا وحاسما في اطالة أمد الصراع ألا وهو الاعلام الاسرائيلي ودوره الهدام في اطالة الصراع مع العرب والفلسطينيين.

إعلام قذر
اثبتت الصحافة الاسرائيلية وخلال حرب الايام الثمانية على غزة بأنها وسيلة قذرة بأيدي الحكومة والجيش. كما انها بوق اعلامي صارخ للحكومة وسياستها المتطرفة اضافة الى كونها محرضة على القتل، واستعمال اليد الحديدية وإتباع كافة اساليب ووسائل الاستقصاء والعنصرية اتجاه العرب، عدا على تأليه الانسان اليهودي وجعله مقدسا والتأكيد على الرؤية الاسرائيلية المستدامة الى كون العربي انسان رخيص ولا يستحق الحياة.

غسل دماغ
ومن المحزن أن كافة رؤى الاسرائيليين باتجاه العرب ناجمة عن غسيل الدماغ ليل نهار في الصحافة والإعلام. ففي الوقت الذي سجل الاعلام الفلسطيني ابان هذه الحرب على كافة تياراته نجاحات واضحة في السرد الحقيقي للرواية الفلسطينية ومواجهة الحرب النفسية التي تشنها ماكينة الاعلام الاسرائيلي المنظم، كان من الواضح بأن الاعلام الاسرائيلي اعتمد اسلوب التهويل والدعاية الرخيصة وانحرف عن رسالة الصحافة الحقيقية، وهي نقل الحدث بدقة وصدق بحيث تحولت استوديوهات التلفزيون الاسرائيلية لغرف عمليات للجيش الإسرائيلي ودعم الجبهة الداخلية وإدارة عمليات الجيش والتهويل ليل نهار بالاجتياح البري.

فرض السيطرة
استطاع الاعلام الاسرائيلي أن يفرض سيطرته المطلقة خلال الأزمة على مجريات الامور في ظل عدم ظهور كثيف للسياسيين على شاشات التلفزيون أو من على صفحات الشبكات الاجتماعية، بحيث أن الاعلاميين الاسرائيليين قاموا بالتغطية الاخبارية للحرب وإسداء النصائح للجهاز العسكري والسياسي لكيفية التصرف مع اعطاء الرهانات والخيارات لهذين الجهازين في حالة نهج احدى الخيارات.

 الخوف والهلع
استخدم التلفزيون الاسرائيلي ايضا خلال الازمة طاقم المراسلين القدامى والمراسلين العسكريين، ومراسلي الشؤون العربية ليساعدوا في تهدئة روع الاسرائيليين الذين اصابهم الخوف والهلع نتيجة لسياسة حكومة نتنياهو في ادارة الازمة مع غزة.

لا للحوار والاعتدال
وفجأة ظهر على الشاشة الصحافيين الحاليين، القدامى والمتقاعدين امثال: ايلي نيسان، سلمون ميئر، ليندا مئوحين، روني دانيئل، اريه غولان، تسفي يحزقيلي، ايهود يعاري، ايهود حمو، عوفر شليح، افيف دروكر، عمانونئيل روزين، الون بن دافيد، دان مرغليت، يعقوب احيمينر، بحيث اجمعوا كل هؤلاء وبشكل قاطع انسياقهم وتأييدهم للعملية العسكرية الجوية والبرية ضد حماس دون اعطاء اي امكانية لخيارات او رهانات اخرى يمكن أن تطفوا على السطح. كما جلب كل هؤلاء الى الاستوديوهات قدامى الجيش والمخابرات من اليمين المتطرف، مثل يسرائيل حسون وبنيامين بن اليعيزر، يفتاح رون طال، بوم طوب ساميا، وتجاهلوا من الاسرائيلين اللذين يؤمنون بإمكانية الحوار والاعتدال.

العنف والقساوة وفظاظة الاسلوب
وقد ابدع المراسل العسكري روني دانيئيل وخلال ايام الحرب بفظاظته وعنفه الكلامي السافر وتحريضه الدموي المباشر على قتل الفلسطينيين، وهنالك من رشحه لكي يكون الناطق العسكري باسم الجيش الاسرائيلي ولكن ايتي سيجل من يديعوت احرونوت يقول إنه يفوق الناطق العسكري وهو لا يصح بأن يتقلد حتى هذا المنصب كونه يفوق الناطق العسكري من حيث العنف والقساوة وفظاظة الاسلوب.

شن الهجوم البري وضرب الفلسطينيين
وخلال تغطيته عندما كان يظهر على التلفاز كمحلل كان ينادي وبشكل سافر الى شن الهجوم البري وضرب الفلسطينيين بالشاكوش على رؤوسهم ودك الفلسطينيين بالصوايخ لإكمال مهمة الردع، بحيث كان معارضا وبشكل قاطع لأي نوع من الهدنة ووقف اطلاق النار، ولم يكن يتخذ من التحليل المحايد موفقا بل التحريض على قتل الفلسطينيين كتكتيك واستراتيجية من على شاشات واستوديوهات القناة الثانية.

نزع الشرعية والحصانة
ويقوم بنزع الشرعية والحصانة المدنية عن الفلسطينيين والتحريض بلغة جنائية، الامر الذي يتوجب على السلطات المختصة العمل على ايقاف تحريضه وعدم غض النظر والتجاهل عن تلك الممارسات. لو كان اتحاد الصحافيين العرب في هذه البلاد يرقى الى مستوى الحدث لكان من الواجب عليه التوجه الى المنتديات الاعلامية الاقليمية والدولية للفت الانظار على الممارسات الاعلامية والتحريضية الجنائية ضد الفلسطينيين في هذه البلاد.

ادارة الحرب النفسية
كما برز في هذه الحرب معلقا القناة العاشرة والأولى ألون بن دافيد وامير بار شالوم اللذان عملا بشكل مباشر ومنسق مع الناطق العسكري الاسرائيلي في ادارة الحرب النفسية الفاشلة التي شنها الاعلام الاسرائيلي ضد الفلسطينيين في هذه الحرب.

التحريض الارعن على قتل الفلسطينيين
وقد تعالى على الجميع تسفي يحزقيلي والذي لعب وبشكل مهووس دورا لافتا في التحريض الارعن على قتل الفلسطينيين ووجوب الحرب البرية، حيث فشل بالظهور كصحفي محايد بل ظهر كمحرض على الاغتيالات بحق الفلسطينيين وبضرورة جباية الثمن من المدنيين بواسطة دك الابراج السكانية العالية في غزة.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير علي العنوان:alarab@alarab.net 
 

مقالات متعلقة