الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 15:02

تجنب انعدام الثقة بالنفس لدى الطفلة الصغيرة

أماني حصادية- مراسلة
نُشر: 21/11/12 12:00,  حُتلن: 13:56

يجب تنبيه الطفلة إلى خطئها إذا أخطأت برفق ولين مع تبيان الحجج التي تقنع بها لاجتناب الخطأ

في الحلقة السابقة من هذه السلسلة عن ثقة الطفلة الصغيرة بنفسها عرضنا اسباب المعضلة واثارها السيئة اما في هذه الحلقة فسنتحدث عن طرق تساعدنا على تجنب الظاهرة.


تصوير: think-stock

واذن لتجنيب الطفلة تلك الآثار السيئة كان على الوالدين إتباع عدة طرق في تنمية ثقة الطفلة في نفسها ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
- أن يُرسم لها خطوطاً عامة ينبغي عليها إتباعها والسير على نطاقها، فيخبراها بما أحل الله لها فتأخذ به، ويحذراها مما حرم الله عليها فتحذره، ويجعلاها على دراية بالأخلاق الفاضلة، والآداب السامية، ويبثا في نفسها النفور من سيء الأخلاق والأعمال والأقوال والتباعد عن سفاسف الأمور، وتوافهها ثم يتركا لها حرية الإبداع بعد ذلك.
- أن تسند إليها الأم بعض المهام التي في مقدورها القيام بها، وإذا أخطأت شجعتها على مبادرتها، ثم تخبرها كيف ينبغي أن تعمل، وأحياناً تشجعها فقط على عملها، وتكمل عنها العمل بلطف دون أن توجهها توجيهاً مباشراً، وإذا لم تكن المهمة في مقدور الطفلة فإنها تستشيرها فيها، وتطلب منها في بعض الأحيان إبداء رأيها في بعض الأمور، وبيان فسادها من صلاحها، حتى تعلم الطفلة أن الجميع عرضة للخطأ والصواب فتتقوى عزيمتها.
- أن يحرص الوالدان على تشجيعها أمام أقاربها، وعند صديقاتها، ويمنحاها من الجوائز ما يناسب إنجازها، ويشيدا بما تقوم به من عمل تعبُّدي كالمحافظة على الصلاة، وحفظها للقرآن، وتفوقها في دراستها، وعلو أخلاقها ... وهكذا.
- أن يجعلا لها كنية تميزها عن غيرها، ويمنعاها من الألقاب المشينة، وإذا أغضبتهما نادياها باسمها، فتعرف أنها قصرت في حقهما - أو أحدهما - أو أخطأت في حق غيرها فتتنبه.
- تقوية إرادتها، وذلك بتعويدها أمرين اثنين، وهما:
أ- حفظ الأسرار: فهي عندما تتعلم كتم الأسرار ولا تفضحها، فإن إرادتها تنمو وتقوى، ومن ثم تكبر ثقتها بنفسها.
ب- تعويدها الصيام: فهي عندما تصمد أمام الجوع والعطش في الصوم تشعر بنشوة الظفر والانتصار على النفس، وبالتالي فإن إرادتها تقوى على مواجهة الحياة مما يزيد في ثقتها بنفسها.
- تقوية ثقتها الاجتماعية بنفسها: وذلك عن طريق قضائها حاجيات المنزل، وأوامر الوالدين، ومجالستها للكبار، واجتماعها مع الصغار.
- تقوية ثقتها العلمية بنفسها: وذلك بتعليمها القرآن، وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وسيرته العظيمة، فتنشأ وقد حملت علماً غزيراً في صغرها فتنمو ثقتها العلمية بنفسها، لأنها تحمل حقائق العلم بعيداً عن الخرافات والأساطير.

الشعور بالنقص
وفي مقابل ذلك كان على الوالدين كذلك أن يتخذا الأسباب الوقائية، والوسائل العلاجية لتحرير الطفلة من ظاهرة الشعور بالنقص، ومن العوامل التي تسبب هذه الظاهرة: التحقير، والإهانة، والاستهزاء، كمنادة الطفلة بكلمات نابية، وعبارات قبيحة أمام الإخوة والأقارب، وفي بعض الأحيان أمام صديقاتها، أو أمام غرباء لم يسبق لها أن رأتهم واجتمعت بهم، مما يجعلها تنظر إلى نفسها على أنها حقيرة مهينة، مما يولد لديها العقد النفسية التي تدفعها إلى أن تنظر إلى الآخرين نظرة حقد، وكراهية وأن تنطوي على نفسها فارة من الحياة.
وإذا كانت الكلمات النابية التي تنزلق من الوالدين للطفلة لم تصدر إلا عن غاية تأديبية إصلاحية لذنب كبير، أو صغير وقعت فيه وبدر منها، إلا أن المعالجة لارتكاب هذا الذنب لا تصلح بهذه الوسيلة التي تترك آثاراً خطيرة في نفسية الطفلة وسلوكها الشخصي، وتجعل منها إنسانة متطبعة على لغة السب والشتائم وتحطمها نفسياً وخلقياً.
وخير علاج لهذه الظاهرة هو: تنبيه الطفلة إلى خطئها إذا أخطأت برفق ولين مع تبيان الحجج التي تقنع بها لاجتناب الخطأ، وألا يزجرها الوالدان، أو يوبخاها أمام الحاضرين، وأن يسلكا معها في بادئ الأمر الأسلوب الحسن في إصلاحها، وتقويمها إقتداءً بالرسول - صلى الله عليه وسلم - في الإصلاح والتربية، وتقويم الاعوجاج، فعالم الأطفال دقيق الحس، سريع التأثر شديد الانفعال، قليل الإدراك، ضئيل الحيلة، وبناء الثقة بالنفس لدى الطفلة يعتبر الركيزة الأولى في بناء شخصيتها في جميع أطوار حياتها.

موقع العرب يتيح لكم الفرصة بنشر صور أولادكم.. ما عليكم سوى ارسال صور بجودة عالية وحجم كبير مع تفاصيل الطفل ورقم هاتف الأهل للتأكد من صحة الأمور وارسال المواد على الميل التالي: alarab@alarab.net


 

مقالات متعلقة