البطريرك ميشيل صبّاح:

القضية الأساسية هي طول مدة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية

هناك ما يكفي من قرارات الأمم المتحدة لتسوية الصراع، لكن لا أحد يجرؤ على تفعيل هذه القرارات

لا يجوز ولا هو إنساني أن يبقى الشعب الفلسطيني رهينة لأمن إسرائيل فكل شعب له كرامته وكل إنسان له كرامته

الحرب في غزة واقع متكرر فالوضع الذي يعيشه الفلسطينيون والإسرائيليون يلد الحروب لأنه وضع غير طبيعي وضع شاذ وهذه ثمرته

إسرائيل تقول إنها تدافع عن نفسها ولها الحق بذلك ولكن الطريقة الصحيحة للدفاع عن النفس هي وضع حد للمأساة الفلسطينية التي تمسك هي بكل خيوطها

طالما أن القضية الأساسية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لم تحل فإن كل الصرخات التي دائماً ما تصدر عندما ترتفع الحرارة في غزة أو في مكان آخر هي محض نفاق

هل ضمير المجتمع الدولي قوي بدرجة كافية لكي يستيقظ ويتحرك؟ أم أنه سيظل بلا مشاركة أمام المأساة التي يمر بها الشعب الفلسطيني والإسرائيلي؟

اتهم البطريرك ميشيل صبّاح، بطريرك القدس للاتين السابق، المجتمع الدولي "بالنفاق" في قضية الصراع في قطاع غزة. وقال البطريرك في مقابلة مع صحيفة "تاجس بوست" الألمانية الكاثوليكية: "طالما أن القضية الأساسية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لم تحل، فإن كل الصرخات التي دائماً ما تصدر عندما ترتفع الحرارة في غزة أو في مكان آخر هي محض نفاق". وتابع: إنه "نفاق لم نعد نحتمله".

البطريرك ميشيل صباح

طول مدة الاحتلال الإسرائيلي
وأوضح البطريرك صباح أن "القضية الأساسية هي طول مدة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية"، مشيرا إلى أن "هناك ما يكفي من قرارات الأمم المتحدة لتسوية الصراع، لكن لا أحد يجرؤ على تفعيل هذه القرارات". وتساءل صاحب الغبطة: "هل ضمير المجتمع الدولي قوي بدرجة كافية لكي يستيقظ ويتحرك؟ أم أنه سيظل بلا مشاركة أمام المأساة التي يمر بها الشعب الفلسطيني والإسرائيلي؟".

القضيّة الأساسية من دون حلّ
وتابع: "تستيقظ الأسرة الدولية فجأة وتصرخ عندما تطرأ أزمة عارضة مثل الحرب على غزة أو الصواريخ الموجّهة إلى جنوب إسرائيل؟ ليست القضية هنا. القضية الأساسية هي الصراع الذي تنجم عنه هذه الأعراض. ما زالت القضيّة الأساسية من دون حلّ، كل الصراخ المتعالي من مدة إلى أخرى، كلما ارتفعت الحرارة في غزة أو في أي مكان آخر، هي محض مراءاة. كذلك هي مراءاة السؤال عن وضع المسيحيين: وضع المسيحيين؟ هو بكل بساطة أنّنا نموت مع كل من يموت، وسنعيش عندما تستفيق "النوايا الطيبة" وتتحلّى بالجرأة الكافية لتخلق ظروفًا حيث يمكن للإنسان أن يعيش، الإسرائيلي والفلسطيني، المسيحي وغير المسيحي على السواء".

الحصار جلب الموت للمسلمين وللمسيحيين
ونوه البطريرك صباح: "لا بدء أولا من البدء بوضع حد للحصار اللاإنساني ومن دون سبب المفروض على غزة والذي فيه موت للجميع، مسيحيين ومسلمين. حرّروا أولا المليون ويزيد من الرجال والنساء والأطفال الذين يعيشون في سجن مفتوح تحت سماء غزة، ثم اعملوا على حلّ الصراع برمَّته: هذا هو واجب رؤساء الدول وكل من قال إنه مهتمٌّ للسلام أو لمصير المسيحيّين في غزة وفي غير غزة".

حرب مرة أخرى
ويقول بطريرك القدس للاتين السابق: "في غزة مرة أخرى حرب. هي كل يوم في حالة حرب. غزة والموت أصبحا رفيقين. بينما رفيق الإنسان الطبيعي هي الحياة، هو الله سبحانه رفيق الإنسان بكل ما حباه من قدرات ونعم ليعيش كريمًا لا ليموت ولا ليميت". وأضاف: "الحرب في غزة واقع متكرر. الوضع الذي يعيشه الفلسطينيون والإسرائيليون يلد الحروب، لأنه وضع غير طبيعي، وضع شاذ وهذه ثمرته: حروب وموت وكراهية وعدم أمن.

وضع حد للمأساة
ويشير البطريرك صباح بالقول: "إسرائيل تقول إنها تدافع عن نفسها. لها حق أن تدافع عن نفسها. ولكن الطريقة الصحيحة للدفاع عن النفس هي وضع حد للمأساة الفلسطينية التي تمسك هي بكل خيوطها. لا يجوز ولا هو إنساني أن يبقى الشعب الفلسطيني رهينة لأمن إسرائيل. كل شعب له كرامته وكل إنسان له كرامته. وجعلنا الله خليفته في هذه الأرض لنعمرها بالخير والمحبة، لا ليستعبد أحد أحدًا. متى يعي هذه الحقيقة البسيطة الممسكون بمقدرات الشعوب. لكل إنسان كرامته ولكل شعب كرامته. لِيُعتَقْ الشعب الفلسطيني من سجنه الكبير، ولن تتكرّر الحروب" الى هنا أقوال بطريرك القدس للتين السابق، غبطة البطريرك ميشيل صباح.