الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 08 / مايو 21:02

إسرائيل دخلت مرحلة الورطة/ بقلم: هاني العقاد

كل العرب
نُشر: 16/11/12 08:02,  حُتلن: 12:55

هاني العقاد في مقاله:

سيناريو الرصاص المصبوب يتكرر من جديد ولكن هذه المرة بإسم "عامود السحاب" والتي إن أشارت إلى شيء فإنها تشير إلى تخطيط إسرائيل الوصول إلى قيادات المقاومة الفلسطينية

نتنياهو لا يدرك انه دخل في الورطة ويحاول أن يصور لنفسه أن يستطيع تحقيق كل ما يريد بالنار فهو يريد كل شيء من وراء هذه الهجمة الخطيرة التي تطال كل الفلسطينيين

يعتقد نتنياهو من خلال هذه الحرب أنه سيقنع الناخب الإسرائيلي أن حزبه الذي يقود الحكومة الحالية هو الذي ضرب المقاومة الفلسطينية في الرأس وهو الذي دمر البنية التحتية لفصائل المقاومة بغزة دون أن يدري أنه سيقع في ورطة كبرى

إسرائيل لا تريد الدخول إلى عمق قطاع غزة وبالتالي السقوط في الوحل الفلسطيني وتكبد خسائر كبيرة تكون بالتالي عامل يؤدي إلى خسارة اليمين المتطرف وخاصة تحالف نتنياهو الجديد وصعود بعض الأحزاب الإسرائيلية الليبرالية

إسرائيل باتت في ورطة لا تستطيع التقدم بعملية اعقد من هذه العملية الحالية بسهولة ودون خسائر مفجعة على الصعيد البشري والسياسي ولا تستطيع التوقف دون ابتزاز هدنة طويلة الأمد أساسها استسلام المقاومة الفلسطينية

القرار بالحرب على غزة اتخذ مرة أخرى من قبل إسرائيل ولكن هذه المرة مطبخ نتنياهو المتطرفة التي اتخذت القرار وليس ليفني واولمرت ومطبخهما على اعتقاد من نتنياهو أن الدم الفلسطيني سيجلب الفوز له بالانتخابات القادمة في تصور منه أنها قواعد جديدة للعبة يستطيع من خلالها كسب كل شيء على المستوى السياسي الداخلي والمستوى الأمني ومستوى العلاقة بين الاحتلال والشعب المحتل، وكان سيناريو الرصاص المصبوب يتكرر من جديد ولكن هذه المرة بإسم "عامود السحاب" والتي إن أشارت إلى شيء فإنها تشير إلى تخطيط إسرائيل الوصول إلى قيادات المقاومة الفلسطينية ، ويعتقد نتنياهو من خلال هذه الحرب أنه سيقنع الناخب الإسرائيلي أن حزبه الذي يقود الحكومة الحالية هو الذي ضرب المقاومة الفلسطينية في الرأس وهو الذي دمر البنية التحتية لفصائل المقاومة بغزة دون أن يدري أنه سيقع في ورطة كبرى بعدم قدرته على تحقيق الأهداف التي خططها وعدم قدرته على التراجع عن مخططه أو حتى استخدام مخططات بديله ، لهذا نعتقد أن العملية الحالية ستستمر إلى فترة ليست بالقليلة قياسا مع التصعيد الإسرائيلي السابق لتأخذ شكل عملية عسكرية لها أهداف متدرجة أولها ابتزاز هدنة طويلة الأمد مع فصائل المقاومة بغزة ، ويبدو من قرار الحرب الجديدة أنها عملية متدحرجة غير شاملة، وهذا ظهر من طبيعة الضربات الأولية التي شنتها طائرات الموت الصهيوني على أبناء شعبنا الفلسطيني. ويعتقد نتنياهو انه من خلال هذا الهجوم الذي تستر تحت التهدئة الجديدة على خلفية التصعيد الأخير قد طال رأس قوة حماس العسكرية على اعتقاد من قادة الحرب الصهيوني أن قوة المقاومة الفلسطينية تكمن في رجل واحد أو اثنين أو حتى مائة .

السقوط في الوحل الفلسطيني
كل المؤشرات تشير حتى اللحظة إلى أن إسرائيل لا تريد الدخول إلى عمق قطاع غزة وبالتالي السقوط في الوحل الفلسطيني وتكبد خسائر كبيرة تكون بالتالي عامل يؤدي إلى خسارة اليمين المتطرف وخاصة تحالف نتنياهو الجديد وصعود بعض الأحزاب الإسرائيلية الليبرالية، كما وتشير المؤشرات إلى أن إسرائيل لا تبحث عن أي هدف وإنما تبحث عن أهداف ثمينة يمكن من خلالها التسبب في وجع طويل الأمد لفصائل المقاومة بالقطاع، وأيا كان غرض إسرائيل من هذه العملية وأسلوب خوضها، و الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها، فإن إسرائيل دخلت في ورطة ولعبة شد الحبال بسرعة بينها وبين المقاومة في غزة مجتمعة وليس حماس فقط، ومن خلال هذه اللعبة فإن إسرائيل باتت في ورطة لا تستطيع التقدم بعملية اعقد من هذه العملية الحالية بسهولة ودون خسائر مفجعة على الصعيد البشري والسياسي، ولا تستطيع التوقف دون ابتزاز هدنة طويلة الأمد أساسها استسلام المقاومة الفلسطينية، وهذا يسمى لعبة شد الحبال نحو الوحل فمن سينجح بالطبع هو من يملك إرادة قتال حقيقية وهذا لا يتوفر في أي جيش معتدي وغازي لكن يتوفر في المقاوم ولو كانت عتاده لا تقارن بعتاد الغزاة.

نتنياهو في ورطة
الواضح حتى اللحظة أن نتنياهو لا يدرك أنه دخل في الورطة ويحاول أن يصور لنفسه أن يستطيع تحقيق كل ما يريد بالنار فهو يريد كل شيء من وراء هذه الهجمة الخطيرة التي تطال كل الفلسطينيين بمقاومتهم ، بهياكلهم السياسية ، بمصانعهم ، بمزارعهم، بنسائهم ، بأطفالهم وبشيوخهم ، فهو يريد توفير أمن منقطع النظير لكافة المستوطنين الذين يقطنون مدن وقرى الحزام الصهيوني حول غزة، ويريد من حركة حماس أن تلعب دور الشرطي الأمين الذي يمنع أي جهات فلسطينية من إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون والمقابل وقف النار والعلميات العسكرية الصهيونية ووقف الاغتيالات لقادة حماس والفصائل التي تشاركها الحكم، ويريد أن ينجح في الانتخابات القادمة في يناير القادم ، ويريد من السلطة الفلسطينية أن توقف توجهها إلى الأمم المتحدة والقبول بقواعد اللعبة اليمينية المتطرفة التي تريد رسم سياسة الفلسطينيين ومستقبل الاحتلال في بلادهم.

محاولة إركاع المقاومة
خرج نتنياهو اليوم بكلمات قصيرة لا تفهم في علم السياسة إلا أنها كلمات تستمل عطف العالم الغربي لإسرائيل وبالتالي الحصول على تغطية لجرائمها الجديدة والتي سترتكب خلال عملية الخروج من الورطة على حساب الدم الفلسطيني وكأن إسرائيل الضحية وشعبها هو الشعب المحتل والمعتدى عليه، وفي نفس الوقت تفاخر بأن اوباما يعطيه الضوء الأخضر ليدافع عن إسرائيل ويحقق الأمن المفترض ، وكأن الفلسطينيين هم من استغل التهدئة واغتال التهدئة متخفيا وراء المكر والحقد الصهيوني المتأصل ، ولعل كلمات نتنياهو كانت أيضا موجهة إلى الناخب الإسرائيلي الذي سيذهب الى صناديق الاقتراع في يناير القادم من العام القادم ليقنعه أن يمينه المتطرف هو الذي ضرب المقاومة الفلسطينية ضربة موجعة في رأسها وفي عتادها وعدتها ، وهذا يعني أن الحرب دخلت مرحلة اقصى مما كان متوقع لها دون إدراك إسرائيل أنها أيضا قد تدخل مرحلة اقصى من مرحلة حرب العام 2006 مع حزب الله بالجنوب اللبناني، ومهما كان شكل الحرب التي دخلها نتنياهو بتهوره ومهما استخدمت إسرائيل من قوة نار وجند وتمادت في إرهابها وقتلها وتدميرها للفلسطينيين في غزة فإن هذا لن ينال من عزيمة وإصرار الفلسطينيين على الصمود والتصدي لكافة محاولات إركاع المقاومة والفلسطينيين اجمع من ورائها لترفع راية الاستسلام وتخسر المعركة وتتخلى عن سلاحها وعتادها ورجالها وهذا مستحيل الحدوث لأن الفلسطينيين حملوا السلاح لينتصروا ويقاوموا ويحرروا وطنهم وليس ليستسلموا ويمنحوا إسرائيل الأمن و الاستقرار المجاني.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير علي العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة