الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 04 / مايو 09:02

اسم قاتل ياسر عرفات/ بقلم: هاني العقاد

كل العرب -الناصرة
نُشر: 10/11/12 11:43,  حُتلن: 13:25

هاني العقاد في مقاله:

ياسر عرفات ظاهرة قيادية فلسطينية وعربية لن تتكرر ولن تأتي نفس المواصفات الثورية مرة أخرى

ياسر عرفات عاش محاصرا ثلاث سنوات وشعبة طليق وليس العكس وقضى شهيدا بخلاف كل الشهداء

اختارت إسرائيل ابسط الطرق وأمكرها واحقدها وأسهلها ودست له السم حسب تقديري في بعض الأدوية التي يستخدمها ياسر عرفات والتي كان يتم إدخالها بعد فحص وتمحيص شديدين

إن كانت إسرائيل تدرك حتى الآن أنها نجحت في قتل ياسر عرفات وإزاحته عن الملعب السياسي الفلسطيني على أمل أن تيسر لها الأمور في تنفيذ سياستها التهويدية الشاملة فنحن نقول أن الأخ الرئيس أبو مازن يسير على نفس النهج السياسي

ياسر عرفات هذا الاسم الذي أربك الكيان الصهيوني بقادته ومفكريه الاستراتيجيين ومؤسساته العسكرية والأمنية لأكثر من أربع عقود من الزمان ، هذا الاسم الذي دخل كل بين في إسرائيل وظهر صاحبه على التلفاز ليتحدث ببعض الكلمات التي قد تبث الرعب والخوف في قلوب الإسرائيليين أو بنظرات تحدي كبير تخيف تلك الأسر التي تبعث أبنائها إلى الجيش الاحتلالي، ياسر عرفات ظاهرة قيادية فلسطينية وعربية لن تتكرر بالطبع ولن يأتي عرفات بنفس المواصفات الثورية مرة أخرى، فهو الرجل الذي كان يجيد السير على الحافة، ويجيد فن الحرب والسياسة في آن واحد ويتمتع بقدرة عالية على العمل وقت الأزمات وهذه المواصفات لم نعهدها في أي قائد أو زعيم فلسطيني حتى كتابة هذا المقال وأكاد اجزم أن التاريخ لن يأتي بمثل هذا الرجل على الإطلاق.

الحصار ثلاث سنوات
ياسر عرفات عاش محاصرا ثلاث سنوات وشعبة طليق وليس العكس وقضى شهيدا بخلاف كل الشهداء فلم تستطيع إسرائيل أن تقترب من عرفات وهو محاصر أكثر من وقوف الدبابات على بعد خمسة أمتار أو اقل من غرفته بالمقاطعة في رام الله والتي كان يقيم فيها مع عدد قليل من الحرس الرئاسي ومستشاره الخاص وهو ليس كمثل كل الرؤساء وحتى رؤساء الوزارات في وطننا نحن الفلسطينيين، لا يجلس ولا يمشي وسط مئات الحراس المدججين بالبنادق والقنابل والرشاشات وأجهزة الاتصال التي تعلمهم عن كل حركة حتى لو كانت حركة طائر بالجو يقترب، كان يمسك بندقيته بيد وقلمه باليد الأخرى، يتحدث مع شعبه عبر الفضائيات ويخبرهم أنه بخير ويؤكد أن جيش الاحتلال لن يتمكن من إلقاء القبض عليه حيا فهو أما منتصرا أو شهيدا ..شهيدا .. شهيدا.
 
عرفات مات شهيدا مسموما!
لكن لم يتوقع أحد أن يأكل السم جسد القائد أبو عمار في وقت قصير جدا ويعاني كل الآلام والعذابات وهو محاصر ولم يسمح له بالخروج للعلاج إلا بعد أن تأكد القاتل أن السم تمكن من جسد أبو عمار ولا يمكن لأحد معالجته، لم يتوقع احد أن يستشهد أبو عمار بهذه الطريقة، لكن الحقيقة التي يجب أن تعرفها كل الأجيال الثائرة، أن إسرائيل لم تجرؤ على قتل عرفات علنا وكان بإمكانها، ولم تجرؤ على اعتقاله لأن الاعتقال والقتل سيقلبان الدنيا على رأس إسرائيل ويكثران من ردات الفعل في فلسطين والشارع العربي ومناطق فلسطيني الداخل، لهذا اختارت إسرائيل ابسط الطرق وأمكرها واحقدها وأسهلها ودست له السم حسب تقديري في بعض الأدوية التي يستخدمها ياسر عرفات والتي كان يتم إدخالها بعد فحص وتمحيص شديدين، وقد تكون بعض الأدوية الخاصة التي تناولها الرئيس تم استبدالها من قبل وحدات الجيش الإسرائيلي بأخرى من صنع مختبرات الجيش الإسرائيلي الخاصة وتم استبدالها بالحقيقية أثناء إخضاع سيارات الإسعاف والطعام والأدوية للتفتيش الدقيق قبل وصوله لمقر الرئيس أبو عمار والتفتيش بالطبع كان يتم بعيدا عن سائقي السيارات والمسعفين حتى لا يكشفوا أمر العملية و تفشل.

إسم القاتل
قبل أسابيع فقط من الذكرى الثامنة لإستشهاد أبو عمار كشفت صحيفة "يديعوت احرنوت " الصهيونية إسم قاتل الشهيد أبو جهاد خليل الوزير رفيق درب أبو عمار ومهندس الانتفاضة الأولى ، وقائد العمليات الخاصة في حركة فتح وأسمته الصحيفة بالاسم "ناحوم ليف" قائد المجموعة التابعة لـ" سبيرت همتكال" الخاضعة لهيئة الأركان الصهيونية العامة" الذي أطلق كامل رصاص مدفعه الرشاش على الشهيد أبو جهاد، وكشفت الصحيفة أن الموساد الإسرائيلي كان على الأرض في تونس ليساند قوة الكوماندو التي قادها " ناحوم ليف" و يزعم أن ناحوم ليف قد قتل في حادث سير حسب زعم الصحيفة في العام 2000 ويزعم أن الصحفي "رونين بيرجمان" قد التقي "ناحوم " وأخبره عن العملية ودقائقها وعدد الأفراد الذين نفذوا العملية، وإن كانت هذه الحقيقة التي نقلها الصحفي "زونين بيرجمان " فإن العملية بحد ذاتها كانت بالفعل لا يمكن أن تتم دون وجود مجموعات دعم وإسناد على الأرض، وبات مع هذا أهم سؤال يتحتم أن نسأله " هل التقى الصحفي "رونين بيرجمان " قاتل ياسر عرفات أيضا ؟ وهل تنشر احرنوت أو أي صحيفة إسرائيلية تفاصيل عملية اغتيال ياسر عرفات في القريب العاجل؟.

استمرار سياسة أبو عمار
الإجابة حسب المنطق تقول ليس قبل موت المنفذ الرئيس لعملية التسميم وهذا يعني أن قاتل عرفات مازال حيا يرزق ، وقد يكون في عمل هام الآن ، وقد يؤدي نشر اسمه لمداخل هامة للتعرف على شركاء آخرين تم تجنيدهم لذات الهدف، لكن عاجلا أو أجلا سيعرف الفلسطينيين اسم قاتل ياسر عرفات وصاحب خطة التسميم ، وناقل السم إلى أبو عمار ، والطريقة التي دخل فيها السم جسد الزعيم الراحل أبو عمار،  وإن كانت إسرائيل تدرك حتى الآن أنها نجحت في قتل ياسر عرفات وإزاحته عن الملعب السياسي الفلسطيني على أمل أن تيسر لها الأمور في تنفيذ سياستها التهويدية الشاملة فنحن نقول أن الأخ الرئيس أبو مازن يسير على نفس النهج السياسي الذي رسمه أبو عمار إلا أن هذا النهج لم يدعم بالمقاومة التي فرضتها الحالة في ذلك الوقت وللأسف ما جني احد من الفلسطينيين ثمارها بالرغم من أنها انتهت باغتيال زعيم يعتبر من أخر الزعماء واقوى الثوار المعاصرين في عالمنا العربي.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة