الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 23:01

قصة شعبية من التراث الهندي/ ترجمة حنان زعبي

كل العرب
نُشر: 07/11/12 14:13,  حُتلن: 14:21

في زمان بعيد جدا عاش اسد في غابة.كان للأسد ثلاثة من الاصدقاء-غراب وابن اوى وذئب. ولكن لثلاثتهم كان هناك دافع اناني يقف خلف ما يسمونه ب "الصداقة". ادرك ثلاثتهم ان الاسد هو ملك الغابة وان صداقة حيوان قوي مثله لا بد ان تحمل لهم الكثير من الفائدة. لم يبذل الاصدقاء الثلاثة اي جهد من اجل اصطياد الطعام فقد كان يترك لهم الاسد ما يتبقى من وجبته.بالإضافة فإنهم كانوا يشعرون بالقوة بمجرد وجودهم بجانب ملك الغابة. وعلى هذا النحو كان يمضي الاصدقاء الثلاثة ايامهم.

في احد الايام ضلّ جمل اتى من ارض بعيدة طريقه الى ان دخل الغابة التي يسكن فيها الاسد وأصدقاؤه الثلاثة. بالصدفة مرّ بالبقعة التي كان يقف فيها الجمل الغراب وابن اوى والذئب.عندما رأوا الجمل ادركوا فورا انه لا ينتمي الى غابتهم.اقترح ابن اوى امام صديقيه "ما رأيكم ان نقتله ونأكله؟"قال الذئب "انه حيوان ضخم لا يمكننا ان نفترسه.انا ارى انه علينا اولا ان نبلغ الاسد عن هذا الجمل".توجه الثلاثة الى عرين الاسد وقالوا " يا جلالة الملك نريد ان نبلغك عن جمل قام بدخول مملكتك دون اذنك.جسمه مليء باللحم وسيكون وجبة رائعة ودسمة لنا". قال الاسد "عن ماذا تتحدثون؟هذا الجمل جاء الى غابتي لاجئا ولا يجوز ابدا ان نقوم بإيذائه .علينا ان نوفر له مسكنا جيدا هنا.احضراه لي".

ذهب الاصدقاء الثلاثة مكرهين لإحضار الجمل . ولما قدم الجمل ومثل امام الاسد رحب به الاسد وأعطاه الامان بالغابة طوال فترة مكوثه فيها.في احد الايام وأثناء بحثه عن الطعام , تشاجر الاسد مع فيل . اصيب الاسد بجروح بالغة حتى صار غير قادر على اصطياد طعامه.لذلك مكث الاسد عدة ايام بلا طعام وشراب.ونتيجة لذلك ايضا فقد مكث الاصدقاء الثلاثة بلا طعام اذ اعتمدوا طيلة حياتهم على طعام الملك.

اصاب الاصدقاء الثلاثة القلق وتوجهوا الى الاسد قائلين له "يا جلالة الملك!انت تزداد ضعفا يوما بعد يوم ونحن لا نستطيع ان نراك بهذه الحالة التعيسة.لما لا تقوم بقتل الجمل فيكون وجبة لذيذة لك". زأر الاسد قائلا "كيف يمكنكم التفكير بشيء كهذا.الجمل ضيفنا ولا يجوز ان نقتله.لا اريد ان اسمع هذا مرة اخرى " .حينها قام الاصدقاء الثلاثة بالتوجه نحو الجمل بعد ان اتفقوا على خطة شريرة لقتله. قال الاصدقاء الثلاثة للجمل " صديقنا العزيز!انت تعلم ان الاسد بلا طعام منذ عدة ايام ونحن كأصدقائه لا يمكننا ان نراه على هذه الحالة ومن واجبنا ان نضحي بأنفسنا من اجله.تعال معنا الى عرين الأسد ".

لم يفهم الجمل جيدا ما يرمي له الاصدقاء الثلاثة ولكنه هز رأسه موافقا ببراءة وانطلق معهم نحو عرين الاسد. تقدم الغراب اولا من الملك وقال "يا جلالة الملك!لم ننجح ابدا باصطياد الطعام.تقدم واقتلني لأكون وجبة لك". اجاب الاسد " عزيزي!انا افضل الموت على ان البي طلبا كطلبك هذا ".حينها تقدم ابن اوى وقال "يا جلالة الملك!لا بد ان الغراب وجبة صغيرة لا تكفيك. تفضل واقتلني فمن واجبي ان انقذ حياتك". ومرة اخرى رفض الاسد طلب ابن اوى. وبحسب الخطة جاء دور الذئب ليقدم نفسه للملك قائلا " يا جلالة الملك! اعلم ان ابن اوى صغير جدا ولا يكفيك. اقتلني انا لأكون لك وجبة تسد جوعك" وانبطح الذئب على الارض امام الاسد. لكن الاسد لم يوافق على قتل ايا منهم. اما الجمل الذي كان شاهدا لكل ما جرى قرر ان يقوم بما قام به الاصدقاء الثلاثة مطمئنا الى ان الاسد لن يقوم بتلبية طلبه هو الاخر فقال " يا جلالة الملك! لما لا تقتلني؟ انت صديقي والصديق وقت الضيق. اسمح لي ان اقدم لك جسدي كله". الاسد راى العرض ملائما اذ ان الجمل قام بتقدمة نفسه بنفسه فهجم الاسد على الجمل مقطعا اياه اربا اربا. فأكل الاسد وأصدقاؤه الثّلاثة حتى امتلأت بطونهم.

مقالات متعلقة