الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 19:02

متى ستتوقف اعمال الشغب والعنف في ملاعب كرة القدم الاسرائيلية؟/أحمد عزايزة

كل العرب
نُشر: 04/11/12 17:57,  حُتلن: 08:40

الصحفي احمد عزايزة في مقاله:

كرة القدم استطاعت فعل ما لم تستطع فعله السياسة فقد التف العراقيون لاول مرة منذ سنوات طويلة حول المنتخب العراقي عند حصول العراق على كأس آسيا في بطولة 2007

الانتماء شعور ليس من السهل زرعه او حتى انتزاعه من قلب أي شخص فالانتماء يخلق مع الانسان منذ نعومة اظفاره بانتمائه لاهله وبيته العائلة والاقارب

بين الانتماء والتعصب شعرة اذا انكسرت دخلنا في متاهة لا علم لنهايتها الا عند الخالق الباري وانا كمتابع رياضي للملاعب الكروية الرياضية العالمية واعي تماما خطورة أن ينقلب الانتماء تعصبا داخل الملعب

كرة القدم هي لعبة رياضية جماعية تنافسية تجمع ملايين الاشخاص من اقطاب العالم كافة لمتابعتها، فهي تحمل طابع الاثارة التنافس الندية والمحبة، وبذات الوقت لقد استطاعت كرة القدم بين الحين والآخر في مد جزر التواصل بين الشعب وفرض نوع من السلام السياسي في بقاع طالما شهد تلاحما وقتلا ودماء فلطالما حرص الفيفا على تنويع الاستضافة في بطولاته العالمية بين مختلف قارات العالم ودولها لمنح نوع من المساواة بين دول العالم وسكانها على اختلاف انماطهم ومستوياتهم المعيشية، فرأيناها في 2002 في آسيا ورأيناها في 2010 في افريقيا وإن منحنا الله عمرا فسنراها تدخل الشرق الاوسط عن طريق قطر في كأس العالم 2022.

محاربة العنصرية
لقد استطاعت كرة القدم فعل ما لم تستطع فعله السياسة. لقد التف العراقيون لاول مرة منذ سنوات طويلة حول المنتخب العراقي عند حصول العراق على كأس آسيا في بطولة 2007 . وتوحدت اطياف الشعب اللبناني في دعم منتخب الأرز في تصفيات كأس العالم المستمرة حاليا، كذلك كسر الحصار عن فلسطين الحبيبة عندما سمحت الفيفا بإجراء المباريات الدولية الرسمية على ستاد فيصل الحسيني في القدس وقد حضرت تايلاند، وأتت البحرين وكذا الاردن وعديد الدول وهي سابقة لم تحدث في تاريخ فلسطين قط. وقد ساهمت كرة القدم في محاربة العنصرية الفقر المرض ظواهر المخدرات التشرد وبدأنا نرى مراكزا لفرق كرة قدم عالمية كثيرة تنتشر في دول العالم الثالث تشجيعا منهم على تطوير ودعم حب الاطفال لهذه الرياضة العريقة في مثل هذه الدول الفقيرة العاجزة، ولا اعتقد أن هنالك شخص في هذه الايام لا يتابعها بل لا يملك فريقا يحبه يفرح لفوزه ويحزن عند خسارته، وهذا شيء جميل محبذ ولكن اذا استطعنا تفعيله بالاسلوب الصحيح والشكل المناسب، لذلك فالانتماء شعور ليس من السهل زرعه او حتى انتزاعه من قلب أي شخص فالانتماء يخلق مع الانسان منذ نعومة اظفاره بانتمائه لاهله وبيته والعائلة والاقارب. يكبر الطفل شيئا فشيئا ويكبر الانتماء ليشمل الدين والبلد والمجتمع حتى يصل مرحلة الوعي، فبعد اكتمال مفهوم الانتماء لدى الانسان يصبح الامر ايجابا او سلبا فالانسان العقلاني يأخذ الامر ليطوره في خدمة بيئته كتعليم اطفاله تطوير بلده على ما تسمح قدرته تعليم التمييز بين الانتماء والتعصب الديني نشر المحبة بث روح التسامح وتقبل الآخر دعم مسيرة التقدم في المجتمع والمساهمة فيها والحفاظ على التاريخ والتراث والجذور الوطنية العريقة.

تنافس رياضي
إن ما اصبو لايصاله من رسالتي أن بين الانتماء والتعصب شعرة اذا انكسرت دخلنا في متاهة لا علم لنهايتها الا عند الخالق الباري. وأنا كمتابع رياضي للملاعب الكروية الرياضية العالمية واعي تماما لخطورة أن ينقلب الانتماء تعصبا داخل الملعب، فتتحول كرة القدم الجميلة المحبوبة من تنافس رياضي الى حلبة تصريع تنتهي بمصابين وضحايا لا تولد سوى الحقد والكراهية، وعلى ذلك فإن علينا أن نعلم اطفالنا كيف نذهب الملعب ونحمل الراية ونهتف بحناجرنا ونشجع فريقنا حتى الرمق الأخير، خاسرا كان أم فائزا لا أن نعلمه كيف يلقي الشتيمة ويحمل الحجارة والادوات الحادة ويرميها على الملعب، فإن كان فريقنا قد خسر فالواجب علينا تحية الفائز بروح رياضية ثم نعاتب لاعبينا وفرقائنا لماذا قدموا اداءا سلبيا ندرس اخطاءنا ونعود بعد اسبوع لنقدم اداءا افضل لا أن نشتم الحكام والفرق المنافسة وجماهيرها، فذلك لن يغير شيئا في نتيجة المباراة فبعد صافرة الحكم كل شيء يكون محسوما لا يجب علينا أن ننسى الهدف الاساسي لكرة القدم والرياضة عامة وهو التقريب بين الأديان والشعوب من خلال اللعب بشكل نظيف اخلاقي وتشجيع نظيف واخلاقي.

تطوير المنشئات والملاعب
وباعتقادي إن كان اتحاد كرة القدم في اسرائيل يطمح برؤية منتخب قوي منافس طامح للصعود والمشاركة في البطولات العالمية فإن عليه إعادة حساباته انطلاقا من انظمة دوريات الاطفال الاولاد الشبان الاشبال، فالشبيبة مرور بالدرجات الدنيا انطلاقة بالثالثة مرورا بالثانية فالاولى الممتازة ثم العليا فقبل التفكير في تطوير المنشئات والملاعب في الدرجات العليا على الاتحاد ترتيب نفسه من القاع قبل الرأس، فالطفل لا يولد في استاد بل يولد في قرية وفي حي صغير وبين اجواء الدرجات الدنيا، ويتعرف على كرة القدم هناك ويتم اكتشافه من هناك وإن لم توفر له الاجواء الصحيحة من الاساس والمستويات الهاوية فلن يحلم الاتحاد برؤية احد عشر لاعبا محترفا ينافسون دول العالم المتقدم الذين سبقونا في شعوب العالم الثالث في هذا النمط من التفكير، فإن لم يلحق الاتحاد نفسه فانه سيرى بعد فترة وجيزة ليس الا تلك الدول التي كان يراها ضعيفة وأقل منه مستوى تحرجه وتضعه في مؤخرة الترتيب وهو فاقد الحيلة. على رئيس الاتحاد العام افي لوزون التفكير مليا وجيدا جدا، فأما الآن وإما ارحل واكتفي بما فعلت ودع المكان لغيرك لعل في الجيل الجديد ذو الفكر الجديد أمل يجعل العالم يحترم مستوانا الكروي.
 
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة