خالد خليفة في مقاله:

جلسات النقاش ومحاور المؤتمر تخلو بغالبيتها من تواجد الصحافيين العرب ومحرري الصحف العربية

الصحفيون الإسرائيليون يريدون الإستماع فقط الى أفكارهم وهواجسهم ولا يريدون سماع الصوت الآخر

مشاركة الإعلاميين العرب تدنت هذا العام لتصل الى ما نسبته ستة أشخاص من أصل 300 مشارك في المحاور أي نسبة 2%

في هذا المؤتمر يشارك ستة من الإعلاميين العرب إضافة الى النائب أحمد الطيبي والدكتور مسعد برهوم المدير العام لمستشفى نهاريا

يعقد في مطلع هذا الشهر بين الرابع والسابع من نوفمبر مؤتمر ايلات للصحافة، ويستقطب هذا المؤتمر المئات من الصحافيين والإعلاميين الاسرائيليين. ويناقش المؤتمر وعلى مدى ثلاثة ايام متتالية العديد من المواضيع التي تهم الصحافة الاسرائيلية وعلى رأسها "الأسس والوسائل المتعلقة بإنقاذ الصحافة المكتوبة من الإنهيار، ايران ودور الصحافة في التهويل عليها، والعلاقة بين الإحتجاجات الإجتماعية والإعلام الإسرائيلي، الإعلام الإلكتروني، وصعود الـ IPAD، أخلاقيات المهنة وذبول التحقيق الصحفي في الإعلام الإسرائيلي، إضافة للإنهيار الكبير للصحافة الإقتصادية في اسرائيل". هذا وسيقدم الصحافيون الإسرائيليون 280 مداخلة وحوار على مدار أيام المؤتمر".

الصحافيون العرب
تخلو جلسات النقاش ومحاور المؤتمر بغالبيتها من تواجد الصحافيين العرب ومحرري الصحف العربية. وتقول مصادر مطلعة في نقابة الصحافيين في تل ابيب إن "سياسة المدير العام للنقابة المخضرم يوسي بار موحا ترمي بالأساس الى تقليص التواجد العربي في مباحث المؤتمر، وهو بذلك يحاول أن يتلاءم مع السياسة الجديدة لحزب الليكود والمتمثلة بتطابق تام بين نهج حزب الليكود وحزب "اسرائيل بيتينو" بقيادة افيغدور ليبرمان. ومن الصعب القول بأن بار موحا ينتهج سياسة جديدة حيث أنه انتهج نفس السياسة ولم يعطِ للصحافيين العرب أي تمثيل في محاور المؤتمر ايضا في السنوات الماضية".

تحسين جني الأرباح
يشارك في هذا المؤتمر ستة من الإعلاميين العرب، إضافة الى النائب أحمد الطيبي والدكتور مسعد برهوم المدير العام لمستشفى نهاريا. ويشار الى أن وضع الإعلاميين العرب في خانة عنوانها "كيف تنازل التلفزيون الإسرائيلي عن مليون ونصف المليون من المواطنين العرب؟" وباستطاعة هؤلاء الإعلاميين، وعلى رأسهم الإعلامي البارز زهير بهلول والناشط الإجتماعي جعفر فرح والصحفي وديع عواودة، أن يديروا مثل هذه النقاشات في إطار ندوة لنقابة للصحافيين العرب والتي فشلت حتى الآن العديد من الجهود لإقامتها، ولا حاجة لأن يديروا نقاشا إعلاميا هدفه تحسين جني الأرباح من الوسط العربي لصالح القناة الثانية والعاشرة".

الصحة للفقراء
ويشارك الدكتور مسعد برهوم في اليوم الأول من المحاور في ندوة تحمل شعار "الصحة للفقراء"، وبات من الواضح أن مثل هذا العنوان يشير الى جمهور الهدف ألا وهو العرب. ويعتبر جز موضوع صحة الفقراء أمر يخطئ الى الهدف، وما هي الضرورة لجلب شخص يمثل قطاعا صحيا مهمشا الى مؤتمر كهذا، بحيث أن هذا المؤتمر الإعلامي سوف لن يناقش هذه المسألة يعمق بل يناقشها في إطار التسلية وقضاء الوقت. وقد زج المؤتمر في إحدى ندواته، والتي حملت عنوان "ما الذي تغير"، النائب أحمد الطيبي والذي وصف بأنه نائب رئيس الكنيست وليس رئيس الحركة العربية للتغيير، مع داني ديان رئيس مجلس المستوطنات في الضفة الغربية وحجاي سيجل محرر صحيفة "مكور ريشون" وهي من الصحف اليمينية المتطرفة في البلاد، ايلانه ديان وشالوم كيتال، وكل ذلك مستغلين النائب الطيبي وقدراته في إدارة العصف الفكري، الأمر الذي لا يمت للإعلام بصلة وفقط لإعطاء الإنطباع بأن هناك تمثيل عربي في هذا المؤتمر".

سماع الصوت الآخر
ويمكن القول بأن مشاركة الإعلاميين العرب تدنت هذا العام لتصل الى ما نسبته ستة أشخاص من أصل 300 مشارك في المحاور، أي نسبة 2%، وقد شارك الصحفيون العرب بنسب عالية في العام الماضي ولكن مشاركتهم لم تكن موفقة حيث أنها لم تستطع إدراج مواضيع جدية تذكر على فحوى المؤتمرات السابقة. ويمكن القول بأن اشتراكنا في مؤتمر ايلات في الأعوام الماضية كان نصيبه الفشل الذريع، بحيث أثبت للقاصي والداني أن أفكارنا وأصواتنا لا رواج ولا تأثير لها على هذا المؤتمر، بحيث أن الصحفيين الإسرائيليين يريدون الإستماع فقط الى أفكارهم وهواجسهم ولا يريدون سماع الصوت الآخر، وعليه فمن الأفضل أن لا يشارك الإعلاميين العرب هذا العام بهذا المؤتمر احتجاجا على جلساته الإستقصائية والمتمثلة بالتهميش الكامل للإعلام والقضايا العربية بل علينا أن نبذل جل جهدنا في تطوير أدوات وحدوية للإعلام العربي تتمثل بإقامة مجمع ومنتدى للصحفيين العرب نقيم فيه المؤتمرات المحلية والإقليمية والعالمية من منظورنا كإعلاميين عرب".

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net