حركة الحرية للحضارة العربية :

إسقاطات وتبعات احتلال الفكر على الفرد والمجتمع أخطر بكثير منها عن الأرض،ونحن في حركة الحرية للحضارة العربية نطالب المجتمع العربي في الداخل بشكل عام ولجنة المتابعة للجماهير العربية بشكل خاص الوقوف عند هذه الظاهرة بشكل جدي ومسئول

إننا في الحركة إذ نحيي الأصوات الوطنية التي استنكرت دائما هذه المخططات لا سيما ضد الموقف الأخير الذي عقد في مدينة الناصرة ونؤكد على أهمية إبداء روح اليقظة والمسؤولية ورفع مستوى الوعي لدى أبنائنا وأطفالنا لما فيه من مصلحة وكرامة لهذا المجتمع وتعزيز الهوية الوطنية والشعور بالانتماء

وصل لموقع العرب وصحيفة كل العرب بيان صادر عن حركة الحرية للحضارة العربية، جاء فيه ما يلي : "  تحاول المؤسسة الإسرائيلية في السنوات الأخيرة ، طرح موضوع الخدمة الطوعية المدنية منها والعسكرية، في أكثر من مكان ، وفي فترات متلاحقة وتمعن في ذلك، ويأتي ذلك في أسوء فترة شهدها الداخل الفلسطيني من تاريخ نضاله، وفي ظل أخطر حكومة يمينية عنصرية متطرفة ،شرعت سياسة الإقصاء والتمييز والخنق المنتهجة اتجاه شعب أصلاني بقي على أرضه وتمسك ببيته، منذ أيام النكبة،بإصدارها القوانين الأخطر في تاريخنا اتجاه الهوية والأرض والمسكن،متكئة في مخططاتها هذه على ثلة من رجالها داخل مجتمعنا،في محاولة فاشلة منهم لربط سم الخدمة الطوعية بالحقوق والأمان والأوهام، وآخرها ما شهدناه قبل فترة وجيزة من مؤامرة فاشلة تحاول النيل من كرامة وتاريخ ونضال الفلسطينيين العرب المسيحيين".

وتابع البيان : " لقد عانت الطائفة العربية الدرزية في الداخل وما زالت حتى اليوم الأمرين، الأول لاختراق المؤسسة لها ومحاولة سلخها عن أبناء شعبها ومصادرة الهوية والانتماء والتاريخ والفكر من خلال قانون التجنيد الإجباري الذي فرض قسرا عليها والثاني نتيجة لتخلي المجتمع الفلسطيني في الداخل عنها وعدم محاربته مؤامرة سلخها عنهم،وفي ظل جو عام من اللامبالاة وعدم المسؤولية والجهل ربما وبغياب إستراتيجية موحدة شاملة لمن بقوا في أرضهم، فتصبح طريق النضال والكفاح والتصدي لهذا القانون الجائر من الشرفاء الذين لم يقبلوا بهذا الواقع صعبة ومعقدة وشبه مستحيلة".

سقط القناع
وأضاف البيان : "لقد أثبت التاريخ من خلال خدمة العرب الدروز القسرية في جيش الاحتلال ،ولمدة تتراوح عن خمسين عام كذب وافتراء المؤسسة بكل ما يتعلق بإعطاء الحقوق، ولم تشفع هذه الخدمة للعرب الدروز في حياتهم وبالطبع لن تكون ثواب لهم يوم مماتهم،وازدادت أوضاعهم سوءا فسوءا، بعد أن صادرت المؤسسة أكثر من 80% من أرضهم، النسبة الأكبر إذا ما قارناها مع نسبة المصادرة لدى باقي أبناء شعبنا،ليرتبط اقتصادهم ارتباطا مصيريا بهذه الخدمة. وتطال أبعاد هذا القانون القاتل كافة المستويات المعيشية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية والثقافية حتى تكاد أن تصل إلى الهاوية خاصة عند الجنود المسرحين. اليوم وبعد أكثر من نصف قرن سقط القناع عن أوجه غالبية أبناء هذه الطائفة،ورمي حلف الدم المزعوم بالأرض رميا وبدأنا نشهد نهضة قومية وفكرية، وبداية عهد جديد وتمرد على مسلمات الماضي من خلال الوعي القومي والعودة إلى الذات المتجددة يوميا.وللحق يقال أن ظاهرة الخدمة المدنية والطوعية لدى باقي أبناء شعبنا شكلت دائما عائقا حقيقيا أمام محاربتنا لقانون التجنيد الإجباري".

احتلال الفكر
وجاء في البيان أيضا : " إن إسقاطات وتبعات احتلال الفكر على الفرد والمجتمع أخطر بكثير منها عن الأرض،ونحن في حركة الحرية للحضارة العربية نطالب المجتمع العربي في الداخل بشكل عام ولجنة المتابعة للجماهير العربية بشكل خاص الوقوف عند هذه الظاهرة بشكل جدي ومسئول، وطرح إستراتيجية عمل واضحة وقاطعة لمحاربة هذه الظاهرة، كما أننا نعود لنؤكد على مطلبنا مجددا من لجنة المتابعة بتبني الهيئة العليا لمحاربة التجنيد الإجباري والطوعي في الجيش الإسرائيلي التي كنا قد بادرنا إليها وحتى اليوم لا ندري سبب إجهاضها".

الأصوات الوطنية
وإختتم البيان : "إننا في الحركة إذ نحيي الأصوات الوطنية التي استنكرت دائما هذه المخططات لا سيما ضد الموقف الأخير الذي عقد في مدينة الناصرة ونؤكد على أهمية إبداء روح اليقظة والمسؤولية ورفع مستوى الوعي لدى أبنائنا وأطفالنا لما فيه من مصلحة وكرامة لهذا المجتمع وتعزيز الهوية الوطنية والشعور بالانتماء حتى نبني جيلا يكون قادرا على التصدي وربما التحرير.  ولا يسعنا في النهاية إلى أن نرفع أسمى آيات التقدير والاحترام والتحية والإجلال إلى شبابنا العرب الدروز القابعين خلف القضبان لرفضهم قانون التجنيد وللشاب عمر زهر الدين محمد سعد على موقفه الجريء والمشرف ضد الخدمة العسكرية وتمسكه بمواقفه الوطنية والإنسانية والأخلاقية" إلى هنا نص البيان كما وصلنا من إحسان مراد -رئيس حركة الحرية للحضارة العربية.