الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 03 / مايو 11:02

التخطيط المدني عامل لمكافحة احدى ظواهر العنف!/بقلم: طارق بصول

كل العرب
نُشر: 30/10/12 22:47,  حُتلن: 08:15

بسم الله خير الأسماء، والحمد لله الذي أحصى جميع الأشياء ولا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السّماء، والصّلاة والسّلام على عبده ورسوله سيّدنا مـحمّد خاتم الرّسل والأنبياء.
أمّا بعد، ظاهرة العنف احدى الظواهر المنتشرة بشكل كبير في مجتمعنا وتزداد يوماَ عن يوم، أسبابها عديدة ونتائجها كبيرة وقد تنتهي بالقتل. العنف قد تفشى بجميع مؤسسات المجتمع منها التعليمية كالمدارس - الاجتماعية كالنوادي - الاقتصادية كالحوانيت. هذا المقال سوف يحاول عرض حلول جغرافية ممكنة لإحدى ظواهر للعنف في المجتمع. وهي الكثافة السكانية النابعة من نقص بأراضي البناء.
ازدياد عدد السكان من ناحية، والنقص بأماكن السكن من الناحية أخرى أدى الى إزدياد بكثافة السكان في البلدات العربية وبالتحديد الأحياء القديمة، بحيث إزدياد عدد افراد الاسرة يؤدي الى ارتفاع بكثافة عدد سكان البيت، فغالبية العائلات العربية تفتقد لأراضي بناء او من يملك ارض بناء يحتاج وقت طويل للمصادقة على خارطة البناء بدائرة التنظيم.
فالأزواج الشابة التي تسكن اما مع العائلة بنفس البيت او انها تزيد على بيت الاب غرفة او اثنتين تزيد ايضاَ بالكثافة السكانية للحي . هذه الازواج تصبح اسرة بحد ذاتها وبهذا يزداد عدد الاسر لكل عائلة، عندها تنفرد كل اسرة بمتطلباتها واحتياجاتها الخاصة بها فمثلا : اصبحت كل اسرة بحاجة الى سيارة لها، هذا الامر يؤدي الى ازدياد عدد المركبات في الحي الذي لا يكاد يتسع للمشاة! حتى هناك البعض قد يقف سياراته أمام مدخل بيتة او بيت جارة لعدم وجود اماكن لوقوف السيارات، بالإضافة الى إزدياد وتيرة حركة السير في الحي نفسة لان شوارع الاحياء القديمة الضيقة نسبياً. ففي بعض الاحيان ينشب شجار بين سكان الحي بسبب وقوف السيارة بشكل يضايق على حركة السير لعدم وجود اماكن وقوف.
لا يمكن ايقاف إزدياد عدد السكان، حتى لو طبقت سياسة "تحديد النسل" سوف يستمر ازدياد عدد السكان ولو بوتيرة بطيئة. تخطيط مدني صحيح يساهم بالحد قدر الامكان من العنف وبالتحديد الناتج من أزمة السير او اماكن الوقوف في الأحياء القديمة في البلاد العربية. الحلول المقترحة التي تعتمد بالأساس على مشاركة السلطة المحلية كونها صاحبة صلاحية التخطيط للبلدة:
أ‌- التشديد على وجود موقف للسيارات بكل خارطة بناء او خارطة ترميم او زيادة قبل التوقيع عليها. مع الاخذ بعين الاعتبار اتاحة مجال لتوسيع الشارع الفرعي بالتحديد بالشوارع القديمة " قد يقول البعض هذه الاجراءات معروفة ضمناَ" ولكنها لا تطبق بالواقع!!
ب‌- استغلال اراضي السلطة العامة. اذ تسطيع كل سلطة محلية استغلال الاراضي العامة لإقامة مواقف للسيارات البلدة وبالتحديد الاحياء الكثيفة بالسكان. بحيث تحاول كل سلطة محلية تجهيز خارطة اب محلية- لهذه الاراضي من اجل تحضير مواقف للسيارات لسكان الاحياء الكثيفة بالتحديد، اما تكون قريبة على مكان السكن وبهذا تتيح لصاحب السيارة العودة الى البيت مشياَ على الاقدام . او انها تكون بعيدة فيمكن الاعتماد على المواصلات المحلية (داخل البلد) وقد تكون مجانية او اسعار رمزية غير مكلفة، يمكن موافقة هذا الاقتراح من خلال الإعلانات المكثفة لدائرة المواصلات في الاسابيع الاخيرة التي تحث السكان على الاعتماد على وسائل النقل العمومية بالسفر الى اماكن العمل او التعليم .اذاَ استعمال المواصلات العامة داخل البلدة بدل السيارة سوف يساهم من تخفيف وتيرة ازمة المرور التي قد تؤدي الى مشاحنات وعنف ,بالإضافة الى كونها صديقة للبيئة، بحيث انها تقلل من نسبة انطلاق الغازات من السيارات وتفاعلها بالجو.
للختام : الوعي الجغرافي عامل اساسي لإيجاد الحلول لبعض المشاكل التي يعاني منها مجتمعنا وتؤدي الى تفاقم ظاهرة العنف داخل المجتمع، حاولنا في هذا المقال ايجاد حل لاحد مشاكل العنف المنتشرة في البلاد العربية الناتجة من "أزمة المرور" كثافة السيارات في الأحياء القديمة. فإيجاد التخطيط المدني الصحيح سوف يساهم ولو بنسبة صغيرة من الحد من احد ظواهر العنف.
والحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصّالحات

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة