الدكتور غزال ابو ريا:

استراتيجية المصالح المشتركة تعزز الحياة المشتركة وهذا منوط بالتخطيط سوية وعدم إقصاء طرف لآخر

مجموعة المشاركين ترى أهمية المبادرات بين المشاركين العرب واليهود وبين العرب أنفسهم من خلال التأكيد على أن هنالك واجب لتنمية هوية من التعاون والمصالح المشتركة لسكان الجليل

مازن غنايم:

يجب أن يكون التزاما ومسؤولية نحو المنطقة التي نعيش فيها جميعا عربا ويهودا وأنا أثمن عالياً الجهد الذي يبذله رجال التربية في المنطقة من أجل التفاهم بين جميع سكانها

زهير بهلول:

المواطن العربي في البلاد لا يقل عن المواطن اليهودي بأي شيء وهناك إنجازات عديدة رائعة في مجالات عديدة التي تجعل من العربي واليهودي أن يسيرا معا وبمساواة كاملة

احتفلت إدارة معهد غفعات حبيبة في مطعم السلام في سخنين بتخريج مجموعة جديدة من المنتسبين في مشروع مشاركة إقليمية في الجليل التي اشتركت بها مجموعة من العرب واليهود من منطقة الجليل، حيث درسوا في فرع سخنين بإشراف الدكتور غزال أبو ريا مدير الفرع وبمشاركة دوفي أفيغور.

وشارك في الحفل الختامي للمشروع رئيس بلدية سخنين مازن غنايم، ينيف ساغيه مدير عام غفعات حبيبة، وعضو إدارة بلدية سخنين لطفي خلايلة، والإعلامي زهير بهلول، بالإضافة الى مدير الفرع الدكتور غزال ابو ريا، ودوفي افيغور، والمحاضر رافع ابو ريا، وعدد من القيادات الإجتماعية ومدراء ومعلمو مدارس في المنطقة، ورجال أعمال وتربية، وخريجو الدورة المحتفى بهم.

التخطيط والبرمجة
يشار الى أن عددا من المحاضرين والمرشدين من الوسطين العربي واليهودي شاركوا في برمجة وتعليم المشروع، والذي يستند الى أنه "يعيش في الجليل نحو 50% من السكان العرب ومن الأهمية عدم إقصائهم في التخطيط والبرمجة، وأن الإقصاء نابع من حواجز داخلية وخارجية". وقد شملت ورشات العمل والدورة زيارات لعدد من المواقع في الجليل والمثلث والتي لها إمكانية للدعم في هذه التوجهات مثل حي رمية في كرميئيل، والبلدة القديمة في عكا، وبرطعة وأم الفحم ونحف وسخنين وعرابة، والإلتقاء مع شخصيات مهنية وأصحاب ورش تجارية وفنية التي يمكن أن تكون لها مساهمة طيبة في المجال.

تعاون إقليمي فعال
وجاءنا من إدارة غفعات حبيبة أن "المشروع هو مشروع ريادي في التعاون الإقليمي في الجليل وبمشاركة ودعم صندوق فريديخ ابريت الألماني، حيث يشارك في المشروع 24 قيادياً من السلطات المحلية العربية واليهودية والجمعيات من منطقة البطوف، الشاغور ، كرميئيل ومسجاف، وقد تلقى أفراد المجموعة بمرحلة تعلم ودراسة في بناء رؤيا واستراتيجية للتعاون الإقليمي الفعال، كذلك جولات تعليمية وأيام نهاية الاسبوع، وورشات في موضوع بناء مشاريع ومبادرات، كما ويهدف المشروع الى تنمية مبادرات بين المشاركين على الصعيدين الشخصي والمؤسساتي".

تعزيز الحياة المشتركة
ورحّب الدكتور غزال ابو ريا ودوفي افيغور، مركزا المشروع، بالحضور وبرئيس بلدية سخنين مازن غنايم، وأشارا الى أن "مجموعة المشاركين ترى أهمية لمبادرات بين المشاركين، العرب واليهود، وبين العرب أنفسهم من خلال التأكيد أن هنالك واجب لتنمية هوية من التعاون والمصالح المشتركة لسكان الجليل، وأن استراتيجية المصالح المشتركة تعزز الحياة المشتركة، وهذا منوط بالتخطيط سوية وعدم إقصاء طرف للآخر، ومن هنا التعاون الإقليمي هو حاجة استراتيجية من خلالها نخلق واقعاً أفضل لحياتنا".

ثقافة المبادرة
هذا ونوّه رئيس بلدية سخنين مازن غنايم الى "أهمية التعاون الإقليمي في المجالات المشتركة والعمل على تعزيز ثقافة المبادرة والإنتقال من حالات الخمول والصراع الى حالات التعاون، وأنه يجب أن يكون التزاما ومسؤولية نحو المنطقة التي نعيش بها جميعا عربا ويهود، وأنا أثمن عالياً الجهد الذي يبذله رجال التربية في المنطقة من أجل التفاهم بين جميع سكانها على أمل أن يتم ترجمة ذلك على أرض الواقع، ونريد أن نعمل على مساواة وسلام بين الحضارات، والأهم هو تذويت الإنتماء للمجتمع الكبير الذي نعيش فيه". أما ينيف ساغيه، مدير معهد اليهودي العربي للسلام غفعات حبيبة، فقد أشار الى أن "المشروع رائد وله أهميته"، وأكد على أن "فرع سخنين بموارده المحدودة يبرمج مشاريعاً هامة أحادية القومية، وكذلك مشاريع ثنائية القومية، على أمل أن تعود الفائدة على سكان المنطقة ككل".

بلورة أفكار جديدة
وأكد الإعلامي زهير بهلول على أن "المواطن العربي في البلاد لا يقل عن المواطن اليهودي بأي شيء، وهناك إنجازات عديدة رائعة في مجالات عديدة التي تجعل من العربي واليهودي يسيران معا وبمساواة كاملة، الواحد بجانب الآخر وليس واحد يتقدم على الآخر، وقد وجدت في هذه المجموعة من خلال مرافقتي لهم في عدد من المحاضرات والجولات منذ البداية وحتى النهاية، وهي قادرة على أن تقود مشاريع كبيرة وأن تكون مثالا طيبا في هذا المضمون". كما وتحدثت سمحة بنيامين التي أعطت تقييما للمشروع مشيدة بالأفكار التي تمت خلال المشروع "والتي أغنت المشتركين بقدرات عالية في مجال التعاون الإقليمي بين جميع سكان المنطقة عربا ويهود، وأن مشروع كهذا قادر على أن يبلور أفكارا جديدة تؤدي الى نزع الشرعية من العنصريين، وتجريدهم من كل منابرهم التي تنعق بالسموم".

إنطلاقة مميزة
أما المشاركون في المشروع هيفاء غطاس وسماهر غانم ودوف كولير فقد تحدثوا بأسم المجموعة شاكرين جميع من ساهم في دعم وتفعيل المجموعة والتأكيد على أنها كانت إنطلاقة مميزة نحو مستقبل زاهر من العمل والمثابرة لتحقيق إنجاز بعض ما تم التخطيط له مستقبلا من مشاريع إجتماعية تستفيد منها قطاعات المجتمع عربا ويهود، ومن بينها العمل الدؤوب على منح أهالي حي رمية في كرميئيل مشروع الكهرباء الذي بإمكانه أن يوفر حياة أفضل لجميع سكان الحي العربي، ومشروع آخر في عرابة لإستقطاب أكبر عدد من الزائرين في مجال السياحة والترويح عن النفس، وفي مناسبات ومهرجانات الزيت والزيتون وغيره من المهرجانات".