الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 08 / مايو 18:01

الفلسطينيون لا يعرفون الاستسلام/بقلم:هاني العقاد

كل العرب
نُشر: 29/10/12 11:11,  حُتلن: 11:42

هاني العقاد في مقاله:

القيادة مصرة على الخطوة التالية وهي طلب التصويت على مشروع الدولة المراقب

يبدو أن الخيارات محدودة جدا أمام القيادة الفلسطينية وقد لا تتعدى الثلاث خيارات متدرجة

دائرة شؤون المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية ماضية في تعزيز وضع فلسطين إلى دولة مراقبة

القضية قد تصل إلى استبدال القيادة الفلسطينية بالطريق الدهائية التي تستخدمها أجهزة المخابرات الأمريكية والصهيونية

العالم المتغطرس يريد من الفلسطينيين البقاء تحت الاحتلال والبقاء كشعب بلا تاريخ وبلا حقوق سياسية وبلا هوية وطنية

يخوض الفلسطينيون اليوم معركة ضارية من معارك البقاء والانتصار ومعركة الحق الفلسطيني والشرعية الفلسطينية أمام العالم المتغطرس والذي يريد من الفلسطينيين البقاء تحت الاحتلال والبقاء كشعب بلا تاريخ وبلا حقوق سياسية وبلا هوية وطنية وبلا حماية تكفل له حق تقرير المصير، وهي معركة الأمم المتحدة والوصول بفلسطين إلى دولة مراقب وهي المرحلة الأولى ما قبل الدولة كاملة العضوية والدائمة بالأمم المتحدة، كما وهي الخطوة الأولى إتجاه المشروع الوطني الكامل، وهي المرحلة التي يمكن للعالم الإقرار فيها بحدود الدولة وعاصمتها ومؤسساتها الشرعية، وفي هذه المرحلة يصبح واجبا على العالم حماية هذه الحدود وشعب هذه الدولة من الانتهاك المتواصل لأي من حقوقه السياسية وهذا الفارق بين الدولة العضو المراقب والكيان المراقب، وفي هذه المعركة يستخدم الفلسطينيين كل ما لديهم من أسلحة وأدوات دبلوماسية لتحقيق طموحهم السياسي، ويستخدم الفلسطينيين دبلوماسيتهم بالشكل والطريقة التي تضمن تصويت اكبر عدد ممكن من أعضاء الأمم المتحدة لصالح المشروع الذي ستقدم المجموعة العربية بالأمم المتحدة على طلب التصويت عليه.

معركة الكل الفلسطيني
قد يقلل البعض من أهمية الخطوة الفلسطينية والمعركة التي تقودها القيادة الفلسطينية دبلوماسيا، وهي معركة تساوي كافة نماذج المقاومة على الأرض لأنها معركة الكل الفلسطيني ومعركة المشروع الوطني ومعركة القدس والاستقلال، وتجاهل البعض لهذه المعركة ليس لشيء وإنما لأن البعض هذا ينظر لنفسه ويعتبر أداءه الوطني هو الأداء الجيد فقط، ولا يفضل ولا يعترف إلا بنفسه، وللأسف يعرف أن إسرائيل وأمريكا تهددان بجدية بإتخاذ إجراءات قاسية جدا بحق الفلسطينيين في حال ما أصر الفلسطينيون على خطوتهم هذه ومنها خطوات تجويع وحصار، وقد تتعدى الحكاية أكثر من ذلك وتصل إلى استبدال القيادة الفلسطينية بالطريق الدهائية التي تستخدمها أجهزة المخابرات الأمريكية والصهيونية في غالب الأحيان تمهيدا لتصفية القضية الفلسطينية بالكامل واخشى أن يتسابق البعض لينالوا رضا أمريكا وإسرائيل ليفوزوا بالمكانة الجديدة.

تحقيق سلام عادل
يبدو أن الخيارات محدودة جدا أمام القيادة الفلسطينية وقد لا تتعدى الثلاث خيارات متدرجة وخاصة بعد انسداد طريق السلام بسبب تطرف قادة إسرائيل وبحثهم عن مزيد من التطرف وعدم اقتناعهم بتحقيق سلام عادل وآمن بالشرق الأوسط وتدرج الخيارات أمام أبو مازن جاءت لطبيعة المرحلة، والخيار الأول هو السير إلى الأمم المتحدة وهو الطريق الأقل خطرا في مصفوفة الخيارات الفلسطينية لكنه حربا ضارية ومعركة دبلوماسية فلسطينية كبيرة تخوضها القيادة وخيار الدولة المراقب بالأمم المتحدة هذا يعتبر اقل الخيارات خطورة لان الخيارات الأخرى تعتبر مرحلة من مراحل السهم المنكسر الذي يستدعى معه اللجوء إلى اقسى القرارات وأخطرها وأخرها لان القيادة تكون جرب كافة السبل ولم يبق أمامها إلا السبيل الوحيد وهو السبيل الذي يضع العالم كل أمام مسؤولية عدم التعاطي مع الطموح الفلسطيني والرغبة الوطنية الفلسطينية في تحقيق العدل الدولي.

العودة الى الزيت والزعتر
بالرغم من التهديدات الأمريكية والصهيونية التي وصلت كاملة إلى القيادة الفلسطينية، إلا أن القيادة مصرة على الخطوة التالية وهي طلب التصويت على مشروع الدولة المراقب ولو أدى هذا إلى الحصار الكامل والعودة إلى الزيت والزعتر لكي يتقاسمه الفلسطينيين من بين إلى بيت لان القوى المتصرفة والمقيدة لحل النزاع بالشرق الأوسط تعتقد أن حق تقرير المصير يمكن الوصول إليه بالتفاوض متجاهلة بذلك أن حق تقرير المصير كفله القانون الدولي بلا تفاوض وبلا اتفاقات مع القوى الاحتلالية، وهذه النقطة التي تختبئ وراءها أمريكا وإسرائيل وبعض الدولة التي ما زالت تؤيد وترعى الاحتلال وقمع الشعوب ومصادرة حقها الشرعي في تقرير مصيرها، وبالرغم من غضب أمريكا وإسرائيل وتهديداتهما الخطيرة إلا أن دائرة شؤون المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية ماضية في تعزيز وضع فلسطين إلى دولة مراقبة ومستمرة في حشد الدعم العربي والدولي لهذه الخطوة والتي تعتبرها خطوة وحيدة من خلالها نستطيع تحقيق تقرير المصير، والقيادة الفلسطينية بهذا الشأن مقتنعة تماما أن الوقت الذي سيطلب فيه التصويت على مشروع القرار لابد وأن يكون بعد الانتخابات الأمريكية وهذا ليس خوفا من الامريكان، ولكن حتى لا يفسر المشروع انه من المشاريع التي تستهدف الانتخابات الأمريكية وليس لأجل الدولة وخاصة أن الديموقراطيين يعتبرون أن المشروع يفهمه الجمهور الأمريكي على انه إخفاق سياسة اوباما بالشرق الأوسط وعدم قدرته على التقدم نحو حل عادل للصراع.

مرحلة السهم المنكسر
اليوم قطع الفلسطينيون أكثر من نصف الطريق وصولا إلى الأمم المتحدة وأصبح لا تراجع ولا استسلام ، مهما كانت صعوبة الطريق أمام الدبلوماسية الفلسطينية، وأصبح الجميع بمن فيهم المقللين من أهمية عضوية الدولة يعرفون أن عضوية الدولة تعني الانتصار في المشروع التحرري الموحد والتراجع عنه يعني الاستسلام ولا اعتقد أن أحدا من الفلسطينيين يعرف الاستسلام والفلسطينيون اجمع لا يعرفون الاستسلام فكيف بقيادته التي نالت ثقة الجماهير وهي التي شدت أزر الجماهير بقرارها الهام والتاريخي ومعركتها الشريفة، ونقول لأبو مازن أن غضب الأمريكان لا يقدم ولا يؤخر في قضية الصراع وما الجوع والحصار إلا مسالة وقت  وستنفرج بإذن الله وسيقف العالم معنا لأننا أصحاب حق وأصحاب قضية وأصحاب تاريخ طويل من الكفاح المشروع وإلا فنحن معك إلى مرحلة السهم المنكسر...!

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة