الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 21:02

جمعية صندوق ابراهيم تجري بحثا موسعا حول نسبة التصويت

كل العرب
نُشر: 29/10/12 08:49,  حُتلن: 11:54

إتحاد الأحزاب العربية يزيد من احتمال تصويت 57% من المواطنين العرب الذين لا ينوّن التصويت

 70% من العرب يتفقون مع المقولة بأن النساء قائدات سياسيات جيدات بدرجة لا تقل عن الرجال

34% من العرب الذين لم يصوتوا و17% من الذين صوّتوا في الانتخابات الأخيرة، لا يزمعون على التصويت في الانتخابات القريبة

محمد دراوشة:
 
خطر التصويت بنسب منخفضة قد يقضي على أحد التيارات السياسية العربية بشكل مباشر في الانتخابات المقبلة وسيكون لذلك إنعكاس سلبي جداً على الوعي السياسي الجماعي لدى جماهيرنا

على خلفية الانخفاض الحاد الذي شهده العقد الأخير في نسبة التصويت بالانتخابات العامة بين المواطنين العرب في إسرائيل، أجرت جمعية مبادرات صندوق ابراهيم بحثاً موسعاً يرمي إلى دراسة الموضوع بعمق، بما في ذلك جوانبه الاجتماعية والسياسية بهدف التعرّف على العوامل التي دفعت إلى هذا الانخفاض، وعلى العوامل التي من شأنها تشجيع الاشتراك في الانتخابات.

اعتمادا على النتائج فانه يمكن تقسيم السكان إلى أربع مجموعات بحسب نمط التصويت وبحسب النيّات المستقبلية: أولاً، المصوّتون الدائمون: تضمّ هذه المجموعة أشخاصا صوّتوا في 2009 ومزمعين على التصويت في المستقبل. تبلغ نسبة أولئك من مجمل العيّنة 28%. ثانياً، المصوّتون المستضعَفون والشبيبة: تضمّ هذه المجموعة أفرادا لم يصوّتوا في الانتخابات السابقة، سواء نتيجة قرار اتّخذوه أو لأنهم لم يكونوا قد بلغوا سن الاقتراع، لكنهم مزمعون على التصويت في المستقبل. شكّل هؤلاء 15% من مجمل العيّنة. ثالثاُ المصوّتون المحتملون وتضم هذه المجموعة مستطلَعين لا يزمعون على التصويت في الانتخابات القريبة، لكنهم صوتوا في انتخابات 2009 وهم يشكلون 17% من مجمل العيّنة والمجموعة الأخيرة والتي تشكل 34% فهم غيرُ المصوّتين المتشدّدون: تضم هذه المجموعة مستطلَعين لم يصوتوا في الانتخابات الأخيرة ولا يزمعون على التصويت في المستقبل. يشكّل هؤلاء 34% من مجمل العيّنة.

مجموعات بؤرية
شمل القسم الأول من البحث، والذي أعده الباحثان هشام جبران وداليا شيندلين، خمس مجموعات بؤرية ضمّت مواطنين عربًا من أصحاب حق الاقتراع (أي من سنّ ال-18 فأكثر) – نساء ورجال من مناطق جغرافية مختلفة، ذوي مستويات دخل مختلفة، تنتمي إلى فئات عمرية مختلفة، فضلا عن مشاركين قد تكون الانتخابات القادمة تجربتهم الأولى في الاقتراع، ومشاركين صوّتوا في الماضي لكنهم غير مقتنعين بأنهم سيشاركون في الانتخابات القريبة. أما القسم الثاني فقد شمل استطلاع مواقِف لـ 500 مواطن عربي من مختلف مناطق البلاد.
حوالي 36% من مجمل المشاركين في البحث أفادوا بأن احتمالات مشاركتهم في عملية الاقتراع سوف تتراجع، وذلك بقولهم إن " الأحزاب العربية غير قادرة على تغيير شيء في النظام السياسي الإسرائيلي". علاوة على ذلك، فإن القول بأن "الأحزاب العربية لن تدخل أبدا إلى الائتلاف الحكومي" يقلّص احتمالات التصويت لدى 39% من مجمل المشاركين في العيّنة، لكنه لا يؤثّر إطلاقا في 42% منهم.
ثمة سببان واضحان لعدم الرغبة في الاشتراك في الانتخابات: عدم الثقة بالديمقراطية، وغياب القيادة. السبب الأول، عدم الثقة بالديمقراطية الإسرائيلية، يعكس مخاوف عميقة بين رُبع المجيبين (25%) لا يعتبرون أن الديمقراطية الإسرائيلية تخدمهم كمواطنين، وهو شعور تردد كذلك في المجموعات البؤريّة. السبب الثاني (وقدّمته نسبة مشابهة من المشاركين في العيّنة - 25%) يشير إلى أن المجيبين يعتقدون أنه لا يوجد قادة أهلٌ بالدعم، وهي إجابة تعكس مزاجا مشابها في المجتمع اليهودي. بالنسبة لغيرُ المصوّتين المتشدّدون: السبب الرئيسي لعدم تصويتهم: لا يؤمنون بالديمقراطية الإسرائيلية (31%) ولا يجدون لمن يدلون بأصواتهم (26%).

إحباط لدى الناخب العربي
وتدل النتائج على إحباط معيّن لدى الناخب العربي من أداء أعضاء الكنيست العرب وذلك لعدم قدرتهم على حل مشاكل الجمهور الاجتماعية والاقتصادية ولافتقادهم القدرة على التأثير على متّخذي القرارات في الحكومة. من جهة أخرى، ويجدر التنويه بان ما قيل عن القيادة العربية لا يعني بانها لا تقوم بعملها كما يجب، فالصورة مركبة اكثر. كثيرون يعتقدون إن القادة غير قادرين على ما يبدو على التأثير على النظام السياسي القائم. و تؤكّد على ذلك إجابة 43% من مجمل المشتركين في العيّنة، الذين يعتقدون أن أعضاء الكنيست العرب يؤدون عملهم على وجه حسن، فيما يعتقد 50% عكس ذلك. أن اتّحاد الأحزاب يشكّل خطوة بالغة الأهمية لرفع نسبة الاشتراك في الانتخابات: فقد صرّح 59% من مجمل المشاركين في العيّنة أن الاتحاد يزيد بشكل أو بآخر من احتمالات تصويتهم، وهذا أيضا هو رأي 57% من الأشخاص غير المزمعين على التصويت في الوقت الحاضر. 25% فقط من مجمل المشاركين في العيّنة يعتقدون أن اتّحاد الأحزاب لا يقدّم ولا يؤخّر، ولم يصرّح سوى 10% منهم بأن خطوة كهذه تقلص احتمال تصويتهم.
أزمة الثقة بالنظام الديمقراطي تجد ترجمة لها في ما قاله أقل من نصف المجيبين بأنهم يؤمنون أن التصويت قد يؤثّر في اتخاذ القرارات لدى منتخَبي الجمهور. ينقسم مجمل العيّنة في هذا الموضوع إلى طرفين: فقد قال نصف المستطلَعين (46%) إنه بالإمكان التأثير في اتخاذ القرارات، بينما اعتقد النصف الآخر (47%) أنه لا مجال للتأثير. هذه النزعة تتجلى بوضوح أكبر بين الأشخاص غير المزمعين على التصويت - فقد أجابت أقلية ضئيلة منهم (51%) أنه لا مجال لأن يؤثّر التصويت في اتخاذ القرارات لدى منتخَبي الجمهور، فيما رأى 41% بأن التأثير ممكن.
موضوع اضافي تشير اليه نتائج البحث هو وجود تأييد واضح لتعزيز مكانة المرأة في المجتمع العربي. ثمّة غالبية كبيرة ومتجانسة في كل المجموعات السكانية تؤيد المبادئ الأساسية: أهمية نيل النساء التعليم العالي (93%) وحق النساء في العمل خارج المنزل (84%). هناك غالبية متواضعة لكنها واضحة (70%) تتفّق مع المقولة بأن النساء قائدات سياسيات جيدات بدرجة لا تقل عنها لدى الرجال. تشهد النتائج على وجود اتفاق واسع في هذا الموضوع. ان دمج المرأة في مكان واقعي ومضمون قد يرفع احتمال التصويت عند 50% من النساء وعند 28% من الرجال. أما في حال تصّدر المرأة لرئاسة الحزب فان احتمال التصويت يرتفع الى 54% عند النساء مقابل 32% عند الرجال.

تمثيل منخفض
أمنون بئيري- سوليتسيانو، مدير عام مشارك في مبادرات صندوق ابراهيم يضيف: "هنالك أهمية قصوى لمشاركة المواطنين العرب في اللعبة السياسية بشكل عام وفي مراكز اتخاذ القرارات في اسرائيل بشكل خاص. نحن في مبادرات صندوق ابراهيم، قلقون جدا إزاء واقع تهميش المواطنين العرب وإقصائهم من المساحات السياسية العامة والمهمة، في حين انه الأمر قد ينبع من خيارهم الذاتي بعدم المشاركة. الحلبة السياسية هي مكان إتخاذ القرارات في أغلب الأمور وعلى المواطنين العرب الاشتراك بها. نحن وبكوننا جمعية غير حزبية لا تسعى لدعم أياً من الحركات السياسية، ولا تعير اهمية مباشرة لمن سيصوّت الناخبين نهتم بالاساس على اتخاذ الخطوة المحورية، ألا وهي التصويت، كلُ حسب ميوله الايديولوجية". من النتائج المهمة التي يظهرها البحث هي ان المواطنين الذي لا يصوتون، يفعلون ذلك من منطلقات عقلانية بحيث يعتقدون بان ادلائهم بالتصويت لا يغيّر شيئاً ولا يؤثر على مستقبلهم. من هنا فاننا نرى هذه النتيجة ايجابية لان الامر يدّل بأنه اذا اقتنع الناخب العربي بأن النظام السياسي سيساعده فانه سيصّوت ويرفع بذلك نسبة التصويت". يضيف سوليتسيانو.
يعاني مواطنو إسرائيل العرب من تمثيل منخفض في مجالات عدة: في دوائر اتخاذ القرارات وفي الوظائف الحكومية وفي جهاز التعليم العالي و الشركات الحكومية وسواها. في كافة هذه الميادين يمكن الإشارة إلى وجود عوامل خارجية - كهياكل القوة والإقصاء والتمييز وانعدام تكافؤ الفرص – التي تشكّل العوامل الأساسية لذلك التمثيل المنخفض. أما في مجال مشاركة المواطنين العرب السياسية، فالصورة تختلف تماماً، فهذه المشاركة حقٌّ مصان لكل مواطن وليست "سقف زجاجي" يحدّ منها.
أحد التفسيرات الرائجة للانخفاض الحاد في نسبة التصويت في العقد الأخير يرتبط بأحداث تشرين الأول 2000 التي هبطت نسبة مشاركة العرب في انتخابات 2001 في أعقابها إلى أدنى مستوى لها – 18% فقط. يشهد هذا المعطى على العلاقة بين أنماط التصويت السائدة في الأقلية العربية وشعورها بالانتماء للدولة. صحيح أن نسبة المشاركة ارتفعت في الانتخابات التالية من جديد لتصل حد ال-62%، لكن هذه النسبة شهدت منذئذ تراجعا متواصلا لتبلغ مستوى 53.4% في انتخابات 2009.
واضاف السيد محمد دراوشه، مدير عام مشارك لجمعية مبادرات صندوق ابراهيم: "ان حق التصويت للمواطنين العرب هو آلية مدنية هامة، على مجتمعنا إجادة إستعمالها وبالأساس تكثيف وزنها من خلال زيادة نسبة التصويت والتأثير على سياسات الحكومات الإسرائيلية في كافة المجالات، ومنها القضايا المتعلقة بالحقوق المدنية، والسياسية، والقانونية، والاقتصادية، والاجتماعية، إضافةً إلى التأثير على المواقف السياسية المتعلقة بالقضايا السياسية الإقليمية. ان خطر التصويت بنسب منخفضة قد يقضي على أحد التيارات السياسية العربية بشكل مباشر في الانتخابات المقبلة. وسيكون لذلك إنعكاس سلبي جداً على الوعي السياسي الجماعي لدى جماهيرنا. ولكن، وفي الاساس، فإن إحسان إستغلال هذا الحق يساهم بزيادة فرص الضغط لتحقيق رغبات المواطنين العرب، وكذلك ضمان ايجاد كتلة كبيرة داعمة للسلام، وخاصة الرغبة الكامنة في قلوب غالبية المواطنين العرب بتحقيق إقامة الدولة الفلسطينية".

المواضيع الاجتماعية الاقتصادية
معاينة سلّم الأفضليات فيما يتعلّق بالمواضيع المطروحة على الأجندة اليومية تظهِر أن المواضيع الاجتماعية الاقتصادية تقف في رأس سلّم القضايا التي تحتاج إلى علاج. حين طُلب من المشاركين في الاستطلاع اختيار الموضوع الأكثر أهمية من وجهة نظرهم، وضعوا موضوع التربية والتعليم في رأس سلّم الأفضليات: 24% من مجموع المشاركين في العيّنة أجابوا بأن موضوع التربية والتعليم يشْغل المرتبة الأولى في القضايا التي يجب معالجتها. النسبة عينها (24%) تكرّرت بين مَن يرى في الفقر والبطالة الموضوع الأكثر أهمية، فيما ذكر 16% الجريمة والعنف، وأشار 12% إلى النزاع الإسرائيلي الفلسطيني. نحو 10% ذكروا التوتر بين اليهود والعرب في الدولة، ولم يسمِّ سوى 4% حالة الديمقراطية في إسرائيل كموضوع يقتضي علاجا عاجلا. بروفسور عزيز حيدر، باحث في معهد فان لير ومركز ترومان يقول معقباً على نتائج البحث: "تظهر لنا هذه النتائج بأن الاهتمام الأكبر الذي يتطرق اليه الناخب العربي يتمثل في القضايا الاقتصادية مثل البطالة وظاهرة العنف المتفشية في المجتمع العربي. كل الاحزاب التي تعنى بخروج الناخبين العرب وزيادة نسبة التصويت عليها أن تطرح حلولاً لهذه المشاكل وبأن تكون حلولاً واقعية وليست وعود انتخابات".
أما فيما يتعلّق بالمجالات الثلاثة التي تمّت معاينتها في الاستطلاع (المواضيع الاجتماعية الاقتصادية، وحقوق العرب السياسية، والصراع الإسرائيلي الفلسطيني)، فان 64% يعتقدون بأن اعضاء الكنيست العرب يعالجون المواضيع الاجتماعية بشكل قليل و46% يعتقدون بأن النواب العرب يتابعون النزاع الاسرائيلي الفلسطيني بصورة قليلة. نسبة أكبر من مجموعة غير المصوتين تعتقد أن أعضاء الكنيست العرب لا يبذلون جهدا كافيا في كافة تلك المجالات مقارنةً بالمصوتين، وبسلّم الأولويات عينه. تحليل الأسباب التي تدفع بالمواطنين إلى اتخاذ قرار بالتصويت أو بالامتناع عنه يفسّر مجاهرتهم بقرارهم عدم التصويت. مع ذلك، فإن الناس يشعرون ويؤمنون بأن التصويت يساهم في زيادة احتمالات فوز حزبهم وتطبيق السياسة التي يرجونها. يعتقد المجيبون في الاستطلاع أن الاشتراك في الانتخابات فعل رمزي. إذ يقول 54% منهم إن السبب الرئيسي للاشتراك في الانتخابات يكمن في معناه الرمزي: قرابة الثلث (30%) زعمت أن التصويت هو وسيلة لتحقيق حقوق الأقلية في إسرائيل، وقال آخرون (24%) إن تصويتهم وسيلة للاشتراك في العملية الديمقراطية. في المقابل، رأى 33% فقط أن من شأن الاقتراع النهوض بهم من الناحية العملية، أي أنهم يصوّتون بهدف تقوية حزبهم (14%) أو تحسين حياتهم (19%).


محمد دراوشة

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.83
USD
4.09
EUR
4.78
GBP
244765.09
BTC
0.53
CNY