الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 06 / مايو 20:02

كوكب تشهد أكبر معسكر عمل تطوعي منذ سنوات بسواعد طلاب ومعلمي البلدة

أمين بشير -
نُشر: 25/10/12 21:28,  حُتلن: 22:52

ينتشر الطلاب في جميع انحاء القرية كخلية نمل يعملون ويلهون يتحدثون ويغنون يقودهم المعلمون في كل موقع ويلحقهم الاهالي الى كل مكان البعض يحضر الطعام وآخر يجلب الماء وآخرون يزودونهم بالالات والبعض يريد أن يساعد وآخر يريد أن يشاهد والجميع الجميع يغمره حب القرية وحب الإنتماء للمكان

الاستاذ يوسف منصور مدير المدرسة:

الجميع متيقنون اليوم أن بإمكاننا أن نقدم الكثير لقريتنا واهلنا ومجتمعنا حتى لو كانت الميزانيات شحيحه فالإرادة والتطوع لا يحتاجان الى ميزانيات

المدرسة الشاملة بطلابها ومعلميها وعامليها تضرب اليوم نموذجا للعطاء والتكاتف والتعاضد وكأن هؤلاء الاشبال يقولون " بذور الخير مازالت موجودة في الشباب فلا تيأسوا منهم"

ندرك تماما اهمية هذه الفعاليات في تذويت القيم التي تربينا عليها وتجذيرها في نفوس ابنائنا فحب بلدنا هو جزء من تراثنا وديننا الذي يحثنا دائما وابدا على العطاء والسخاء والاخلاص للمكان الذي تقطنه

قامت المدرسة الثانوية الشاملة في كوكب أبو الهيجاء بطلابها ومعلميها ولجنة اولياء امور الطلاب وباشراف المكتبة العامة في البلدة وبمرافقة مدير قسم المعارف في المجلس المحلي مصطفى شحادة، منذ ساعات الصباح الباكر من يوم الاربعاء بعمل تطوعي حيث عجت المدرسة بضجيج وبنشاط طلابي فوق العادة تشحذهم الهمم العالية للانضمام الى فرقة العمل التي يحبونها، المعلمون على اهبة الاستعداد للإنطلاق، العديد يتسابقون لحمل ادوات العمل من طورية ومنكوش’ او ازميل وشاكوش الجميع متيقظ الجميع متحفز الجميع مستعد’ كأنهم أمام تحد كبير، عندما تسال عن الوضع ما الحكاية تجد عشرة طلاب او اكثر يجيبونك بصوت واحد والفرحة تغمرهم انه يوم العمل التطوعي، سننطلق الان الى .... أبو الهيجاء، الى حديقة التماثيل، الى الشيخ سعيد، الى الحديقة العامة، الى الدوار، الى بناية المدرسة، الى بيت المسن، فالعمل شمل كل مؤسسات البلد.

 

وبتوجيه من مدير المدرسة يوسف منصور قامت مجموعة بزيارة الاماكن التي يتضمنها برنامج عمل الطلاب التطوعي، ويقول احد المشاركين:"وجدنا اماكن أثرية واماكن مقدسة كالشيخ سعيد وأبو الهيجاء وحديقة التماثيل، اماكن مهملة غير مصانة يعلوها الغبار والاعشاب الجافة والاوساخ، اماكن تثير الشفقة في النفس لانها جزء من تاريخنا وحضارتنا وثقافتنا، فنعرف المعنى الحقيقي ليوم عمل تطوعي كالذي ينفذه الطلاب اليوم، ونعرف المعنى والقيمة الحقيقية التي يهدف اليها مدير المدرسة عنما يقترح وينفذ يوم عمل تطوعي قبل يومين من حلول عيد الاضحى المبارك".

إنجاح العمل التطوعي
وينتشر الطلاب في جميع انحاء القرية كخلية نمل يعملون ويلهون يتحدثون ويغنون، يقودهم المعلمون في كل موقع ويلحقهم الاهالي الى كل مكان، البعض يحضر الطعام وآخر يجلب الماء وآخرون يزودونهم بالالات، والبعض يريد أن يساعد، وآخر يريد أن يشاهد والجميع الجميع يغمره حب القرية وحب الإنتماء للمكان، ترى الجميع تغمرهم الفرحة وتعلو وجوههم البسمة، بسمة العطاء، وحب الإنتماء. ويستمر العمل وتعود لتلتقط الصور قبل العمل وبعد العمل، فلا تصدق أن هذا المكان هو نفس المكان الذي رأيته مهملا من فترة وجيزة انه الان مكان يضج بالحياة وتغمره النظافة والجمال والعذوبة وكأنه استعد لإستقبال هؤلاء الاشبال الصغار ابناء الحياة ابناء المستقبل . وفي إحدى المواقع استوقفنا مدير المكتبة العامة مصطفى عبد الفتاح الذي كان من المبادرين الى العمل التطوعي وعمل يدا بيد مع مدير المدرسة الاستاذ يوسف منصور لإنجاح العمل التطوعي، وكان يعمل في قصارة بعض جدران مبنى المدرسة من اجل توسيع المكان وايجاد صف جديد للطلاب، ومعه احمد محمد أبو الهيجاء مدير قسم المشتريات في المجلس المحلي، وقد تجمع حوله العديد من الطلاب الذين عملوا كمساعدين له فهذا وسام عودة الذي يرشحه عبد الفتاح لان يكون بطل العمل التطوعي بلا منازع، فقد قام بأعمال يعجز عن تنفيذها الكبار، ويضيف اليه، مراد محمد أبو الهيجاء، محمد حسين حجوج ومناضل علي ووليد اسامة عبد الفتاح وغيرهم كثيرون ممن ابدعوا في العمل التطوعي، وقد إستطاع هؤلاء الابطال أن يحولوا الحديقة من مكان مقفر تملئه الحجارة والاشواك، الى مكان اخضر جميل . 
 
عودة الروح
ويقول مصطفى عبد الفتاح في لقائنا معه عن يومي العمل التطوعي: "يستحق هذا اليوم أن نطلق عليه " يوم عودة الروح "عودة روح التطوع التي اجترحها توفيق زياد منذ سنين وانتقلت عدواها الى جميع القرى والمدن العربية، وكانت قريتنا كوكب احداها وقد اقيمت العديد من المشاريع ونفذ الكثير من البرامج بالعمل التطوعي، ولكن مرت علينا سنين عجاف فقدنا فيها الأمل وربما فقدنا بوصلة النضال والعمل الجماعي واستشرى بيننا الانانية والذاتية والمحسوبية، إنها عودة الروح، روح القيم والمبادئ والأسس الصحيحة التي يبنى عليها وطن. التطوع يعني العطاء بلا مقابل، يعني حب ما تعمل، يعني الحفاظ على قريتنا وعلى وطننا يعني الحفاظ على التاريخ والجغرافيا واللغة والأماكن المقدسة والاماكن التاريخية، على ابنائنا ومن خلال المدرسة ومن خلال الايام التطوعية أن يتذوقوا قيم الإنتماء والعطاء. وإذا استطعنا من خلال هذا العمل أن نوصل اليهم هذه الرسالة فقد اعدنا اليهم الروح التي فقدناها سنوات طويلة ".

العطاء والسخاء
واما الاستاذ يوسف منصور مدير المدرسة الذي لا تفارق الابتسامة شفتيه وهو يتنقل من موقع الى آخر ويعمل في كل المواقع ويحتضن الطلاب بحب وعطف أبوي، ويصر على نجاح المخيم ونقل رسالته ليس فقط الى طلاب المدرسة بل الى جميع الاهالي بكل ثقه وأمل بمستقبل مشرق للقرية ويقول: "المدرسة الشاملة بطلابها ومعلميها وعامليها تضرب اليوم نموذجا للعطاء والتكاتف والتعاضد، وكأن هؤلاء الاشبال يقولون " بذور الخير مازالت موجودة في الشباب فلا تيأسوا منهم"، فالجميع متيقنون اليوم أن بإمكاننا أن نقدم الكثير لقريتنا واهلنا ومجتمعنا حتى لو كانت الميزانيات شحيحه، فالإرادة والتطوع لا يحتاجان الى ميزانيات، ونحن رأينا هذا بأعيننا عندما خرج طلاب تواقون للعطاء والتطوع معبرين عن إنتمائهم لهذا البلد الطيب، والذي يتوجب على كل فرد أن يساهم في تطويره والحفاظ على كل بقعه في، ونحن ندرك تماما اهمية هذه الفعاليات في تذويت القيم التي تربينا عليها وتجذيرها في نفوس أبنائنا، فحب بلدنا هو جزء من تراثنا وديننا الذي يحثنا دائما وابدا على العطاء والسخاء والاخلاص للمكان الذي تقطنه، فعندما يشارك ابناؤنا في البناء وتنظيف الاماكن العامة وصيانتها فحتما سيمتنعون من التخريب والعبث بها، فتذويت القيم ليس بالكلام فقط بل بالعمل الخالص وأن يكون الكبير قدوة للصغير، واخيراً اشكر جميع الطلاب والمعلمين والعاملين في المدرسة ومن المجلس المحلي والاباء الذين ساهموا بإنجاح هذا العمل ودعمه، وكذلك الخيرين من ابناء هذا البلد الذين تبرعوا سواءا بالطعام والشراب للمتطوعين، او بالاشتال والورود التي زرعت في هذا اليوم او ساهموا بالياتهم لنقل الاوساخ الى مجمع القمامه، وكلي أمل أن نستمر ونطور مسيرة العطاء معا من اجل مستقبل افضل لاولادنا".

مقالات متعلقة