صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية:

 الحرب في سوريا استهدفت في المقام الأول المسلمين المعارضين لبشار الأسد والذي ينحدر من الطائفة العلوية الشيعية

حادث التفجير الذي وقع في مدينة الأشرفية شرق بيروت زاد من المخاوف اللبنانية من أن تعيدها الحرب السورية الحالية إلى أيام حربها الأهلية القاتمة

حزب الله "اللبناني" لا يزال يقاتل في صالح الرئيس السوري بشار الأسد في الوقت الذي يستخدم فيه الثوار السوريون لبنان لتزويد القوات التي تقاتل النظام السوري بالمؤن والأسلحة

اعتبرت صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية أن حادث التفجير الذي وقع في مدينة الأشرفية شرق بيروت زاد من المخاوف اللبنانية من أن تعيدها الحرب السورية الحالية إلى أيام حربها الأهلية القاتمة. وذكرت الصحيفة، في سياق تقرير بثته الجمعة 19 أكتوبر على موقعها الإلكتروني، أن الانفجار وقع في شارع بالقرب من ساحة ساسين في منطقة الأشرفية ذات الأغلبية المسيحية، حيث يوجد أحد مكاتب حزب الكتائب اللبنانية وهو أحد الأحزاب المعارضة بقوة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. ونقلت الصحيفة تصريحا لزعيم حزب الكتائب اللبناني سامي الجميل "دعوا الدولة تحمى مواطنيها. لن نقبل بأي مماطلة في هذا الشأن ولن نستمر أبدا بهذا الشكل فنحن نحذر منذ عام كفى".

استمرار الخلافات بين السنة والشيعة والمسيحيين
وأعادت الصحيفة إلى الأذهان التفجيرات التي سبق وأن وقعت بلبنان واستهدفت شخصيات سياسية والتي كان أهمها حادث التفجير الذي أدى إلى مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري وتفجير السيارة الدبلوماسية الأمريكية الذي أودى بحياة ثلاثة أشخاص في عام 2008. وأشارت الصحيفة إلى استمرار الخلافات بين السنة والشيعة والمسيحيين إلى ما بعد الحرب الأهلية التي دارت رحاها على الأراضي اللبنانية، حيث وصلت إلى ذروتها في عام 2005 بمقتل الحريري الذي اتهم أنصاره سوريا وأعضاء من حزب الله حينئذ بالوقوف وراء حادثة القتل، وهو الاتهام الذي أنكره الطرفان.

النزاع بين مؤيدي الأسد ومعارضيه
ولفتت الصحيفة إلى أن اندلاع النزاع بين مؤيدي الأسد ومعارضيه في طرابلس التي تقع شرق لبنان، زاد من احتمالية انتقال الحرب من سوريا إلى لبنان، لافتة إلى أن الحرب في سوريا استهدفت في المقام الأول المسلمين المعارضين لبشار الأسد، والذي ينحدر من الطائفة العلوية الشيعية. واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إنه وسط الخلافات المتصاعدة في لبنان، لا يزال حزب الله "اللبناني" يقاتل في صالح الرئيس السوري بشار الأسد في الوقت الذي يستخدم فيه الثوار السوريون لبنان لتزويد القوات التي تقاتل النظام السوري بالمؤن والأسلحة.

 إدانة دولية
في السياق، أدان مجلس الأمن الدولي بشدة التفجير الذي أودى بحياة رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبناني العميد وسام الحسن وعدد من الأشخاص الجمعة في بيروت، في حين توالت ردود الفعل العربية والغربية المنددة بعملية الاغتيال. وشدد المجلس -في بيان مساء الجمعة- على ضرورة "ملاحقة المسؤولين عن هذه الجريمة ومن أعدوا لها ووفروا لها الدعم المالي أمام القضاء"، مؤكدا عزمه على دعم جهود الحكومة اللبنانية في هذا الصدد. وكرر مجلس الأمن إدانته من دون تحفظ لأي محاولة لزعزعة استقرار لبنان عبر اغتيالات سياسية.

تحقيق معمق
وفي بيان منفصل، أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الجمعة الاعتداء، مطالبا "بتحقيق معمق"، ودعا اللبنانيين إلى "الهدوء وضبط النفس". ومن ناحية أخرى، أبلغ وزير الخارجية الإيرانية علي أكبر صالحي مساء الجمعة نظيره اللبناني عدنان منصور باحتمال زيارته لبنان السبت لساعات قليلة. وقال منصور إن صالحي اتصل به الجمعة "واستنكر العمل الذي جرى في بيروت". كما أدان وزير الخارجية المصري محمد عمرو تفجير بيروت، ودعا إلى النأي بلبنان عن الانجرار إلى دائرة العنف.

التضامن مع لبنان
ومن جهتها، أعربت دولة قطر عن إدانتها واستنكارها للحادث، وعبرت عن تضامنها مع لبنان. وأدانت الإمارات -في بيان لوزير الدولة للشؤون الخارجية- "بشدة التفجير الذي وقع في بيروت وأسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى" يوم الجمعة. ودعت المجتمع الدولي إلى "اتخاذ كل ما يلزم لمساعدة لبنان والوقوف إلى جانبه في كل ما يحتاجه لتعزيز استقراره". وفي العاصمة الأردنية عمان، عبّر وزير الدولة لشؤون الإعلام وزير الثقافة سميح المعايطة عن إدانة الأردن ورفضه لحادث التفجير الذي وقع في بيروت. كما أبرق الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الرئيس اللبناني ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري معزيا بوفاة وسام الحسن.

نظام القتل الإجرامي الأسدي
وفي دمشق، قال وزير الإعلام السوري عمران الزغبي للصحفيين إن سوريا تدين التفجير الذي وصفه بالإرهابي، وكل التفجيرات أينما حدثت لأنه "لا شيء يبررها". وفي المقابل، اتهم المجلس الوطني السوري المعارض "نظام القتل الإجرامي الأسدي" بقتل رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبناني، وجاء في بيان صادر عن المجلس "نعلم علم اليقين بصمات من تحمل هذه الأفعال الإجرامية البشعة، ولصالح من ترتكب، إنه بدون شك نظام القتل الإجرامي الأسدي وأتباعه في لبنان".