الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 08 / مايو 15:02

حان سقوط نتنياهو/ بقلم: هاني العقاد

كل العرب
نُشر: 13/10/12 12:08,  حُتلن: 08:01

هاني العقاد في مقاله:

نتنياهو أدرك أن حكومته وصلت إلى طريق لا يمكنها أن تسير فيه بأمان لوحدها ألا وهو طريق الحرب

الإخفاقات السياسية جعلت نتنياهو يركض واقفا ويعتقد انه يتقدم لأنه يعتمد المركزية المطلقة في إدارة الحكومة 

تنصل نتنياهو من السلام واستحقاقاته ودخوله في سباق خطير للاستيطان فانه ليس وسواسا وإنما تطرفا ممزوجا بالكراهية والحقد لكل وجود فلسطيني ولكل حق فلسطيني 

مهما رصيد الليكود الجماهيري فإنني أعتقد أن هذا الحزب خسر الآن الكثير وسيخسر في المستقبل حتى لو كانت الانتخابات المبكرة مجرد لعبة سياسية من صنع نتنياهو لإزاحة بعض السياسيين

كما هو متوقع لحكومة نتنياهو المتطرفة إنها لن تكمل دورتها ولن تصمد طويلا مع كل حالات التطرف الصهيوني التي تمارسها هذه الحكومة ومع كافة الإخفاقات السياسية التي جعلت نتنياهو يركض واقفا ويعتقد انه يتقدم لأنه يعتمد المركزية المطلقة في إدارة الحكومة ويتحكم في تصرفاته السياسية هذا بخلاف وسواسه الذي يصور له أن الفلسطينيين سيعزلون كيانه خارج خارطة العالم، و يصور له أن العالم العربي والإسلامي يعد الجيوش والأساطيل للهجوم على إسرائيل وعلى خلفية هذا يتصرف نتنياهو ويجعل من نفسه الشخصية الوحيدة التي تعرف الحقيقة بالحكومة ليبقي المهيمن الوحيد على قرار حكومته والمطبخ السياسي الإسرائيلي، أما تنصل نتنياهو من السلام واستحقاقاته ودخوله في سباق خطير للاستيطان فانه ليس وسواسا وإنما تطرفا ممزوجا بالكراهية والحقد لكل وجود فلسطيني ولكل حق فلسطيني يمكن أن يعود لأصحابه يوما من الأيام، وأؤكد هنا أن هذا التنصل مقصود ومدروس بغرض تحقيق دولة يهودية على تراب فلسطين وفي نفس الوقت إعاقة مشروع الدولة الفلسطينية وجعل من ولادتها أمرا مستحيلا.

طريق الحرب
بالرغم من كل هذا أدرك نتنياهو أن حكومته وصلت إلى طريق لا يمكنها أن تسير فيه بأمان لوحدها ألا وهو طريق الحرب سواء كان على جبهة واحدة أو على عدة جبهات وأولها الحرب على السلطة الفلسطينية واستخدام كل ما أتيح لإسرائيل من أساليب لتقويضها وشل تحرك قيادتها لنيل الشرعية الدولية والتهيئة لولادة الدولة الفلسطينية وثانيها الحرب على غزة لتدمير البنية التحتية للتنظيمات الفلسطينية المسلحة هناك ,وثالثها الحرب على حزب الله وإيران وهي الأعقد والأهم لأولويات إسرائيل كما تدعى قيادة إسرائيل العسكرية وكل هذه التحديات تعيق توفير بعض ضروريات الحياة للمجتمع الإسرائيلي وهذا كان واضحا من خلال تململ الشارع والتظاهر في وجه الحكومة الحالية لان نتنياهو قصد لان تتدفق أموال الشعب الإسرائيلي في ميزانية التجهيز للحرب لتبقي إسرائيل حسب اعتقاده الدولة القوية الوحيدة بالمنطقة ويتجاهل هذا الأحمق أن الشعوب مهما عبئت بالعداء للعالم العربي والإسلامي فإنها تكره الحرب لأنها هي التي تدفع الثمن من دمائها وأبنائها وأطفالها ونسائها، ولعل التحديات التي وضع نتنياهو نفسه فيها اكبر من طموح دولة مركزية بالعالم لأنه يطمح أن يبقي اللاعب الوحيد بالمنطقة في معادلة التسلح النوعي وغير التقليدي، ويطمح أن يمتد نفوز الاستيطان الصهيوني ليحسم وضع القدس والسيطرة على كل عوامل سيادة الدولة الفلسطينية الحديثة ويمتد الاستيطان ليمثل أحزمة أمنية استيطانية حول الضفة الغربية وهو طموح الدولة اليهودية على الأرض الفلسطينية ,وفي نفس الوقت يطمح بنجاح حزبه من جديد في الانتخابات القادمة ..!.

انتخابات مبكرة في إسرائيل
قبل أيام أعلن نتنياهو انتخابات مبكرة في إسرائيل يناير القادم ومع هذا الإعلان بدأت كبري الصحف العبرية في إسرائيل برصد استطلاعات الجمهور الإسرائيلي ومحاولة استيضاح الخريطة السياسية الجديدة في إسرائيل والتيقن من أنها خارطة مختلفة تماما أو بعض الشيء عن الخارطة الحالية والتي أوصلت نتنياهو إلى طريق صعب ولعل الأبرز والأهم في الانتخابات الحالية والتي لم يدركها نتنياهو انه أمام تحد حزب سياسي إسرائيلي كبير يضم كبار السياسيين في إسرائيل منهم رئيس الوزراء السابق أيهود أولمرت، ويتضمن الزعيمة السابقة لحزب كاد يما تسيبي ليفني، والرئيس الحالي للحزب شاؤول موفاز، وزعيم حزب ويش حتايد لابيد يائير وهذا تجمع كبير لقيادات إسرائيلية يثق فيها الجمهور الإسرائيلي، وحسب استطلاعات الرأي الأخيرة التي أجريت من قبل مركز سميث الإسرائيلي للأبحاث السياسية اتضح أن نتنياهو سوف يخسر الانتخابات القادمة بفارق أربعة مقاعد لصالح الحزب الجديد وهذا اقرب للحقيقة لان الجمهور الإسرائيلي مل سياسة نتنياهو التي تدعو إلى الحرب على اعتقاد أنها مهددة ويعرف معظم الجمهور المدني بإسرائيل أن بإمكان إسرائيل إنهاء هذا العداء بالطرق السلمية وفي نفس الوقت تقلل من أعدائها إضافة إلى أن أي حرب جديدة لن تكون هذه المرة محسوبة النتائج لصلحها.

إزاحة بعض السياسيين
مهما رصيد الليكود الجماهيري فأنني اعتقد أن هذا الحزب خسر الآن الكثير وسيخسر في المستقبل حتى لو كانت الانتخابات المبكرة مجرد لعبة سياسية من صنع نتنياهو لإزاحة بعض السياسيين من حكومته والحصول على فترة ولاية جديدة ببساطة، اعتقد أن سقوط نتنياهو قد حان لان فرصة نجاح نتنياهو هذه المرة ضئيلة بسبب الورطة التي ادخل نفسه فيها والضائقة الاقتصادية التي ادخل حكومته فيها نتيجة الهرولة نحو الحرب والتلميح بها لحل مشاكل إسرائيل التي بنيت على وسواس أصاب رأسه , واعتقد أن الجمهور الإسرائيلي يعي أن نتنياهو مصاب بهذا الوسواس ويحاول أن ينقل هذا المرض للجمهور الإسرائيلي بأي شكل كان لينتخب نتنياهو على انه المنقذ الوحيد لإسرائيل، لكن الناخب الإسرائيلي ليس بنفس مواصفات شخصية نتنياهو المريضة وستكون له شخصيته المستقلة ليسقط نتنياهو ويجرب آخرين.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة