الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 03 / مايو 18:02

لست مفتية الأزهر... ولكن إلا رسول الله والمس بالديانات/ بقلم: أمل هريش

كل العرب
نُشر: 01/10/12 16:15,  حُتلن: 14:11

أمل هريش في مقالها:

كفانا سذاجة وعبثا بأدياننا فشرع الله واحد وحدود الله واحدة

ما الذي كان يدور في ذهن صاحب الفيلم المعتوه هو وكل من نافسه الحقارة؟

الى أين وصلنا والى أي حدّ سمحنا لأنفسنا بالإساءة والتهجم على الأديان مسلمون كنا أو مسيحيون؟

لماذا لم يخطر لنا التفكير ولو للحظة بالنوايا الخفية التي سعت اليها بعض الدول هي وسياساتها الحاقدة والمتربصة لنا هادفة الى اشغال العالم العربي عامة والإسلامي خاصة لتحقيق مرادها؟

الفيلم أثار العالم بأسره وحقن قلوب وعقول بعض المسلمين ليس فقط بالإستياء العارم والغضب بل وبالرد على هذا الانتاج بطرق تزيد من حدة الواقعة وتدفع البعض الى ارتكاب جرائم لا أعلم كيف يمكن تبريرها

لست ضليعة بأمور الدين وبشعائر الإسلام الى الحد الذي يجعلني مفتية أزهر. لكن هذا لا يحد من غيرتي على إسلامي، بل ومن أن أثور حين أرى حجم التطاول على الأديان السماوية. اعتداء على كنائس، حرق مساجد، تمزيق انجيل، وأخيرا.. إساءة وتعدٍ على حرمة الإسلام وعلى حدود الدين بتجسيد شخصية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

التطاول على الإسلام
في الحقيقة، ورغم الدعوات الشديدة والمستمرة بعدم مشاهدة أي مقطع من ذلك الفيلم المنحط الذي تعددت الأسباب المتداولة حول انتاجه، لم أستطع أن أكف نفسي عن ذلك، علّني أتمكن من التعرف على الحدود التي سمح لكل فرد ساهم بإنتاجه واعداده أن يتخطاها، ومن الخطوط الحمراء التي توقف عندها إن وجدت! لأفاجأ بالمشاهد التي مثلها مجسد شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم الذي لم يقم فقط بتمثيل دوره الأمر الذي يعتبر بحد ذاته تطاولا على الاسلام، بل وبتشويه أخلاق أشرف خلق الله محمد.

التخلي عن الرد الحضاري
انتاج يجمع قذارة منتج يهودي اسرائيلي أمريكي ومجموعة من الأقباط الذين يتبرأ العالم منهم ومن حقارتهم هم من ساهموا في اعداد ذلك الفيلم المسيء لرسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا ما شاع حول الفيلم الذي أشعل كل غيّور على الدين بل ودفعه الى التخلي عن الرد الحضاري. فغضبنا، وثرنا، واعتدينا وقتلنا بعضنا البعض.
الفيلم أثار العالم بأسره وحقن قلوب وعقول بعض المسلمين ليس فقط بالإستياء العارم والغضب، بل وبالرد على هذا الانتاج بطرق تزيد من حدة الواقعة وتدفع البعض الى ارتكاب جرائم لا أعلم كيف يمكن تبريرها. والأقذر من هذا كله مقطع مصور شاهدته مؤخرا يظهر فيه أحدهم مهددا بالإعتداء على الإنجيل ردا على الاساءة للرسول بما يمنعه عليه الصلاة والسلام.

عدوانية وهمجية
لماذا استوقفنا التطاول على أشرف خلق الله محمد دون أن نفكر في أبعاد الفيلم أو في نية منتجيه؟ بل بتنا نفكر بالثأر لمحمد صلى الله عليه وسلم بأساليب نهانا عنها وحثّنا مشددا على عدم ارتكابها.
ما الذي كان يدور في ذهن صاحب الفيلم المعتوه هو وكل من نافسه الحقارة؟ الى أين وصلنا والى أي حدّ سمحنا لأنفسنا بالإساءة والتهجم على الأديان، مسلمون كنا أو مسيحيون؟ هل حقا هناك ما يبرر الإعتداء على الأديان السماوية وعلى رسل الله؟ هل يجوز ردّ الإساءة على أيّ دين بمثلها؟ لماذا لم يخطر لنا التفكير ولو للحظة بالنوايا الخفية التي سعت اليها بعض الدول هي وسياساتها الحاقدة والمتربصة لنا، هادفة الى اشغال العالم العربي عامة والإسلامي خاصة لتحقيق كل ما تريد وترغب؟ فما عليها فعله ليس أكثر من رمي شرارة من بعيد ومن ثم الوقوف جانبا للنظر الينا كيف نسيء الى بعضنا البعض بكل عدوانية وهمجية فتنسينا قضاينا وتجعل شغلنا الشاغل "الاستمتاع بحرق بعضنا".

كفانا سذاجة وعبثا بأدياننا.. فشرع الله واحد وحدود الله واحدة.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة