الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 07 / مايو 22:01

ننمو بفكرنا ونصغر بأخلاقها/ بقلم: مرعي حيادري

كل العرب
نُشر: 26/09/12 12:53,  حُتلن: 08:40

مرعي حيادري في مقاله:

شتان ما بين الواقع والوهم في التضليل الحاصل والمتفوق نفاقا اجتماعيا وتربويا

المهم أن نصل كرسي الرئاسة وبأي ثمن وحتى لو استوردنا مرشحا للرئاسة من خارج التنظيم الحزبي

الخطوات في النمو الفكري وإن دلت على شيء وهو إيجابي تؤشر على عمقنا فكرا وثقافة إنسانية تتخطى بحدودها حواجز بعيدة تعود اولويتها في النمو والتعلم والتعليم

أندهش وأستغرب لتلك التصرفات الصبيانية وعلى ما يبدو أن من يدير طابع الاحزاب اليوم فعلا صبيانا لا مسؤولية عندهم ولا فكر ينمون به ولا تجربة يتمتعون بها؟

طبيعي أن نطور فكرنا وثقافتنا ، تربية سياسية تتلاءم والحدث الآني في صغره وكبره .. وما أجمل صدق أقوالنا لتضاهي بفعلها عبر قنوات التسلسل ألإنساني ضميرا بوخزنا ويؤشر لنا بخطئنا ، حتى لا نتجاوزه مضللين الغير من ابنائنا وأحبابنا وأصدقائنا، ابناء العرق والجذر الواحد وفق المعايير الإنسانية التي تجمع فينا الآدمية البشرية، والله بدونها نفقد كل المصداقية وعلى كافة الأوجه والصعود الحياتية وتحديدا في اللعبة السياسية التي يتسابق إليها أصحاب الشأن الذين لا يهتمون لشأن المجتمع ، لا بل لهدم عماده والأسس التي بنيت عليها ركائزنا الاجتماعية لننمو ونكبر بها وبمفاهيمها الواقعية ، ولكن شتان ما بين الواقع والوهم في التضليل الحاصل والمتفوق نفاقا اجتماعيا وتربويا ، لينتهي بالألاعيب السياسية ورماة الحصى والحجارة في أبار الغير، لا لمصلحة أو أهمية تحفظ ماء الوجه له ولهم وللبلد، لا بل لقياس الخطوات الخبيثة وبأن تحاول كسر الطرف الآخر كرها ومقتا له دون أي اسباب تذكر أو ذي أهمية، وأما لحلم عابر خطر ببالنا ونريد المراد السلبي من ورائه وحتى لو كلف البلد وأهلها الويلات والمصائب ، الذي يحيق بنا ولا يراد به انسانيا ألا ،لمن هم اصحاب الدسائس وموسمهم الاتي هي(لعبة الانتخابات) .. فاحذروهم اخوتي وأخواتي.

النمو الفكري
فتلك الخطوات في النمو الفكري وإن دلت على شيء وهو إيجابي ، تؤشر على عمقنا فكرا وثقافة إنسانية تتخطى بحدودها حواجز بعيدة تعود اولويتها في النمو والتعلم والتعليم ،ففيه نعم يكبر نمونا من خلال زرع مفاهيمنا وقيمها البشرية بين ابنائنا وأجيال المستقبل الواعد ، وخفافيش الليل أصحاب رماة الحجارة ولعبتهم القذرة، فهي لا تتجاوز اللعبة السياسية مراحلها ، لنجدها تصغر بأخلاقها لبشاعة فعلها وتمريرها ومجرد التفكير بها .. !! فهل من اناس يتصدون لمثل هؤلاء ووقفهم عند حدهم ، ولنقل لهم كفانا تملقا ومداهنة ونفاقا اجتماعيا وسياسيا، ننمو ونكبر ونقطع فيه مسافات عبر الزمن، متحدين كل الاشكالات والمعوقات، وصولا لأبعد نقطة توصلنا الى الهدف الأصوب ، لمجرد أنسانيتا وبشريتنا المنغمسة في داخلها وباطنها ، أدميتنا التي توارثتاها في الجينات لننمو ونكبر بها نحو الايجاب حبا بمجتمعنا وما نبني ونصبو أليه نحو مستقبل واعد ، متفائل بحب الناس والحياة وحب آدم وحواء وهل من وقف لمثل هؤلاء المتسلقين على ضمائر الغير والعابثين بأحلام البشر؟

مزيد من الحزن والأسى
أحزابنا العربية على الساحة المحلية حزبيا، انبثقت عن الاحزاب القطرية والبناء المنظم ، ولكن ومع مزيد من الحزن والأسى لم تنفذها ، وفق المعايير المصاغة والمندرجة في دساتيرها ، ووفق معطياتها وتعاليمها، فهيئاتها المنبثقة عنها من لجان سياسية ورقابية واقتصاديه وإعلاميه ، نهجت بخلاف التعليمات ، وأصرت أن تسلك طريق النجاح وإهمال الشخصيات الوطنية وأصحاب المواقف الثابتة ، وللأسف فضلت التحالفات الحزبية المستوردة والتي كانت تهاجمها لدعمها احزاب صهيونية، وتبنت تلك الاحزاب العربية نهجا مغايرا أضحت تسابق في التحالفات المشبوهة وكل ذلك حفاظا على الشخصية المركزية في الحزب والعمل لإنجاحها وإبقائها ، والإهمال الجانبي للأشخاص والهيئات التي أضحت صورية بقراراتها وحبرا على ورق، جف حبرها وجمدت اوامرها وقراراتها ، والمؤسف أن ذلك اخذ حيزا لا بأس به على المستوى المحلي في مجالسنا وبلدياتنا ... والمهم أن نصل كرسي الرئاسة وبأي ثمن وحتى لو استوردنا مرشحا للرئاسة من خارج التنظيم الحزبي! غريب أمركم يا سادة.؟!

اللعبة الحزبية والسياسية
إذا كانت اللعبة الحزبية والسياسية بدأت تأخذ منحنى أخر في التوجهات تلك ؟ إذا ما الفرق بينكم وبين أي فصيل عائلي أو طائفي ؟؟ ولماذا بنينا حزبا متعدد الاقطاب عائليا ؟؟ أليس من أجل ان نرشح ونختار وفق عملية الترشيح والتصويت والطريقة الديمقراطيه والفرز هو الذي يؤكد ذلك ؟؟ فإذا كنا سنسلك أو سننهج خلافا لهذه الطريقة ، وإن كنا سنستورد مرشحا للرئاسة من خارج التنظيم ، إذا لماذا نسمي نفسنا تنظيما حزبيا؟؟ وبماذا نختلف ونتميز عن غيرنا ؟؟ حقيقة أندهش وأستغرب لتلك التصرفات الصبيانية .. وعلى ما يبدو أن من يدير طابع الاحزاب اليوم فعلا صبيانا لا مسؤولية عندهم ولا فكر ينمون به ولا تجربة يتمتعون بها؟! إذا أفحصوا أنفسكم أيها السادة في التنظيمات .. وكفانا تسويق مرشحين وجس النبض (بواحد واثنين وثلاثة وأربعه)، خلافا لكل المقاييس التي تنادي .. ( أين الانسان المناسب في المكان الملائم).؟؟ تمهلوا وعاودوا لفحص ضمائركم التي باتت تفقد الصدق والمصداقية.. والدليل على ذلك الخسارة تلو الخسارة والأتي اقوى خسارة عليكم بكل تلك التصرفات غير المسئوله اطلاقا...

لا ينفع الندم
وحين لا ينفع الندم ، نتوقف وقفة رجال مع ضمائرنا بعد أن نتنفس الصعداء لنجري حساباتنا المصيرية ، فهل نحن فعلا اصحاب مبادئ وأبناء احزاب وتنظيم ولماذا الاتحاد العائلي او الطائفي تغلب علينا وأنتصر في وسط عربي يتمتع في الفكر والحكمة والعلم والثقافة ؟ الم يحن الوقت لنفحص البيت الذي كان دافئا ؟!!.. واليوم اضحت حرارته رديئة لا تقوى على تدفئة الاعضاء فيه.. ولا توصل الحرارة للناس ومصوتيها ومشجعيها .!! الذين تركوها وذهبوا للمرشح ألعائلي ؟؟ افحصوا أنفسكم ايها السادة فستجدون الجواب في داخل بطونكم التي ما زالت بنفس المكان، ولم تحاول أن تنقل نفسها كما ونوعا الى اعلى قمة نمو الفكر والثقافة السياسية وحنكتها لتجعل منكم محترفين وليس بهاوين في المراحل الاولى سياسة ، فأنتم من جعلتم العائلية تنتصر عليكم لانكم لم تحاربوها وفق ما اعلنتم عنه، بل تحالفتم مع اكثر من العائلية وذهبتم لمن هم بأحزاب صهيونية ماضيهم ؟!! ولذلك حاسبوكم مصوتيكم وجماهيركم بألا لاف وقست عليكم بضربة قاضية لسنوات مستقبليه وعلى ما يبدو لن ولم تنضجوا ولم تستعيدوا ثقة الناس بعد من خلال تخبطكم العشوائي؟؟! فحين يتم الاختيار للرجل الوطني المناسب في المكان الملائم .. وعن قناعات مبدئية وتقبل النتائج بكلتا الحالتين ، ونهج النفس الطويل حتى يتحقق حلم نظريتكم التي يجب أن تغرس وتغذى في نفوس الاجيال الحالية والقادمة .. ربما تستعيدوا من نزحوا من صفوفكم ، وحتى يتم ذلك تبقى النتائج حاليا لمصلحة من هم في زمام الحكم الحالي وهذا رأيي وأن كنت على خطأ فيصححوني.
 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة