الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 06 / مايو 13:02

حكاية ثلاثة أصدقاء/ بقلم: ريم عليمي نصار

كل العرب
نُشر: 25/09/12 07:58,  حُتلن: 08:01


صباح الجمال الروحي الفوَّاح بعطر المِسْك ونكهة التُفاح لأحلى أصدقاء .. ثلاثة أصدقاء بالفِعْل أوفياء يتواجدون في زمن يفتقدُ لإنكارِ الذات لكنه يُحركُ سيْره بنبرة الخطوات ليرفع الرايات مُعْلنًا النُصْرة بالإحتواء وإمتلاك المُقتنيات برُتبة ونيْل الشهادات بكل إقتدار وإجتهاد بزينة ونِعَم مكارم الأخلاق
أولُ الأصدقاء حاصل على لقب الدُكتوراه في كوكبة علِم الأحياء ومرتبة الشرف بإمتياز وثاني الأصدقاء مدير مصرف
وصاحب أملاك وعقارات
وثالث الأصدقاء رسَّام محترف يخلقُ بفنِ الإبداع رسومات تكاد تنطقُ من جودة الزركشات. رتَّب الأصدقاء الثلاثة موعدًا للقاء ليتبادلوا الأحاديث المُحبَبة والمُبطنة لتحلو مُعالجة الأسرار الدفينة المُجمدة في قاع نفوسهم البشرَّية المُمَغنطة بالمحافل التي تبدو مقدسة!!!
بدأ الصديق الأول بالحديث يا أحبائي يا لِسُخْرية القدر الغافي أسْتغيثُ بحكمة العلم كأني أُسَترُ خفايا العُمْق العقيم أحِبُ إمرأة أخرى وأعْشَقُها بحُرْقة لدرجة العِبادة فأسْتغْيِبُ الخالق الرب المسيح وأفعلُ ما بدى لي مُحللا لنفسي دون رقيب يُجيب ويسْتجيب لِيَحِلني من ضعفي الكئيب كأنها شوكة عالقة في الجسد أريد إقتلاعها إلا أنني أسْتمتع بوخزة ألمها لأهرب من عالمي العجيب, راجعتُ شريط حياتي وأنا أتواجدُ في بيت الرب, ولبُرهة سمعتُ صوت يُناديني وقال يا إبني أنا أحررك من ضعفك وأفكَ سلاسل قيدَك سلِّم ليَّ مفتاح قلبك لأنقذك من شر خطيتك التي أحبَبْت حتى أدْمَنْت أغسِلك وأطهرك بدمائي التي سالت على عود الصليب لأجلك لأني فضلْتُ عقاب الموت بدلا عنك لأرْفع على منكبيَّ ثِقَل خطيتك وأسْتردك من ضياعك أنا يسوع المسيح الذي أكلمك.
تعجب الأصدقاء المدير والرسَّام وقالا: كيف توصلتَ لهذا الإدراك ومن أين لك صياغة هذه العبارات لتقتني الحكمة التي ليست من هذا الزمان؟؟؟
بالرغم من أن المدير يغوص في جُحر الأعماق مثقلاً كالحديد الصلب المُغطى بالصدىء القابع في البحار من ظُلمة الشرور وشهوة إمتلاك السعادة والسرور إلا أنَّ هذا الصوت القارع بالحب على باب صدره سمعه مرة أخرى من صديق عمره,إنتفض من مجلسه يرتجي العَوْن لربح التقوى لعله يستفيق بخفقات الحب النابضة بقلب الفادي والإنفلات من قبضة المُهلك الشاكي.ضحك الرسَّام وأفْصَحَ بالسِر المكتوم ونطق أنا أعْشقُ فني وأخبئه بين حنايا ضلوعي لأسْمو بالمكان الأول دون مُنازع , وكانت تستغرقني اللوحة أسابيع وشهور لأجسدها بريشة فنان يغزلُ على نول الإبداع ولكن في ذات يوم جاء لصوص وسرقوا مني هذه اللوحة فأخذتُ أنوحُ وأبكي كأن قِطعَة من أحشائي أنتُزعتْ من كياني وسهَوْتُ للحظة ما بالي انا الإنسان الفاني أفتكرُ هكذا؟؟ كم من نفوس تهلك في بقاع هذه الأرض لغياب معرفة الحق!!! الرب خالق السماء والأرض وجابل النفس البشريَّة على صورته ومثاله يقرع في كل لحظة بقرعاته الحُبيَّة على قلب كل أنسان ليُحْيي الشركة الروحيَّة المقدسة أساس وجود البشريَّة لكي لا تفنى بالجحيم والعذاب الأبدي الذي هو مصير كل إنسان يرفض نعمة الخلاص المجاني لأن الرب يسوع ذُبحَ وإشْترانا لله بدمه من كل أمة وقبيلة ولسان وشعب لكي نحيا معه في الحياة الأبديَّة,
ما أعظمك أيُها الرب يسوع عَلِمْتُ أنك أعدْتَ إحياء بذرة الحياة الأبدية التي نسجتها في أحشاء كياني لأعْرِفُكَ أنْتَ الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرْسلته وهذه الشهادة التي أعطانا إياها الآب أن الحياة الأبدية هي إبنه يسوع المسيح.
هذه الشخصيات تُجسد كينونة الأنسان أولا الطبيب يمثل الروح وثانيا المدير يمثل النفس وثالثا الرسام يمثل الجسد لتتحد وتشكل سِرْ الطبيعة البشريَّة التي تنفتح أذهانها وبصيرتها لرؤية الحق الإلهي.

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة