الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 07 / مايو 12:02

بلدياتنا ومدننا وقرانا ومدارسنا/ بقلم: مرعي حيادري

كل العرب
نُشر: 19/09/12 08:21,  حُتلن: 08:28

مرعي حيادري في مقاله:

ما اكبر الامثلة على موظفي بلدياتنا غير المنسجمين في اعمالهم ولا يعرفون ماذا يعملون وما هي مهام وظائفهم

لو تعمقنا بقضية تعيين العمال في البلديات لوجدنا انها تقتصر في غالبيتها على تعيينات سياسية حزبية وعائلية وطائفية في القليل منها

كلي امل أن تنهض مدننا وقرانا ببلدياتها من خلال مجسمها الهرمي وترتيب الاوراق مع كل المؤسسات التابعة لها على امل أن نتجه نحو الافضل

تمضي الايام ولا نعلم مخابئها الحقيقية، وتندثر ساعات من الوهم في مخيلات البعض منا، تاركة الألم الذي نفتش عن طرق لنطرده ونبدله بشهور من الأمـل، ومع طول الساعات وقصر الايـام واندثار الأشهر تلو الاشهر تاركة وراءها الاضمحلال بكل نواحيه ومفارقاته الغريبة، فنختار في التفكير على ما يدور في عالمنا الكبير والواسع والضيف بأساليب تنفيذه على أرض الواقع والحقيقة المؤلمة التي تئن وتبكي من حزها على متواليات كما الارض التي لا تنبت إلا كنوز الأغنياء وتبتعد عن احلام الفقراء فمنا من يرى وهم العمل الآني الذي لا ندركه مهما طال الزمن وتعددت الساعات وأيام معا فنفقد مصداقيتنا الانسانية من خلال دعواتنا البشرية التي لا تنمو أو تكبر في أماكنها الصحيحة والملائمة، كما لو تمنينا أن يكون الرجل المناسب في المكان المناسب ولكن دوما تلك المقولة معادلتها خاطئة في التركيبة في اغلب الأحيان، وتصل نسبتها على كافة القطاعات الحياتية متجاوزة الـ70% من عدم تبوئنا الامكان المناسبة لنا في العمل الوظائفي واليومي الحياتي، مما يفقدنا الرغبة والنمو في الانتاج والعطاء لصالح الشرائح الاجتماعية .

المعايير الموضوعة
في اغلب مؤسساتنا الاجتماعية والحياتية، تعليميا ووظائفيا نتوخى القدر الكبير والوصول الى الحد الأقصى تماشيا مع المعايير الموضوعة اسسا ودستورا وقانونا، من أجل قبول الموظف المعلم، وأي من القطاعات المنتجة على كافة الصعود الحياتية، كي نصل لدرجات النمو والإنتاج الاكبر في العطاء، لمواطنينا إن كانوا في السلطات المحلية عامة والمدارس الحكومية ايضا والمدارس الأهلية خاصة، عدا المؤسسات الليلية مسارا من اجل در المال عليها ربحا لتمرير تلك الدورات او الدروس مقابل أن تنتعش اقتصاديا، ولكن دون نتائج مرضية لتلك القطاعات الأهلية، مما يؤثر على عدم الوصول للكفاءات المطلوبة في اليسير قدما نحو المجد والأعالي وطبيعي أن نلمس هذا الوضع ليس في سلطاتنا المحلية العربية تحديدا فحسب، بل في مدارسنا العربية ومن المسؤولين عنها من قبل المديرين والمعلمين المعينين من السلطات الحكومية.. وتحديدا وزارة المعارف التي دفع بالمعلم الى سوق البطالة.

تعيين العمال
نعم فلو تعمقنا بقضية تعيين العمال في البلديات لوجدنا انها تقتصر في غالبيتها، على تعيينات سياسية حزبية وعائلية وطائفية في القليل منها، فهي تركيبة تشمل من رأسها الى اسفلها تفاوت في المعايير، وخروقات في التعيينات والأسس والدساتير المترتبة عليها أو تقتصر على ما يترتب في التعيين والقبول، فأغلبها تجاوزات لا تحتمل ويعلم بها القاصي والداني من المدير المسؤول وغير القادر على تحريك قيد أنملة برغم معرفتي العميقة بقدرة المعلم الناجح والمعطاء ومن خلال تجربته على ارض ألواقع مع انه لا يكتب كل ما يعرفه عن هذا المعلم رأفة بقربه وصداقته له، ويقول انا لست المسؤول فهناك المفتش والوزارة.. وبالطبع من يأكل الملف والإنتاج وحصد الثمار غير المتوقعة الطالب والأهل معا...

الإختيار الملائم
أما البلديات من قرانا ومدننا ومجالسها المتنوعة في انتخاب الرئيس مباشرة وديمقراطيا، ليكون العون في فحص تلك المتناقضات من التعيينات وتكليف لجان مختصة تتابع الأمور لفحص المعايير لتعيين أي موظف وحتى لو كان في اعلان مناقصة عامة او داخليه فلا بد من أن يكون الاختيار ملائما للمنصب ووفق الشهادات المطلوبة نعم فقسم منهم يعملون وفق هذه المعايير ولكنهم لا ينجحون في جلب الموظف الناجح للمكان الملائم ولو تم فحص وجر كل اقسم البلديات العربية اليوم ورجوعا منذ سنوات خلت، وعملوا على تنفيذ خطة التبديل كل اربع او خمس سنوات من مكان لآخر كما هو في مؤسسات أخرى حكومية وبلدية لانتعشت الاقسام وكبر الانتاج والرغبة في العمل والعطاء وهل من يهتم بذلك.. وما اكبر الامثلة على موظفي بلدياتنا غير المنسجمين في اعمالهم ولا يعرفون ماذا يعملون وما هي مهام وظائفهم، وكثر من هؤلاء يعدون ويحسبون على البلديات والأجر المدفوع ولكن دون نتائج حقيقية ملموسة.

الارباح وزيادة الانتاج
فلو استطاعت البلدية التخلص من المحاسب المرافق ووضع خطة خماسية لإنعاش القرية أو المدينة فهنالك العديد من المشاريع الاقتصادية والربحية والتي باستطاعتها أن تزدهر من خلالها ويزدهر مواطنيها، فبفتح مصانع عملية للاستثمار تابعة للبلدية أو عن طرق مستثمرين محليين او غير محليين، يفتح مجال العمل للعديد من القطاعات العمالية، ويكون الفرز في التوظيف وحتى لعمال بلدية يتسكعون دون عمل في النقل الى تلك الأماكن التي تغطي عجز البلدية لما يدفع لأولئك دون انتاج فعلي، ناهيك عن الارباح وزيادة الانتاج في الرفاهة للفرد الواحد من خلال توفير اماكن عمل، والنهوض بمستوى عال للفرد الذي في حينه سيلاقي الدفع مقابل الارنونا والعديد من الرسوم المفروضة عليه، وبالطبع بناء الاماكن والنوادي الثقافية وفتح دورات فيها من خلال التسجيل سيحيي وسيشغل الشباب للإنضمام لدورات يستفيدون منها وبالطبع لجلب مدربين مؤهلين لها، كل هذا وذاك يعمل على تغيير وجه البلدية التي تنظر نحو الاجدى والافضل،، ولكن هيهات هيهات...
إن مدارسنا العربية التابعة منهاجا وتعيينا لوزارة المعارف، تبقى المسؤولة عنها في البلدان العربية مدن وقرى تحب سلطة البلديات في توظيف السكرتيريا وعمال الصيانة والتنظيف والمكتبات وعمال المختبر وغيرها، من اجل الحفاظ على مبانيها ومعداتها من خلال موظفيها المسؤولين فيها، وهي التي تحول الميزانيات الشهرية لسد حاجاتها الشهرية من اوراق وتكرير وأقلام حبر وألواح وصيانة وغيرها.

نتائج غير مرضية
وعليه فالنتائج في مدارسنا غير مرضية برغم تحويل القليل من المصاريف الشهرية، لأنها لا تكفيها في سد حاجياتها، ولكننا في بعض الأحيان نتدبر لما هو الافضل حاجة ملحة وضرورية، فكثير من الأهالي يحتجون على وضع البنايات والصفوف وابواب المداخل والمراحيض والجدران والنظافة وغيرها، ولكن لا ننسى أن قضية التخريب الشائعة في المدارس هي شائعة تربوية لا يهتم لها الأهل وإن وجد تقصير ما على المستوى التعليمي فهو من مصلحة لجان الآباء التي تنتخب ولا تنتخب وبنفس النمط الذي ذكرته سابقا. الاختيار خطأ .. ويعتقدون انها زعامة ومختره من اجل أن يتقلدوا على حسابها منصبا مع المستقبل... ما في أي خطأ ولكن اشتغلوا بصدق ومهنية وأن تقوموا بواجبكم كما هو في القانون والدستور مع المدرسة والأهل والطلاب وسترون أن الامر سيتغير نحو الافضل والأحسن.

الخروقات في المؤسسات والبلديات والمجالس العربية فاضح والتجاوز يتعدى المعقول ولذلك نجد أن سلطاتنا المحلية العربية عامة والقسم الاكبر منها، معين محاسب مرافق ... وهذا يقول إن الخطأ ما زال قائما؟!! وعليه لا بد من التفكير في إنتهاء خدمة المحاسب المرافق والإستقلالية في العطاء والقرار وبالطبع هذا ينطبق على كافة المرافق الأخرى ومنها مدارسنا العربية التي تبدو تتآكل رويدا رويدا دون علم الأهالي والتدخل المباشر من لجان الأهالي وعن كثب، وعدم التجاهل الموجود حاليا.
كلي امل أن تنهض مدننا وقرانا ببلدياتها من خلال مجسمها الهرمي وترتيب الاوراق مع كل المؤسسات التابعة لها على امل أن نتجه نحو الافضل والأجدى لكم جميعا يا اهل الوطن والمجتمع وإن كنت على خطأ فصححوني.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net
 

مقالات متعلقة