الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 06 / مايو 11:01

حسن السعد: مثال للنجاح وتعبير عن مصير السواد الأعظم للشباب الفلسطيني

إبراهيم أبو عطا
نُشر: 18/09/12 11:04,  حُتلن: 14:06

أبرز ما جاء في رسالة نبيل السعد:

كان حسن اول طالب عربي من أم الفحم يقبل ويدرس في الجامعة العبرية بعد عام 1948 وبالفعل فقد أنجز تعليمه في السنة الاولى والثانية في جامعة القدس

ولد حس فايز السعد في عام 1937 وهو بكر أمه وأبيه فايز حسن السعد الذي كان من الشخصيات القيادية في أم الفحم واللجون وعلى الصعيد الوطني الفلسطيني

دخل حسن الصغير المدرسة الابتدائية في أم الفحم وبعدها انتقل الى التعليم الثانوي في كلية تراسانطة في الناصرة حيث أنهى دراسته الثانوية فيها بامتياز عام 1955

كان حسن شابا حسن الخلق والمعاملة مع الناس وكان هادئا ورصينا مع حبه للمزاح والتندر الخفيف واللطيف كما كان مرحا بالرغم من أن مسحة من الحزن والرصانة ما كانت تفارق محياه

بعث نبيل السعد، ابن عم المرحوم الحاج حسن فايز السعد والذي توفي في السادس من ايلول الجاري في مدينة برمنغهام في ولاية ألاباما في الولايات المتحدة الامريكية عن عمر يناهز الخامسة والسبعون اثر نوبة قلبية، رسالة الى موقع العرب وصحيفة كل العرب تعرض سيرة المرحوم الذي يعتبر مثالا مميزا للعطاء والجد والاجتهاد والنجاح ايضا.

وجاء في رسالة نبيل السعد ما يلي: "إذا اردنا أن نوجز سيرة حسن فايز السعد فإنها تمثل وتعبر عن سيرة ومصير السواد الأعظم من جيل الشباب الفلسطيني الذي نشأ وترعرع بعد النكبة عام 1948 في الداخل ضمن حدود اسرائيل، وهو الجيل الأول الذي لم يستسلم لليأس والإحباط الذي أصاب وانتاب جيل الاباء اثر أحداث ونتائج النكبة الكارثية، بل صمم على تخطي الصعاب والمضي قدما، وهو يعض على شفتيه نابذا الجهل والاستسلام لليأس ومتمسكا بالعلم وبعدالة قضية شعبه".

نقمة السلطات الاستعمارية
وأضاف السعد: "ولد حس فايز السعد في عام 1937، وهو بكر أمه وأبيه فايز حسن السعد الذي كان من الشخصيات القيادية في أم الفحم واللجون وعلى الصعيد الوطني الفلسطيني. توفي والد حسن وهو في السابعة من عمره اثر مرض عضال عام 1944، وقد قامت زوجته السيدة عربية برعاية حسن واخيه فاروق الغضين. وكانت العائلة تسكن حيفا بعيدا عن أم الفحم بسبب نقمة السلطات الاستعمارية البريطانية على المرحوم فايز السعد، لكن بعد سقوط مدينة حيفا وتهجير معظم اهلها في عام 1948 عادت العائلة مع عائلة العم فواز السعد الذي عمل نائبا للمفتي الحاج امين الحسيني خلال حرب 1948 الى أم الفحم لتستقر فيها".

مغامرة شاقة ومكلفة
وأكمل نبيل السعد قائلا: "دخل حسن الصغير المدرسة الابتدائية في أم الفحم وبعدها انتقل الى التعليم الثانوي في كلية تراسانطة في الناصرة حيث أنهى دراسته الثانوية فيها بامتياز عام 1955. وفي العام التالي انتسب الى الدراسة في كلية الطب في الجامعة العبرية في القدس. وقد كان التعليم والدراسة في تلك الايام في المدارس أو الجامعات بمثابة ترف بالغ ومغامرة شاقة ومكلفة للغاية. ولم يكن يقدم على مثل تلك المغامرة إلا قلة قليلة من الشباب الطامحين اللذين صمموا أن لا يستسلموا لليأس والاحباط وأن يتسلحوا بسلاح العلم البتار ولا يأبهون بالمشاق والمصاعب ولا بالسفر المضني بسيارات الشحن القديمة التي كثيرا ما كانت تتعطل خلال سفرها من القرى الى المدينة، وكان الطلاب يقومون بدفع تلك المركبات المهترئة. ولم ييأسوا من الدراسة على ضوء الشمعدان أو القنديل لا بل السراج المملوء بالكيروسين لعدم توفر التيار الكهربائي انذاك لا في أم الفحم ولا في سائر القرى العربية، كذلك كان الخروج والتنقل من أم الفحم وسائر القرى العربية يمنع منعا باتا الا بتصريح خطي من الحاكم العسكري الاسرائيلي".

الجندول
وأمضى نبيل السعد يرصد في رسالته قائلا: "كان حسن شابا حسن الخلق والمعاملة مع الناس، وكان هادئا ورصينا مع حبه للمزاح والتندر الخفيف واللطيف، كما كان مرحا بالرغم من أن مسحة من الحزن والرصانة ما كانت تفارق محياه حتى اخر يوم في حياته. كان مستقيما أشد الاستقامة لا يعرف الكذب – لا اسوده ولا ابيضه! كان على الدوام لا ينفك يدندن بصوت خافت ألحان ومعزوفات الموسيقار محمد عبدالوهاب، إذ كان مولعا بفنه واغانيه ومنها قصيدة "الجندول". لقد كان حسن منذ صغره انيقا في لباسه وفي مشيته، وكان لا يرتدي الا القمصان الناصعة البياض ذات القبة المخضبة بالنشاء ومكوية بمكواة الفحم".

إنجازات ونجاح
وأردف السعد: "يعود نجاح حسن وانجازاته الحياتية الى الوراء الى الايام التي أنهى فيها دراسته الثانوية في كلية تراسانطة الناصرة التي كانت في الخمسينات والستينات من القرن الماضي صرحا علميا هاما له ثقله الذي لاينكر. وقد كانت الكلية تتقدم على كافة المدارس والكليات على الإطلاق إذ لم تكن تضاهيها مؤسسة علمية اخرى في البلاد وكان التعليم فيها باللغة الانكليزية، وكانت الشهادة النهائية فيها شهادة "الماتريكوليشين" البريطانية وهي الشهادة الثانوية التي كانت تمنح للناجحين من خريجي المدارس الثانوية في انجلترا وفي فلسطين في عهد الانتداب البريطاني، وقد تخرج من الكلية المئات من المثقفين العرب الفلسطينيين على مدى عشرات السنين، وكان من مشاهير مدرسيها العظام كل من الاساتذة طيبي الذكر: الاب عبدالله قهوجي (لغة عربية)، الاستاذ حبيب قهوجي (لغة وادب عربي)، الاستاذ نور شماس (لغة عربية)، الاستاذ صبحي جاكي (كيمياء ورياضيات)، الاستاذ حبيب نحاس (لغة وادب انجليزي)، والاستاذ يوسف الزهر (رياضيات)، والاستاذ خليل موراني (لغة عبرية)، والاستاذ رفلة رفلة (فيزياء). هؤلاء المشاهير صنعوا جيلا من المتعلمين والمثقفين العرب ممن يعيشون معنا والعديد منهم من قيادات مجتمعنا العربي في الداخل".

تعدد المواهب وتضخم القدرات
وتابع السعد: "من مشاهير الطلاب اللذين تخرجوا من كلية تراسانطة من زملاء المرحوم كان كل من: سميح القاسم، زياد ديب، نصرات ايراني، احمد الريناوي، الياس معمر، سمير معمر، رشيد سليم، فرج نور سلمان، باسم توما، صبري جريس، أنيس كردوش، احمد ذياب وغيرهم من خيرة الشباب العرب اللذين لو اتيحت لهم الفرص وفتحت لهم الابواب للامست اصابعهم السحاب من فرط علو همتهم وتعدد مواهبهم وضخامة قدراتهم، ولأنجزوا اضعاف اضعاف ما انجزوه في الظروف القاسية والعصيبة، وفي ظل التفرقة القومية التي لازمت حياتهم منذ عام 1948 وما فتئت تجثم على اكتاف الاجيال المتعاقبة من الشباب العربي في هذه البلاد. بعد تخرجه من كلية تراسانطة -الناصرة كان حسن يتطلع صوب دراسة الطب البشري، وبالفعل فقد انتسب الى الدراسة في الجامعة العبرية في القدس حيث اجتاز بنجاح امتحانات القبول الشاقة وتخطى جميع العقبات التي كانت الجامعة تضعها امام المتقدمين من الطلاب العرب، إذ كانت لا تقبل غير اثنين من الطلاب العرب سنويا لكلية الطب وكليات اخرى".

أول طالب عربي بالجامعة العبرية
وأكمل نبيل السعد يقول: "كان حسن اول طالب عربي من أم الفحم يقبل ويدرس في الجامعة العبرية بعد عام 1948، وبالفعل فقد أنجز تعليمه في السنة الاولى والثانية في جامعة القدس، وحينذاك سنحت له فرصة متابعة دراسته الجامعية في الولايات المتحدة الامريكية ولم يدع الفرصة تفوته وغادر الدراسة في الجامعة العبرية لينتسب الى مقاعد الدراسة في جامعة انديانا التكنولوجية في "فورت واين" في ولاية انديانا الاميركية، وقد اكمل دراسته الجامعية فيها في موضوع هندسة الكيمياء العضوية. بعد تخرجه عمل حسن في عدة شركات متخصصة منها شركة "ليتوين" في مدينة ويتشيتا في ولاية كانزاس وذلك كمهندس تنفيذي بمركز عال في مجال الهندسة الكيميائية، كما عمل في شركة "رست" في مدينة برمنغهام في ولاية الاباما، كذلك في شركة "بارسونز" في مدينة لوس انجلوس في كاليفورنيا، كما عمل في شركة "فلور دانييل" في غرينفيل في ولاية جنوب كارولاينا، وفي شركة "uop" في ولاية الينوي. وقد عمل في مطلع التسعينات من القرن الماضي مديرا لمشاريع تنفيذية في المملكة العربية السعودية بصفته خبيرا في الصناعات النفطية، كما عمل في امارة ابو ظبي وكذلك في مدينة يوكوهاما في اليابان".

حسن السيرة
واختتم نبيل السعد رسالته: "امضى حسن فترة في تدريس ومتابعة وتدريب طلاب جامعيين خلال عمله كأستاذ جامعي في "لاوسون ستيت كوليج" وعمل قبل تقاعده في "ايكين" في ولاية كارولينا الجنوبية وذلك في شركة "ستون اند وبستر"، وفي عام2002 تقاعد المرحوم ببلوغه سن الخامسة والستون. الحاج حسن السعد كان متزوجا من ابنة عمه رباب فواز السعد التي انجبت له ولدان، فايز وعماد وابنة وهي سوسن، وثلاثة احفاد هم ليث وديما وجود. لقد كان الحاج حسن معروفا ومحترما من قبل المجتمع الذي عاش فيه ومحبوبا من قبل كل من عرفه وعاشره. تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وألهم زوجته وعائلته الصغيرة والكبيرة الصبر والسلوان وادخله فسيح جناته، ولتبقى ذكرى الفقيد عطرة ابد الدهر".

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.75
USD
4.04
EUR
4.71
GBP
240262.35
BTC
0.52
CNY