وزير الدفاع الأمريكي ليئون بانيتا :

قادة دول مثل الولايات المتحدة أو إسرائيل أو أي دولة أخرى لا توجد لديهم خطوط حمراء صغيرة يتخذون القرارات بموجبها

صحيفة "هآرتس":

الهجوم الأمريكي لن يمنع طهران من مواصلة مساعيها الحثيثة من أجل الحصول على القنبلة النووية

الضربة العسكرية سترفع المعنويات الإيرانية وتزيدها إصرارا على إنتاج القنبلة النووية وذلك بهدف منع أمريكا من قصف إيران مرة ثانية والتعويض عن الإساءة التي تعرضت لها

من المتوقع أن يقول نتنياهو بأن عدم تحديد خطوط حمراء هو الذي يزيد من احتمالات الحرب لأن إيران تشعر بأنها قادرة على مواصلة التقدم نحو السلاح النووي دون تشويش أو معارضة

هجوم واسع النطاق من قبل الجيش الأمريكي على الجمهورية الإسلامية لتدمير برنامجها النووي سيؤدي إلى القضاء تقريبا على المفاعلات النووية الإيرانية الأمر الذي سيؤدي إلى إضعاف قوتها العسكرية

نتنياهو حاول من خلال المقابلات التلفزيونية إقناع الجمهور الأمريكي بأن تحديد خطوط حمراء سيخفف من حماس إيران للمضي قدما في مشروعها النووي وبالمقابل يقلل من احتمالات مواجهة عسكرية واسعة النطاق

قالت صحيفة "هآرتس" إن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو أطلق نهاية الأسبوع حملة إعلامية تهدف إلى استمالة الرأي العام الأمريكي في الملف الإيراني، لصالح سياسة تحديد خطوط حمراء لإيران، التي يتبعها نتنياهو في الأسبوع الأخير، في مواجهة موقف إدارة باراك أوباما المعارض لمحاولات إسرائيل فرض موقفها على الولايات المتحدة، بوضع خطوط حمراء مقابل امتناع إسرائيل عن شن هجوم عسكري ضد إيران.

وتابعت الصحيفة قائلةً، إن نتنياهو أجرى مقابلة مطولة مع كل من شبكات التلفزة الأمريكية"NCN "و"NBG"، لافتةً إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي حاول من خلال المقابلات التلفزيونية إقناع الجمهور الأمريكي بأن تحديد خطوط حمراء سيخفف من حماس إيران للمضي قدما في مشروعها النووي، وبالمقابل يقلل من احتمالات مواجهة عسكرية واسعة النطاق. ومن المتوقع بحسب الصحيفة أن يحاول نتنياهو تذكير الجمهور الأمريكي بالمظاهرات الصاخبة ضد السفارات الأمريكية في أنحاء العالم العربي والإسلامي، وتوظيف هذه المظاهرات للقول ماذا سيحدث لو امتلكت هذه الجهات سلاحا نوويا، على حد قوله.

احتمالات الحرب
كما قالت الصحيفة إنه من المتوقع أيضا أن يقول نتنياهو بأن عدم تحديد خطوط حمراء هو الذي يزيد من احتمالات الحرب، لأن إيران تشعر بأنها قادرة على مواصلة التقدم نحو السلاح النووي، من دون أي تشويش أو معارضة. وأنه سيؤكد أيضا أن وضع خطوط حمراء سيقلل من احتمالات اندلاع مواجهة عسكرية ولن يزيد من فرص هذا الاحتمال، مشيرا إلى أنه إذا تم تحديد خطوط حمراء واضحة أمام إيران فإن هذا الأمر سيجعلها تدرك أن إعداد وبناء قنابل نووية هو خط لا يمكنها اجتيازه، وبالتالي فإن ذلك سيؤدي إلى تقليل أسباب الضرورة والحاجة للجوء إلى الخيار العسكري، على حد قوله. ونقلت الصحيفة عن جهات مقربة من نتنياهو قولها إن رئيس الوزراء الإسرائيلي مقتنع بأن الخطاب بشأن تحديد خط أحمر سيؤدي في نهاية المطاف إلى تحديد ووضع قيود مشددة أكثر على إيران ويضع أمامها صعوبات في الطريق إلى الأسلحة النووية، على حد وصفه. في السياق ذاته، قالت الصحيفة إن وزير الدفاع الأمريكي ليئون بانيتا تطرق، نهاية الأسبوع الماضي، إلى موضوع الخطوط الحمراء، في مقابلة مع صحيفة "فورين بوليسي" حيث قال: إن قادة دول مثل الولايات المتحدة أو إسرائيل أو أي دولة أخرى لا توجد لديهم خطوط حمراء صغيرة يتخذون القرارات بموجبها.

تضعضع نظام الحكم
ما يتوفر عند هؤلاء القادة هو حقائق تعرض أمامهم بشأن ما تقوم به كل دولة، وعندها يدرسون هذه الحقائق ويقررون العملية التي سيتخذونها للتعامل مع الوضع، الحدود الحمراء هي عبارة عن أدوات سياسية يلجأون إليها لحشر أشخاص في الزاوية، على حد تعبيره.
على صلة بما سلف، ذكرت الصحيفة إن هجوما أمريكيا على الجمهورية الإسلامية الإيرانية سيؤدي إلى تضعضع النظام الحاكم ويمس مسا سافرا بقدرتها على الرد على الهجوم الأمريكي، ولكن الضربة الأمريكية لن تمنع إيران من الرد على العملية العسكرية الأمريكية بصورة مباشرة أو بواسطة وكلاء، مثل "حزب الله"، الأمر الذي سيؤدي إلى اشتعال حرب إقليمية في منطقة الشرق الأوسط. ولفتت الصحيفة إلى أن هذه المعلومات يتضمنها تقرير المخاطر والاحتمالات للهجوم العسكري الأمريكي على إيران، الذي تم إعداده وتحضيره من قبل موظفين رفيعي المستوى في الإدارة الأمريكية، وخبراء في مجال الأمن القومي وجنرالات سابقين في الجيش الأمريكي.

كسر إرادة الإيرانيين
وجاء أيضا في التقرير أن هجوما واسع النطاق من قبل الجيش الأمريكي على الجمهورية الإسلامية لتدمير برنامجها النووي سيؤدي إلى القضاء تقريبا على المفاعلات النووية الإيرانية، الأمر الذي سيؤدي إلى إضعاف قوتها العسكرية، ولكن التقرير أضاف بأن الهجوم الأمريكي لن يمنع طهران من مواصلة مساعيها الحثيثة من أجل الحصول على القنبلة النووية، وبحسب فرانك ميرني، وهو ضابط رفيع المستوى والنائب السابق للمركز الوطني الأمريكي لمحاربة ما يُسمى بالإرهاب، الذي تبنى نتائج التقرير المذكور، فإن القوة العسكرية الأمريكية غير قادرة، لا بل عاجزة عن كسر إرادة الإيرانيين في المضي قدما في مشروعهم النووي، على حد تعبيره. وزاد التقرير الأمني الذي تم إعداده في واشنطن قائلاً إن الهجوم العسكري الأمريكي على إيران، الذي يشمل ضربات جوية، وعمليات سرية من القوات المختارة الأمريكية ومهاجمة الحواسيب الإيرانية ضمن حرب (السايبر) ستؤدي إلى تأجيل البرنامج النووي الإيراني لمدة أربع سنوات، وعدم قدرة إيران في هذه الفترة على تطوير برنامجها النووي، علاوة على ذلك، جاء في التقرير، كما أفادت "هآرتس"، ستؤدي الضربة العسكرية إلى المس بقدرة السلطة الإيرانية المركزية بالسيطرة على مجريات الأمور في الدولة وأن تؤجج الخلافات الداخلية، ولكن أحد أعضاء الفريق الذي شارك في إعداد التقرير قال إننا لا نؤمن بأن الضربة ستؤدي إلى تغيير نظام الحكم في طهران، أو إلى استسلامه أو إلى انهياره، على حد تعبيره.

تغيير نظام الحكم
بالإضافة إلى ذلك، جاء في التقرير أن الضربة العسكرية سترفع المعنويات الإيرانية وتزيدها إصرارا على إنتاج القنبلة النووية، وذلك بهدف منع أمريكا من قصف إيران مرة ثانية والتعويض عن الإساءة التي تعرضت لها، على حد قول التقرير. وجاء أيضا في التقرير أن القضاء نهائيا على البرنامج النووي الإيراني يُلزم الولايات المتحدة الأمريكية بإدخال قوات برية إلى المعركة واحتلال الجمهورية الإسلامية أو جزءاً منها، وذلك بهدف تغيير نظام الحكم الذي يتسلط عليه المتشددين الإسلاميين، ولكن مع ذلك، شدد التقرير على أنه إذا تم الأخذ بالحسبان المساحة الواسعة للجمهورية الإيرانية، وعدد سكانها الكبير جدا، وأيضا الشعور بالوطنية المتأصلة لدى السواد الأعظم من المواطنين الإيرانيين، فإن التقرير يُرجح بأن تكلفة الحرب على إيران، من الناحية الاقتصادية ومن ناحية الموارد التي ستستثمر في الحرب والقوات التي ستُشارك في العملية، ستكون أكثر بكثير من تكلفة الحرب التي خصصتها الولايات المتحدة خلال السنوات العشر الأخيرة في حربها على كلٍ من أفغانستان والعراق معا، على حد قول معدي التقرير.