الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 30 / أبريل 22:02

حقيقة الفيلم المسيء / بقلم: الصحفي جمال أمارة

كل العرب
نُشر: 16/09/12 18:55,  حُتلن: 21:41

جمال أمارة في مقاله:

فضلت أجيالنا دراسة سيرة هيفاء وهبي وأخواتها على سيرة نبي الرحمة والسلام

ماذا لو صنع أحدنا فيلما بالخفاء لملايين المسلمين وخاصة العرب يوثق أفعالهم الشنيعة

ما زالت آلة القتل تدك برحاها المدنيين العزل في المدن السورية يسوقها النظام الاسدي برا وجوا

كم عدد القضايا التي يجب أن يقضي من أجلها آلاف المحتجين يوميا للمطالبة بوقف شلال دم الشعب

لماذا اقمنا الدنيا على فيلم انتجه جاهلون بالاسلام ونبيه ونتجاهل من ولدوا مسلمين وكثير من سمي محمد؟!

ما زالت آلة القتل تدك برحاها المدنيين العزل في المدن السورية يسوقها النظام الاسدي برا وجوا امام أنظار العام أجمع، تسفك الدماء وتهتك الاعراض وتجز رقاب ألآمنين كالخراف وتهدم المساجد على المصلين وتباع حرائر الشام في سوق نخاسة الدول المستقبلة للمهجرين من مدنهم وقراهم بفعل فضائع مجاز جيش الاحتلال النظامي. العالم أجمع بدياناته المختلفة، الاسلامية والمسيحية والبوذية واليهودية والهندوسية وحتى الملحدة بمستوى أفراد وجماعات غالبيتهم يشاركون بسيناريو وفيلم مسيء ضخم أكبر بكثير من فيلم الاساءة لرسولنا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام، هذا الفيلم الكوني الذي يشترك به أكبر عدد من الممثلين الابطال ومليارات من الكومبارس تبث أجزائه بشكل يومي حتى أصبحت مشاهده عادية لدرجة الملل! لا جديد يذكر وفصوله باتت طويلة وغير مشوقة مقارنة بالمسلسل التركي وادي الذئاب الذي انتظرنا جزءه السابع بفارغ الصبر.

شق الانفس
كلنا شاهدنا الانتفاضة الكبرى تنديدا بفيلم قصير مثل به شاذون ومثليون حاقدون لن يغيروا من حقيقة عظمة النبي الاكرم محمد عليه افضل الصلوات، احرقت السفارات الامريكية وقتل عدد لا بأس به من المحتجين في الدول العربية واحرجت أمريكا ودول الربيع العربي التي استطاعت بشق الانفس حماية السفارات وفرض النظام من جديد. أنا لا اعارض الاحتجاجات بشكلها السلمي والمنظم لايصال رسالة ما، فهذا حق شرعي للشعوب والافراد ولكن، كم عدد القضايا التي يجب أن يقضي من أجلها آلاف المحتجين يوميا للمطالبة بوقف شلال دم الشعب السوري، العراقي، الفلسطيني، الاهوازي، الافغاني، والباكستاني؟. لماذا أصبح التنديد بفيلم لا يحمل أي جديد من غيرة أشخاص لا يمثلون سوى أنفسهم، فهؤلاء هم من قاموا بصناعة فيلم اباحي يظهر السيدة مريم العذراء عليها السلام بصفة الزانية والعياذ بالله مع عشيقها يوسف النجار.

الواقع المرير
ما أدخلني بحالة من الاستغراب هو اجماع الشيوخ والعلمانيون ومؤيدوا بشار وباغضيه والاخوان المسلمين وراقصات الكبارهيات وفناني وفنانات الخلاعة على نفس الموقف بالدفاع عن رسولنا الحبيب لدرجة أنني شعرت أن الاسلام بألف خير، ولكن ما أن مشيت يومين بالشارع وسمعت شتم الرسول ذات الله عز وجل من أفواه مسلمين تشاجروا على اتفه الامور عشت الواقع المرير مجددا وخلصت الى أننا من أوعز لمنتجي الفيلم المسيء بالتمادي والتطاول على ديننا ورسولنا، فحالنا ينطبق عليه هذه الابيات الشعرية :

نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا

ونهجو ذا الزمان بغير ذنب ولو نطق الزمان لنا هجانا

فدنيانا التصنع والترائي ونحن به نخادع من يرانا

وليس الذئب يأكل لحم ذئب ويأكل بعضنا بعضاً عيانا

رقص ومجون
ولكي لا يفهم كلامي بغير موقعه استخلص واوضح بهذا السؤال، ماذا لو صنع أحدنا فيلما بالخفاء لملايين المسلمين وخاصة العرب يوثق أفعالهم الشنيعة بحق دين الله ورسوله، ولا مكان هنا لطرح جميع الموبقات التي باتت أمرا تقليديا في حياتنا اليومية، قتل، زنى، أكل مال اليتيم، سب الذات اللاهية، رقص ومجون في أوقات تتعرض بها الامة للمجازر، العدد الكبير من تاركي الصلاة والزكاة والصيام والحج، اباحة دماء وأعراض المسلمين لغيرهم، والقائمة طويلة، فلماذا اقمنا الدنيا على فيلم انتجه جاهلون بالاسلام ونبيه ونتجاهل من ولدوا مسلمين وكثير من سمي محمد؟!.

لم أتعلم بالمدارس.. إلا القليل
لم أكتب لاوبخ، فأنا لا ازكي نفسي على أحد ومقصر بالدفاع عن رسول الله لأنني لم أتعلم بالمدارس إلا القليل وكل ذلك ضمن السياسة الممنهجة عالميا ومحليا، فقد فضلت أجيالنا دراسة سيرة هيفاء وهبي وأخواتها على سيرة نبي الرحمة والسلام، فتعالوا نصنع أفلاما يومية أمام الغرب والشرق الحاقد بسلوكنا الايماني والحضاري الذي أوصى به ربنا عز وجل في القرآن الكريم وأوصى به رسولنا الكريم عز وجل، وعندها سنكون الامة التي اخرجت للناس داعية للتوحيد وبالعدل والتسامح ورسالة السلام ودعاية الاسلام.عندها لن نكتفي بانتفاضات بمواطننا بل سنفتح بلادا تحاول المس بعرض مسلمة واحدة فقط وليس بعرض رسول الناس كافة.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة