الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 05 / مايو 16:02

الفيلم الآثم خلفه خطة مرعبة/ بقلم:هاني العقاد

كل العرب
نُشر: 16/09/12 13:35,  حُتلن: 08:25

هاني العقاد في مقاله:

هذه الخطة هي خطة المرحلة الثانية من فوضى الشرق الأوسط الكبير

الخطة لا يمكن لها أن تنجح إلا إذا ساد العالم العربي حركة عارمة من الاعتداء على المصالح الغربية

بات على المسلمين في العالم العربي وحكامهم الأيدلوجيين وغير الأيدلوجيين أن يدركوا أن هناك خطط مرعبة تستهدف بلدانهم بالتقسيم والتجزيء

لم يُنتج الفيلم إلا لأن خلفه خطة مرعبة تستهدف الشرق الأوسط خطة قد تجعل من الشرق الأوسط منطقة تنشغل في البحث عن تكوين ذاتها من جديد

نريد لهذه الاحتجاجات أن تأخذ أسلوبا عمليا لأن نعاقب من يقف وراء تلك العداوات من ساسة وقادة يعتبروا أنفسهم ناجحين باستخدام فكرهم السياسي لإحتلال الشعوب والتلاعب بفكرها ومشاعرها الدينية

لم يأت إنتاج الفيلم المسيء للرسول "محمد" صلى الله عليه وسلم محض الصدفة أو مجرد نزوة فنية، ولم يأت إنتاجه لمجرد كراهية لرسولنا الكريم، ولم يُنتج لأن الرسول "محمد" عليه السلام بعث بجيشه وقوات المارينز الخاصة والبوارج الحربية النووية وغير النووية لتحتل الممرات والمضايق البحرية العربية ولم يبعث بتلك القوات لتقيم قواعد عسكرية كبري بأمريكا ولندن، ولم ينتج الفيلم لتغذية الكراهية ضد الإسلام فقط بل يعرف من أوحى لإنتاج وإخراج الفيلم ما سيكون عليه الواقع بالعالم العربي بعد أن يعرف المسلمون ما يحويه الفيلم من اعتداءات وتشويهات لرسولهم الكريم، وبعد أن تصل الرسالة الأولية لمشاعر المسلمين بالعالم، وعند وصول الرسالة هذه ستلتهب المشاعر ويثور المسلمون بالعالم كله وخاصة مسلمي العالم العربي بالطبع لأن الهيئات والمؤسسات الأمنية والاستخبارية الأمريكية تعرف مكانة الرسول محمد عن المسلمين ويعرفون مدى الارتباط بين المسلمين ونبيهم محمد صلى الله عليه وسلم ويعرف طبيعة رد الفعل الإسلامي على هذا العمل.

أساليب استغلال ثرواتها
لم يُنتج الفيلم إلا لأن خلفه خطة مرعبة تستهدف الشرق الأوسط، خطة قد تجعل من الشرق الأوسط منطقة تنشغل في البحث عن تكوين ذاتها من جديد ومنطقة يحكمها مائة ألف حاكم ومائة آخرون يخططوا للإطاحة بهم، ومنطقة يحتلها فكريا عالم المال والسياسية في واشنطن ولندن وعواصم كبرى من العالم، ومنطقة لا يعرف سكانها أساليب استغلال ثرواتها وتوظيفها للاستفادة منها لصالح قوة الأمة العربية وعزة إسلامها ومسلميها، وهي الخطة التي تم بناؤها في غرفة عمليات الإدارة المركزية لوكالة المخابرات الأمريكية، واعتقد أن هذه الخطة هي خطة المرحلة الثانية من فوضى الشرق الأوسط الكبير والتي تقوم في الأساس على تقسيم العالم العربي إلى دويلات تبدأ من مصر وليبيا وتونس واليمن وسوريا وفلسطين ولبنان والعراق وحتى بعض دول الخليج العربي، واعتقد أن هذه الخطة لا يمكن لها أن تنجح إلا إذا ساد العالم العربي حركة عارمة من الاعتداء على المصالح الغربية وعلى الأفراد الدبلوماسيين وغير الدبلوماسيين والمؤسسات الثقافية والإنسانية والديانات الأخرى، وهذا المدخل لأن يطلب الأمريكان كما حدث بالفعل للتدخل لحماية رعاياهم والحماية هذه هي البداية التي تتيح للأمريكان تشكيل غرف عمليات داخل البلدان التي يقيموا فيها وبحماية الدولة المستضيفة، وبالطبع غرف العمليات هذه تتولى تنفيذ بنود الخطة الكبرى التي تم إعدادها على أعلى درجة من الدقة واحدث أساليب إدارة العمليات بدول الوطن العربي.

التميز الديني بين المسلمين والمسيحيين الأقباط
والعلاقة بين الفيلم والخطة علاقة سببية حيث أن الفيلم هو الأداة المطلوبة لان تحدث حالة هيجان وثوران إسلامي كبير في الكثير من البلدان وخاصة تلك البلدان التي أصبح طابع حكمها إسلاميا كمصر وحالة الثوران هذه مهما كانت مدتها سوف تستغل استغلالا امنيا لنشر أعداد كبيرة من القوات الأمريكية غير العادية بتلك البلدان واحتلال سماء تلك البلدان بالطائرات دون طيار المطورة، والفيلم هنا هو المرحلة الأولية لتلك الخطة، والمتوقع لحالة الهيجان هذه أن تصل إلى حد التميز الديني بين المسلمين والمسيحيين الأقباط وغير الأقباط بتلك البلدان، هذا بالإضافة إلى انتهاك حقوق أصحاب الديانات الأخرى أي الأقباط المسيحيين وقد يكون الحل في النهاية لهذا التمييز التراكمي هو دعم انفصال بين المسلمين والأقباط عبر تقسيم مصر إلى دويلات قبطية ومسلمة، وبنفس الخطة طبعا تنسحب على باقي الدول التي ابتلعت طعم الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم .

أصحاب الفتنة
قد يعتقد البعض أن هذا تبرير لأن يوقف المسلمين احتجاجاتهم على هذا الفعل الشنيع بحق رسولنا الكريم وبحق إسلامنا العظيم ، لا بل العكس فإن الاحتجاج أمر ندعو له ولكن لا نريد لهذه الاحتجاجات أن تكون احتجاجات موسمية أو سببية، أي كلما استفزت مشاعر المسلمين من قبل اليهود والأمريكان عند التعرض للدين الإسلامي ورموز إسلامنا العظيم، ونريد لهذه الاحتجاجات أن تأخذ أسلوبا عمليا لأن نعاقب من يقف وراء تلك العداوات من ساسة وقادة يعتبروا أنفسهم ناجحين باستخدام فكرهم السياسي لإحتلال الشعوب والتلاعب بفكرها ومشاعرها الدينية، لهذا فإن الاحتجاجات لا بد وأن تأخذ في الاعتبار عدم التعرض لأحد بالقتل ولا بالإصابة ولا بالتدمير لأن هذا المخطط لذلك وإنما تطالب حكومات البلدان بالمقاطعة الاقتصادية التصديري والاستيرادي على تحذير هؤلاء الغربيين من أصحاب الفتنة كما وتعمل على تقليل تمثيلهم الدبلوماسي في بلداننا العربية حتى ينصاع هؤلاء المسيئين لإحترام الديانات السماوية واحترام رسلهم وأنبيائهم وخاصة ديننا الإسلامي المجيد ورسولنا "محمد" العظيم، ولعل الملفت للنظر إننا كمسلمين لم نعهد حتى الآن أن حدث العكس واعتدي المسلمين باللفظ أو بأدوات سمعية ومرئية أخرى على غيرهم من أصحاب الديانات الأخرى ولا حتى على رسلهم بل أن المسلمين يعتبروا المسيح ابن مريم إنما رسول كريم لأمة كريمة، والأهم أن المسلمين لم يعتدوا على الدين اليهودي ولا حتى أنبياؤهم على الرغم من ما يفعله اليهود من ممارسات إجرامية بحق الفلسطينيين المسلمين من قتل وتشريد وسرقة ارض وتهويد مقدسات والاعتداء عليها بل والتخطيط لهدم المسجد الأقصى المبارك وإقامة هيكلهم المزعوم على أنقاضه.

خريطة جديدة
لقد بات على المسلمين في العالم العربي وحكامهم الأيدلوجيين وغير الأيدلوجيين أن يدركوا أن هناك خطط مرعبة تستهدف بلدانهم بالتقسيم والتجزيء وهناك خريطة جديدة يرغب الأمريكان وحلفاؤهم بتنفيذها وجعلها أمرا واقعا، وعليهم أن يدركوا أن التصدي لهذه الخطط والدسائس لا يأتي إلا بالتوحد ولم الشمل الإسلامي والعربي عبر اعتماد خطة واحدة للتعامل مع من يستهدف أوطان المسلمين وعدم السماح لأي جندي أمريكي أو غير أمريكي بالتواجد على راضينا تحت ذريعة حماية رعاياهم أو أي أهداف أخري ظاهرة أو مبطنة، كما و بات واجبا على المسلمين توظيف الثروات الطبيعية في بلدانهم لخدمة الإنسان العربي ومؤسسات المجتمع المدني بالتساوي وعدم التمييز والمساهمة في تحرير المقدسات والأرض العربية المحتلة وبناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة