الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 19 / مايو 04:02

مهرجان الخمور:ماذا عن ضمائركم !!/ بقلم: د.احسان هنيه

كل العرب
نُشر: 06/09/12 16:02,  حُتلن: 10:32

د.احسان هنيه :

وجدت المسجد قد طوّق بالكامل بالجيش والشرطة وقفت أنصت لأسمع هتافات المتظاهرين وتكبيراتهم فلم أسمع سوى الموسيقى الهادئة التي جهزّها أصحاب مهرجان الخمور لافتتاح مهرجانهم في ساحة المسجد

اتجهت نحو بوّابة المسجد علّي أجد ما يسرّ الخاطر فوجد رجلا شيخا عجوزا متّكأ على عكازه وينظر نحو المسجد تارة ونحو حفل الخمور تارة أخرى تركت المكان واتجهت نحو موقع المظاهرة والتي كانت خارج المسجد لأهتف وأكبّر معهم دفاعا عن مسجدي الحزين

جلسنا ولم يبق منّا إلّا القليل جلسنا مطأطئي الرؤوس لا يوجد من يرشدنا ولا من يساندنا بعد أن فاق عدد الشرطة عددنا بأضعاف لأول مرّة في حياتي أشعر بطعم الهزيمة نعم شعرت بها والأصعب أني شعرت بها وأنا صاحب الحق

خرجت من عملي مسرعا وقد بقي على موعد المظاهرة (التي ألغيت قبل مهرجان الخمور بيوم ) والمقررة من أجل التصدي للمهرجان والدفاع عن مسجد بئر السبع نصف ساعة ،فأدركت أني قد تأخرت ، ركبت السيارة وأنا أدعو الله أن أجد لي مكانا لأقف بين تلك الحشود التي ستقف في وجه الباطل والعدوان الغاشم على أرضنا ومقدّساتنا ،هذا اليوم الذي سنصدح فيه بالحق وسننتصر لمقدساتنا ، ومما زادني فضولا وحماسة هي أزمات السّير التي واجهتها وأنا في طريقي لمكان المظاهره فأصبحت لا أطيق انتظارا وأردت أن أصل بأسرع وقت ، فوضعت سيارتي في مكان بعيد عن الموقع خِشيَت أن لا أجد لي مكاناَ قريبا من الموقع فانطلقت إلى ذاك المكان مهرولا حتّى وصلت إلى مسجد بئر السبع ، فوجدته قد طوّق بالكامل بالجيش والشرطة !! وقفت أنصت لأسمع هتافات المتظاهرين وتكبيراتهم فلم أسمع سوى الموسيقى الهادئة التي جهزّها أصحاب مهرجان الخمور لافتتاح مهرجانهم في ساحة المسجد !

اتجهت نحو بوّابة المسجد علّي أجد ما يسرّ الخاطر ،فوجد رجلا شيخا عجوزا متّكأ على عكازه وينظر نحو المسجد تارة ونحو حفل الخمور تارة أخرى ، تركت المكان واتجهت نحو موقع المظاهره والتي كانت خارج المسجد لأهتف وأكبّر معهم دفاعا عن مسجدي الحزين ، وعندما وصلت إلى هناك ونظرت إلى تلك الحشود وقفت وتبسّمت قليلا ! وهنا كانت المفاجأة ،فقد وجدت بعض من أصحاب الضمائر الحيّه يجلسون في زُمر ! وقفت قليلا لأستوعب أين أنا وماذا يجري ؟! علّي قد أتيت إلى المكان الخاطئ ! ، كانوا جالسين وكان عددهم لا يتجاوز الخمسين ،يسألون ولا يجدون من يجيبهم ،فأيقنت أنهم قد ظنّوا ظنّي وأما الواقع فكان مختلفا تماما ، وفجأة سمعت صوت أحدهم يعلو ويعلو وهو يستنكر ما يحدث ويلوم من ألغو المظاهره وأخذ يزأر بصوت عالٍ ،فقلت في نفسي "ها هم الرجال ، هكذا هم الأبطال " ، وفجأة صارت بعض المشادات بيننا وبين بعض الشرطه وأعوانهم وأخذ الصوت يعلو ويعلو ،فلم يهدئوا إلّا بعدما اعتقلوا أحد الشباب بحجّة التعّرض للشرطة وإثارة الشغب !!
 
طعم الهزيمة
جلسنا ولم يبق منّا إلّا القليل ،جلسنا مطأطئي الرؤوس لا يوجد من يرشدنا ولا من يساندنا بعد أن فاق عدد الشرطة عددنا بأضعاف ، لأول مرّة في حياتي أشعر بطعم الهزيمة ، نعم شعرت بها، والأصعب أني شعرت بها وأنا صاحب الحق ، بعد دقائق أخذت الشرطه ذاك الرجل الذي كان يزأر في البداية لدقيقه وعندما عاد أخذ ينادي على الجميع بأن " اذهبوا كلٌ إلى عمله وفضّوا الاعتصام لأنهم وعدوني بأنهم سيطلقوا سراح ذاك الشاب أن فعلتم ما أقول لكم " ، ليتك لم تنطق بكلمه وليتني لم أسمعك يا أيها " الأسد ألثائر " فقد وعدوا مَن قبلك بإلغاء مهرجان الخمور ولم يوفوا بوعدهم فهل صدّقتهم الان !! انقسم الحضور إلى قسمين ، قسم مؤيد والآخر معارض لكلامه ! نعم أفلحوا في أن يجعلونا ننقسم في الوقت الذي كنّا في أمسّ الحاجه إلى الوحدة ،نعم قد نجحوا في تفرقتنا ونحن من أتينا من أجل هدف واحد !! وقبلها نجحوا في خداعنا بأنهم نقلوا المهرجان إلى مكان آخر ، وها قد دُنّس المسجد بالخمور والرقص والفجور ، ها قد بيعت عروبتنا وديست كرامتنا ونحن ما زلنا الضمير الغائب !  أنا ضميري قد يواسيني عندما أتذكّر هذا اليوم ،وأمّا أنتم فماذا عن ضمائركم ؟ ماذا عن عروبتكم ؟ سيسألكم التاريخ عن هذا اليوم ،ماذا أعددتم ؟ وأمّا أنا إن سألني فهذا دليلي بين أيديكم . 

 تل السبع

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:
alarab@alarab.net

مقالات متعلقة