الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 06 / مايو 04:01

منظمة التحرير وسيلة وليست هدفاً/ بقلم: نضال محمد وتد

كل العرب
نُشر: 06/09/12 15:07,  حُتلن: 15:13

 نضال وتد في مقاله:

سلطة عباس وجدت المناسبة فرصة جديدة للتهرب من استحقاقات المصالحة الفلسطينية أو قل من مجرد إحياء الحديث عن المصالحة

سلطة فيشي الفلسطينية في رام الله لا ترى في منظمة التحرير اليوم سوى غطاءاً وستاراً تتستر به لتبرر انغماسها في الفساد الداخلي والقمع لمعارضيها

لم تتورع حكومة رام الله ( وكم هي قريبة من حكومة فيشي الفرنسية الموالية لألمانيا النازية إبان احتلال ألمانيا لفرنسا) هن الزج في منظمة التحرير الفلسطينية ومسألة وحدانية التمثيل الشرعي للشعب الفلسطيني

فقد شنت سلطة محمود عباس في الأسبوعين الأخيرين هجوما شديد اللهجة على حركة حماس، وعلى حكومة اسماعيل هنية في قطاع غزة، منذ إعلان الأخير عزمه المشاركة في مؤتمر دول عدم الانحياز في إيران، ومع أن هنية عدل في نهية المطاف عن تلك المشاركة، من جهة، وعلى أثر إعلان إيران أنها لم توجه دعوة رسمية لحركة حماسي ولا لإسماعيل هنية، إلا أن سلطة عباس وجدت المناسبة فرصة جديدة للتهرب من استحقاقات المصالحة الفلسطينية ، أو قل من مجرد إحياء الحديث عن المصالحة ، لمحاولة شن هجوم على حركة حماس ونزع أي شرعية عنها أو عن حكومة هنية.

بالونات الديماغوغية الفارغة
ولم تتورع حكومة رام الله ( وكم هي قريبة من حكومة فيشي الفرنسية الموالية لألمانيا النازية إبان احتلال ألمانيا لفرنسا) هن الزج في منظمة التحرير الفلسطينية ومسألة وحدانية التمثيل الشرعي للشعب الفلسطيني وصولا إلى الادعاء بأن حكومة هنية غير الشرعية (وفق تعبير الرئيس المنتهية ولايته القانونية، ونعني عباس) تعرض للخطر مجرد وجود الشعب الفلسطيني..
وفي خضم حماس سلطة عباس إلى التقرب من إسرائيل تطايرت في الفترة الأخيرة التصريحات المعادية لحركة حماس لحد استبعاد أي أفق للمصالحة، في وقت لم توقف فيها سلطة فيشي الفلسطينية في رام الله نشاطها المحموم للتقرب من إسرائيل وحكومتها، مستترة وراء بالونات الديماغوغية الفارغة التي أطلقها ليبرمان من جهة، ووراء العودة للحديث عن منظمة التحرير والحرص على "إنجازت شعبنا" في انتزاع القرار المستقل وفي التباكي على مصير منظمة التحرير الفلسطينية.

 الانشقاق الفلسطيني
والواقع أن سلطة فيشي الفلسطينية في رام الله لا ترى في منظمة التحرير اليوم، سوى غطاءاً وستاراً تتستر به لتبرر انغماسها في الفساد الداخلي والقمع لمعارضيها، وقميص عثمان تلوح به لتبكي على تاريخ النضال الفلسطيني ورموزه، وتُبكي به الناس من عدم شرعية حكومة هنية في غزة. لكن فات حكومة عباس ومن يدور في فلكها أن عدم شرعية حكومة هنية في غزة يقوم على نفس مبدأ عدم شرعية سلطة عباس في رام الله وعدم شرعية حكومات التصريف المتعاقبة التي يترأسها السيد سلام فياض منذ الانشقاق الفلسطيني الفلسطيني، بعد أن انتهت فترة الولاية الدستورية لرئيس السلطة الفلسطينية من جهة، وللمجلس التشريعي الفلسطيني الذي اشتقت منه حكومة هنية شرعيتها.

الشرعية الانتخابية
أي أن كلا الطرفين يفتقران إلى الشرعية الانتخابية لكن كل منهما يمتد يستمد "شرعيته" من حالة وضع اليد وفرض الأمر الواقع كل في موقعه، حماس تستمدها من نتائج الانتخابات الأخيرة قبل الانشقاق وحكومة رام الله من اتفاقيات أوسلو ومن تسهيلات وامتيازات التنسيق الأمني مع إسرائيل .لقد أفشلت قيادات "منظمة التحرير" الأوسلوية في العامين الماضيين كل محاولات إصلاح منظمة التحرير وإعادة بنائها على أسس جديدة ، بناء على الثوابت الفلسطينية من جهة، وعلى مستجدات الواقع الفلسطيني وبضمن ذلك ظهور حركة حماس وانتشارها في صفوف الشعب الفلسطيني قوة لا يستهان بها، تمثل قطاعات كبيرة، على الأقل داخل الأراضي المحتلة في الضفة والقطاع.

استيعاب حماس
وبالتالي وبعد أن أفرغت سلطة رام الله منظمة التحرير من مضمونها، وتخلت عن مسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده وحصرت همها في تزويد سلطة رام الله بالأوكسجين وبإكسير الحياة، فإنه ليس بمقدورها التباكي على منظمة التحرير ووحدانية تمثيلها للفلسطينيين لأنه وبرفضها استيعاب حماس داخل المنظمة، لا يمكنها أن تدعي التمثيل الكامل والوحيد للشعب الفلسطيني واليوم، ولعله من المفيد أن نذكر قادة رام الله أن المنظمة عند تأسيسها في العام 1964 كان تأسيسها باعتبارها وسيلة وليس هدف، وكان التحرير هو الهدف وليس استلام السلطة سواء كانت جزئية أو كاملة.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة