الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 07 / مايو 16:01

ميساء مجادلة تكتب على منبر العرب:خواطر أمومية

كل العرب
نُشر: 05/09/12 15:47,  حُتلن: 21:45

في اول جملتي ساقف عند اول محطة من محطات الحياة وبقلم لونه احمر ساتكلم : عندما يولد الطفل الصغير ويوضع في حضن امه التي تكون مشتاقة له ، منتظره له ، ناسجة له بيوتا من الحب والحنان التي سترويهما له ، في مراحل حياته ، ولحظات حزنه ، ودقائق فرحه
ستترك همساتها ولمساتها وسيناديها ...اماه ... اول كلمة سينطقها طفلها ، بعدما روته من حبها ، ومن احضانها المفعمة بالحب الابدي له ، ومن عيناها المليئة بالدموع الخفية خوفا عليه .. ومن شفتاها التي ستنطق بهما اسمه وستقبله بقبلات مليئة بالشوق له مع انه بحضنها ولكنها تشد عليه –تشد عليه وكانها تريد ادخاله الى قلبها – ليرتوي من حنانه وعشقه له .

اماه- ساريد دائما ان تكوني بجنبي – وبقربي .. فاول خطوة له في اول خطوات حياته تكونين واياه ، يكون خائفا وتوكنين انت فرحة به جدا – يكون ماسك بقوة على يديك – مرتبكة ممن حوله – ولكنك امامه وامله فلذا لن يخشى الوقوع .

هكذا وتمضي الايام وانت بقربه وهو بقربك ومع كل نبضات قلبك ستكون هناك نبضات للقائه عندما يكون بعيدا عنك
وعيناك لن يتركاه حتى لو كان بجوارك
انه ولدك يا اماه – ولدك يا اماه
انت اول من تعنين على باله – فينادي اماه اماه اين انت
اماه اريد رؤيتك – ان اكون بجنبك –بقربك-بحضنك
يا بلسمي- ودوائي –وفرحي –لا تهجرني مع مرور الزمن

لا داعي للاستغراب فهي امه – من ولدته –من احتضنته – بيدها-بقلبها- واهدته عمرها بصمت – وبصمت على ميثاق البقاء معه للابد عهدت
ان شاء القدر  ولكن ان شاء القدر عكس ذلك سيكون الاحتراق والالام هو ما نشعره .

ان اراد ابعاد الطفل عن امه – سيكون طوال عمره مشتاق لهمسة امه – لنظرة عينها- للمسة يدها – لضحكة شفاها – سيكون قد اختاره القدر ليكون يتيم الام- ولكنه بالواقع يتيم الحب والانسة والحنان منبع الايمان – والالهام له- سوف يمضي حياته يبكي عليها حتى لو دارت الايام- ستزيده الما على وداعها بيوما ما.

وامه ستغلق قلبها امام الفرح وتفتحه امام الحزن لانه ستكون قد فقدت من انجبت ومن احبت ومن عشقت باخلاص ولكن شاء القدر ان ياخذ منها تلك الجوهرة وان يجعلها ام ثكلى _ ام تتذكر طفلها بين اركان بيتها – بين اركان بيت احواه في طفولته- وفي صباه  اركان بيته ستبكي بصمت علي – ولكن امه ستبكي بصوت عالي – وسيحترقها الالم بصمت. انه القدر شاء وفعل – فلا لدينا سوى الحب نتمسك به – حتى لانفقد حبات عقده ، والحنان – حتى لا نمضي عمرنا ظمأنيين لشرب كاس حنان – والامان التي تهبه لنا امنا وقت الضيقة ، وبحضنها سحر وبصيص ومولد الامان في اللحظات المؤلمة حتى ننشا بيت الهناء والفرح .

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع علي العنوان: alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة