الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 21:02

التنشئة الأسرية السليمة تستمد مقوماتها من توازن الشريعة وقيمها - الجزء الأول

أماني حصادية -
نُشر: 04/09/12 11:53,  حُتلن: 13:28

المراهقة هي المرحلة النمائية أو الطور الذي يمر فيه الناشئ وهو الفرد غير الناضج جسمياً وانفعاليا وعقليا واجتماعيا

مسؤولية الأسرة كبيرة جداً في توجيه المراهق الوجهة الصالحة التي تساعده على الابتعاد عن التيارات المنحرفة والتغلب على أزماته النفسية وذلك بالقدوة الحسنة

المراهقة مصطلح وصفي يقصد به مرحلة نمو معينة تبدأ بنهاية الطفولة وتنتهي بابتداء مرحلة النضج أو الرشد، أي أن المراهقة هي المرحلة النمائية أو الطور الذي يمر فيه الناشئ، وهو الفرد غير الناضج جسمياً وانفعالياً وعقلياً واجتماعياً نحو بدء النضج الجسمي والعقلي والاجتماعي.


صورة توضيحية - تصوير: Thinckstock

ومن الخصائص التي تتسم بها الحياة الذهنية للمراهقين الانبهار بالجديد واحتقار القديم ونبذه وتجنبه، فالجديد عندهم هو الجدير بالتقدير، لذا فإنك تراهم يسعون وراء كل مستجد سواء كان فكراً أو سلوكاً أو ملبوساً، فيحدث صراع بينهم وبين جيل الآباء، ينبغي أن يفسر على أنه ظاهرة صحية وليست مرضية، فهم يميلون أحيانا للجديد لا لشيء إلا لأنه جديد، ويمتنعون عن القديم لا لشيء إلا لأنه قديم، فيقعون في الشطط والخروج عن الحدود والضوابط الاجتماعية، والانحرافات العقدية والفكرية.

دور الأسرة
قد يحدث أن يكون في الأسرة شاب مراهق يتعرض لتيارات فكرية متشددة والانضمام لجماعات متطرفة، فإن دور الأسرة هنا معالجة الموضوع بحكمة وبعد نظر، ومعالجة هذه الظاهرة تتم بشيء من الموضوعية والاعتدال من دون التقليل من حجمها وآثارها ومن دون التهويل في ذلك أيضاً، فالغلو في التعامل مع الأبناء ينشئ تطرفا مضاداً كرد فعل، وهذا يعني عدم حرمانه من إقامة علاقات مع أقرانه أو منعه من أداء شعائره الدينية كحل لهذه الظاهرة، بل واجب الإحاطة بهم يقتضي متابعتهم ومعرفة طبيعة علاقاتهم مع الآخرين ومتابعة أنشطتهم الدينية والثقافية والاجتماعية وتعميق القيم الأخلاقية فيهم، وتنمية البعد الاجتماعي فيهم من تعاون وتسامح، لضمان حسن استقامتهم وتجنب انحرافهم.

قدوة حسنة
مسؤولية الأسرة كبيرة جداً في توجيه المراهق الوجهة الصالحة التي تساعده على الابتعاد عن التيارات المنحرفة والتغلب على أزماته النفسية، وذلك بالقدوة الحسنة. فالأب كي يكون مثالا صالحاً لإبنه المراهق ينحو به منحى الاعتدال والاتزان، ينبغي المراوحة بين الشفقة والشدة في التعامل معه، الشفقة في حنوه وتفهم مرحلته العمرية ويساير ركب الحضارة المتغير، وتقدير آرائه ومجهوداته وإرضاء غروره فيشعر بالارتياح النفسي فيستقيم ويسير في الطرق السوي. أما الشدة فتتجلى في المسك بزمام السلطة والوفاء للضوابط والأخلاقيات، وهذه هي الوسطية في التعامل مع هذه الظاهرة، فالإفراط في الشفقة وإعطاء الحريات تسيب وتحلل، والإفراط في التشدد كبت وتجاهل، وكلاهما خطر على مستقبل المراهق الفكري والنفسي والوجداني.

دور المجتمع
ولا ننسى كذلك دور المجتمع ومؤسساته في الإحاطة بالمراهق وتأهيله ومراجعة مسلكيته نحو الاستقامة والاعتدال في مواقفه وسلوكه يؤسس لحياة تؤمن بالوسطية بعيدة عن التطرف والإفراط والتفريط، وذلك بمساعدته على بناء شخصيته وحسن تعامله مع المجتمع ومكوناته ليتفاعل معه بإيجابية ويجسد أبعاده كفرد صالح فيه، وقد ورد في هذا المعنى قوله عليه السلام "يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين". ولما كان الفرد في مرحلة المراهقة ميالا إلى الإشباع الديني، فإن لم تكن مصادره في المعرفة الدينية القرآن والسنة وأقوال العلماء المحققين والمفكرين المستنيرين، فإنه سيستمد فكره الديني من التنظيمات المتشددة ومرجعيتها الدينية.

موقع العرب يتيح لكم الفرصة بنشر صور أولادكم.. ما عليكم سوى ارسال صور بجودة عالية وحجم كبير مع تفاصيل الطفل ورقم هاتف الأهل للتأكد من صحة الأمور وارسال المواد على الميل التالي: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة