رب العائلة:

انا متزوج ولديّ عشرة ابناء ومن المؤسف جدا ان اقولها بكل صراحة ان وضعي المادي سبب لي صعوبة كبيرة في تربيتهم

كم انا حزين لأنني لم استطع اسعاد أطفالي خلال العطلة الصيفية من خلال اشراكهم في المخيمات الصيفية وغيرها من البرامج والفعاليات

المصاريف عندي اكثر من المدخولات الأمر الذي سبب لي بتراكم ديوني اكثر واكثر حتى وصلت اليوم الى 300 الف شيقل ولا اعتقد انه يمكنني ان اواجه هذا المأزق المادي الكبير والكارثي

العام الدراسي كلفني اكثر من 12 الف شيقل والحمد لله انني حصلت على تبرعات من هنا وهناك كي اشتري لأطفالي لوازمهم المدرسية ولو لم احصل على تلك التبرعات لذهب اطفالي الى مقاعد الدراسة بدون كتب ولا دفاتر ولا حتى ملابس جديدة كبقية الطلاب

تعيش عائلة من منطقة المثلث الجنوبي في ظروف قاسية جدا، لم تعد قادرة على اعالة افرادها، مستصعبة تقديم ابسط الامور. حيث أن أوضاع أفرادها ازدادت الما بعد ارتفاع الاسعار، لدرجة ان نسبة كبيرة من العائلات لا تستطيع ان تعيش في مثل هذه الظروف غير العادية. موقع العرب وصحيفة كل العرب زار العائلة، وتحدث أفرادها من صميم قلبهم حول ظروف الحياة التي يمرون بها والمصاعب التي يواجهونها.

قال رب العائلة لموقع العرب وصحيفة كل العرب وهو يتألم: "انا متزوج ولديّ عشرة ابناء، ومن المؤسف جدا ان اقولها بكل صراحة ان وضعي المادي سبب لي صعوبة كبيرة في تربيتهم، واحاول قدر المستطاع ان اتحمل كل المتاعب مهما كانت، كي ارضيهم وأوفر لهم على الاقل حياة هادئة، دون ان اشعرهم بما امر به، وكل ذلك بسبب الغلاء الكبير الذي نشهده". وأضاف: "أنا اعمل سائق شاحنة، واتلقى راتبا منخفضا، ولم يتسن لي ان اجد عملا مناسبا، الامر الذي جعلني اقبل بالوضع الحالي، ان المصاريف عندي اكثر من المدخولات، الأمر الذي  سبب لي بتراكم ديوني اكثر واكثر، حتى وصلت اليوم الى 300 الف شيقل، ولا اعتقد انه يمكنني ان اواجه هذا المأزق المادي الكبير والكارثي"، وتابع: "المعاش الذي اتلقاه ادفع منه 500 شيقل مقابل ضريبة البيت، واشتري طعام ومواد غذائية بقيمة 4500 شيقل، ناهيك عن الأغراض التي أشتريها لأطفالي، والتي تصل الى 1500 شيقل تقريبا، أما الكهرباء والهاتف فإن والتدتي تساعدني على دفع فواتيرها والتي تصل الى 1000 شيقل، كما انني حاولت ان اوفر مبلغا بسيطا على الاقل للحالات الطارئة، الا ان جميع محاولاتي باءت بالفشل".

لم أستطع إسعاد أطفالي
وأضاف: "العام الدراسي كلفني اكثر من 12 الف شيقل، والحمد لله انني حصلت على تبرعات من هنا وهناك، كي اشتري لأطفالي لوازمهم المدرسية، ولو لم احصل على تلك التبرعات لذهب اطفالي الى مقاعد الدراسة بدون كتب ولا دفاتر ولا حتى ملابس جديدة كبقية الطلاب. كما انني ضد تغيير المنهاج في كل عام، حيث أن هذا الأمر جعلنا نشتري كتبا كثيرة، وهذه الخطوة تحولت لعبء كبير علينا، ووضعنا المادي لا يسمح بذلك. ومن اجل ان اوفر ذهبت قبل بداية العام الدراسي الى مدينة طولكرم في الضفة الغربية لشراء بعض المستلزمات المدرسية، فعلى سبيل المثال سعر الدفتر لدينا يصل الى 2 شيقل بينما في الضفة 70 اغورة، وعمليا يوجد فارق كبير". واستمر الاب في حديثه قائلا: "كل طفل عندي بحاجة لمبلغ من 7-10 شواقل يوميا، كي يشتري طعامه خلال الاستراحة التعليمية، وهنالك ايام لا يكون بحوزتي شيقلا واحدا، لكنني ابذل مجهودا كبيرا حتى اوفر لأبنائي كل ما يريدونه، كي لا ينكسروا. وكم انا حزين لأنني لم استطع  اسعادهم خلال العطلة الصيفية من خلال اشراكهم في المخيمات الصيفية وغيرها من البرامج والفعاليات". وقال ايضا: "نحن بحاجة الى ثلاث اكياس حليب يوميا ومنتوجات اخرى مثل الحفاضات، كما انني احاول عدم الخروج في المركبة، لأنه لا يوجد بحوزتي مالا كي املأها بالوقود، وافضل السفر في المواصلات العامة".