الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 19:01

مدارسنا هي المستقبل والبقاء/بقلم: الشيخ محمد محاميد

كل العرب
نُشر: 28/08/12 07:50,  حُتلن: 10:37

الشيخ محمد محاميد في مقاله:

السواد الأعظم من وسائل الاعلام المحلية بالوسط العربي أصبحت مجرد ناقلة للحدث وصوره متجاهلة دورها الريادي بإصلاح المجتمع وتسليط الأضواء على المخاطر التي تحيطه وتسكن فيه
 
أتمنى أن تخصص وسائل الاعلام المحلية على ألوانها المختلفة المساحة الكبيرة لقضية التربية والتعليم بوسطنا العربي وإطلاع المجتمع على آفاتها الكثيرة ليدرك مخاطرها الحالية والمستقبلية

ينبغي على مجتمعنا الكلي دون استثناء أن يقف بالمرصاد للمخاطر ويطهرها فأرى أنه من أولويات قضايا مجتمعنا قضية التربية والتعليم فيجب أن تأخذ حقها من قيادة الجماهير العربية بالداخل

مما لا ريّب فيه أن أخبار العودة إلى المدارس وافتتاح السنة الدراسية الجديدة تصدرت عناوين الصحف والمواقع والإذاعات الناطقة بالضاد في بلادنا دون منازع، وهذا أمر حسن وممتاز أن يمنح اعلامنا العربي بالداخل الفلسطيني هذه التغطية الواسعة لهذا الموضوع المهم، ولكن ولأسفي الشديد أن السواد الأعظم من وسائل الاعلام المحلية بالوسط العربي أصبحت مجرد ناقلة للحدث وصوره متجاهلة دورها الريادي بإصلاح المجتمع وتسليط الأضواء على المخاطر التي تحيطه وتسكن فيه لتلفت انظاره إليها بعد غفلة فيستيقظ المجتمع من سباته ليدرء عن نفسه المفاسد والأخطار، وهذه هي الوظيفة الأرقى والأرفع للسلطة الرابعة ألا وهي الصحافة والإعلام.

دعم وسائل الاعلام لقضية التربية والتعليم
فأتمنى أن تخصص وسائل الاعلام المحلية على ألوانها المختلفة المساحة الكبيرة لقضية التربية والتعليم بوسطنا العربي وإطلاع المجتمع على آفاتها الكثيرة ليدرك مخاطرها الآنية الحالية والمستقبلية، وعلى رأسها الانخفاض المستمر بنسبة الحاصلين على شهادة "البجروت" الثانوية من طلابنا العرب، والنسبة المرتفعة للتلاميذ المتسربين من المدارس إلى الشارع والإجرام وسوق العمل، وشح الموارد والميزانيات المخصصة لمدارسنا، والنقص الحاد بالغرف التدريسية "الصفوف" والطواقم المهنية الاستشارية والعلاجية، وتعيين المدراء بالمحسوبية في بعض قرآنا ومددنا دون مناقصات شفافة تستوفي حاجة ومطالب مجتمعنا لذوي القدرات الذين بإمكانهم أن ينهضوا بقضية التربية والتعليم بمجتمعنا، وقضايا طلاب القرى العربية الغير معترف بها.

أولويات المجتمع
وبعد ما سلطت الأضواء على الجرح النازف المؤلم ينبغي على مجتمعنا الكلي دون استثناء أحد أو اقصاء جهة أو تجاهل أخرى أو تخاذل وتقاعس البعض الآخر أن يقف بالمرصاد لهذه المخاطر ويطهرها، فأرى أنه من أولويات قضايا مجتمعنا قضية التربية والتعليم فيجب أن تأخذ حقها من قيادة الجماهير العربية بالداخل المتمثلة بلجنة المتابعة، لأن عواقب تجنبها والاستخفاف بها وخيمة جدا على الصعيد الاجتماعي حيث التسرب من المدارس والجهل يولد الاجرام والعنف، وعلى الصعيد الاقتصادي حيث تقل نسبة الاكاديميين والمتعلمين فتنتشر البطالة ويزداد الفقر، وحتى على الصعيد الوجودي هنا على أرضنا فبدون العلم لن نجد الأجيال الواعية المدركة بما يحيطها من ظلمات ومؤامرات وإن وجدنا الوعي والإدراك فالأمة التي تجري خلف سد جوع أمعائها لا تملك الوقت لتسترجع حقوقها المسلوبة أو حتى تطالب بها، حيث لا يكون كلامنا من رأسنا حتى يكون غذائنا من فأسنا، فقضية التربية والتعليم إذا لم تعالج الآن فإسقاطاتها المستقبلية خطيرة جداً وأكبر مما يخيل حتى لأكثر المتشائمين فعلى الجميع أن يتحمل مسؤولياته.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة