الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 02 / مايو 11:01

ضرب الحواضر في الخواصر/ بقلم: قيس عمر المعيش العجارمة

كل العرب
نُشر: 25/08/12 12:43,  حُتلن: 12:47

قيس عمر المعيش العجارمة في مقاله:

فبغداد ثكلى ودمشق تنزف جراحها والقاهرة حماها الله مما هو قادم

الأمة قد تكون شعبا واحدا تجمعه روابط عرقية او شعوبا متعددة تجمعها روابط عقائدية او جغرافية او حتى سياسية

بعد أن اجهزوا على وحدة العرب واصبحت حلما لا يتحقق باشروا في تقسيم الاسلام بتعزيز الطائفية والمذهبية لتصبح اديانا متصارعة ومتحاربة

لكل امة حضارة..تشكّلها عناصر متعددة ومتنوعة تتفاعل مع الزمان والمكان لتبرز هوية خاصة تعبّر عن تلك الامة وتظهر من خلالها كيانا ذاتيا مستقلا سياسيا وثقافيا...وقد تكون الامة شعبا واحدا تجمعه روابط عرقية او شعوبا متعددة تجمعها روابط عقائدية او جغرافية او حتى سياسية. ولا بد لكل حضارة من أن تتجسد بكيان مادي ملموس له رأس واذرع وخواصر، يمثل الرأس القيادة التي في الغالب تتغير وتكون موضع خلاف وتصارع وأما الاذرع فهي تتبع الرأس وتثبته وتبقى الخواصر التي في الغالب تكون ثابتة وتمثل روح تلك الامة ومصدر اشعاعها واستمراريتها نظرا لارتباطها بالمكان.

روابط عقائدية
ولقد تميزت الأمة العربية الاسلامية عن غيرها من الأمم بالكثير من الميزات...فهي أمة تجمعها روابط عقائدية وسعت من نطاقها لتشمل كافة البشر فلا تنحصر بعرق أو لون أو مكان تأسست على روابط عرقية شكّلت نواة هذه الأمة وهي العرب فكما قال سيدنا عمر رضي الله عنه وارضاه أن العرب هم مادة الاسلام الاولى. وقد ادى هذا الجمع بين الروابط العقائدية والعرقية الى خلق اساس متين واسباب عملية دنيوية تترجم ارادة الخالق عز وجل بحفظ هذا الدين واستمراريته الى يوم القيامة.
واما الميزة الثانية فقد كانت في ولادة اكثر من حضارة خرجت من رحم هذه الامة بدءا من الحضارة الاموية فالعباسية فالفاطمية...الخ

الحضارة العربية الاسلامية
وظهر لكل حضارة من هذه الحواضر بصمات خلّدها التاريخ واورثت مجدا وعزا لا زال العرب والمسلمون يفاخرون به.. وانتجت هذه الحواضر عواصم شكّلت على مر الزمان خواصر للأمة يستلهم منها ابنائها تاريخهم ومجدهم وهويتهم التي تجمعهم...فكانت دمشق ثم بغداد ثم القاهرة منارات علم وقواعد تنطلق منها الحضارة العربية الاسلامية ...هذه الخواصر لطالما كانت وعلى مر التاريخ.. هدفا رئيسيا لاعداء الأمة. وليس غريبا أن نراها اليوم تئن تحت وطأة المؤامرات التي تحيك الفتن من كل حدب وصوب...فبغداد ثكلى ودمشق تنزف جراحها والقاهرة حماها الله مما هو قادم!!!!


لقد كانت هجمة الغرب في بدايات القرن الماضي مبنية على استراتيجية محاربة وهدم الميزات التي بينها المقال:
المرحلة الاولى
فقد بدأت بتقسيم العرب (مادة الاسلام الاولى) الى دويلات بفعل اتفاقية سايكس- بيكو ليصبحوا شعوبا متفرقة تجمعهم اوطان هزيلة متشرذمة.

المرحلة الثانية
بعد أن اجهزوا على وحدة العرب واصبحت حلما لا يتحقق باشروا في تقسيم الاسلام بتعزيز الطائفية والمذهبية لتصبح اديانا متصارعة ومتحاربة وليخلقوا فتنة شعواء انطلقت شرارتها من العراق لتشب النار في هشيم جسد الاسلام وتحرقه.

المرحلة الثالثة
ها هم اليوم يدمرون حواضر الأمة بضرب خواصرها الثلاث حتى لا يبقى لابنائها ما يجمعهم أو حتى يذكرهم بماضيهم وقوتهم. 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة