الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 20 / مايو 00:01

العمل البرلماني خدمة ورسالة/بقلم:صرصور وغنايم

كل العرب
نُشر: 20/08/12 13:49,  حُتلن: 08:41

النائبان صرصور وغنايم في مقالهما:

خصوصية وضعنا كعرب في هذه البلاد تجعل من العمل البرلماني خدمة ورسالة تنسجم مع مشروعنا الجماعي بالتجذر والبقاء وحفظ الهوية والانتماء

نحن على قناعة بأن من حق الجمهور أن يسأل وأن ينتقد ويحاسب منتخبي الجمهور لأنه بالتالي هو الذي حمّلهم الأمانة ويريد التأكد من قيامهم بهذه الأمانة على أكمل وجه

فهمنا للعمل البرلماني ينطلق من اجتهادنا في فهم معنى السياسة في الإسلام ومقاصد العمل السياسي بشكل عام والذي عرّفه الفقهاء والمفكرون المسلمون بأنه "السياسة الشرعية"

هناك من يعتقد أن عضو الكنيست هو "سوبرمان" يستطيع أن يفعل ويحقق أي شيء وعليه أن يدخل ويتدخل في كل شيء كبير وصغير!


نشاطنا البرلماني منسجم مع طرح الحركة الإسلامية الحضاري والذي يرى بأن القيم الإسلامية تحتوي على ما يلزم من مبادئ وقواعد لحفظ الهوية العربية الإسلامية للوقوف أمام محاولات المسخ والتذويب

العمل البرلماني ليس هدفًا أو غاية بحد ذاتها، بل هو وسيلة وآلية من آليات ردنا على تحدي الوجود في واقع وظروف مركبة خلقها تحدي النكبة عام 1948. هذا التحدي الذي فرض نفسه علينا كبقية باقية وكجذر بقي متشبثا بالتراب عند اقتلاع شجرة الوجود العربي الفلسطيني عام 1948. هذا الجذر الباقي أصبح أقلية في وطنه بعد أن كان هو الأكثرية، وأصبح تلقائيًا مواطنًا في دولة كانت مسؤولة عن نكبته، ولا تزال مسؤولة عن واقع الظلم والتمييز الذي يعيشه في حياته اليومية.

أداة نضالية
من هذا الفهم، كان لا بد أن يكون العمل البرلماني أداة نضالية تحمل ردًا على التحديات، سواء كان تحدي الهوية والانتماء، أم تحدي عبء الحياة اليومية. لذلك، ومن خلال عملنا البرلماني، نحاول الرد على هذه التحديات باستخدامنا لكل الأدوات البرلمانية المتاحة من اقتراحات قوانين، وبحث في لجان، واستجوابات، وغيرها من الأدوات، خدمةً لهذه الأهداف. إن خصوصية وضعنا كعرب في هذه البلاد تجعل من العمل البرلماني خدمة ورسالة تنسجم مع مشروعنا الجماعي بالتجذر والبقاء وحفظ الهوية والانتماء.

خطابات وطرح قضايا
إن فهمنا للعمل البرلماني ينطلق من اجتهادنا في فهم معنى السياسة في الإسلام، ومقاصد العمل السياسي بشكل عام، والذي عرّفه الفقهاء والمفكرون المسلمون بأنه "السياسة الشرعية". والقصد السياسة بالمفهوم الإسلامي، والتي لا شك أن عظمتها تتجلى في انضباطها ضمن الضوابط الأخلاقية التي أتى بها الإسلام. وقد عرّف ابن القيم السياسة الشرعية بقوله: "هي وضع يكون فيه الناس أقربَ إلى الصلاح منهم إلى الفساد". وهكذا ومن خلال عملنا السياسي البرلماني نحاول أن نصلح أحوالنا كعرب في هذه البلاد، ونحاول مساعدة ودعم الإنسان العربي الفلسطيني في الصمود أمام المشاكل والهموم اليومية.

طرح الحركة الإسلامية الحضاري
إن نشاطنا البرلماني منسجم مع طرح الحركة الإسلامية الحضاري، والذي يرى بأن القيم الإسلامية تحتوي على ما يلزم من مبادئ وقواعد لحفظ الهوية العربية الإسلامية للوقوف أمام محاولات المسخ والتذويب، وكذلك فيها ما يكفي لمواجهة تحديات الحياة اليومية ومشاكلها، وحاجة مجتمعنا للوحدة والتعاون والتضامن. عضوية البرلمان ليست فقط مهمة تمثيلية يعرض من خلالها النائب رؤيةَ ووجهةَ نظرِ الجماهير التي أرسلته للكنيست، ولكنها أيضا عمل. وأقصد عملا يوميا. ومن خلال هذه النشرة المتواضعة سترون أن نشاطنا لم يقتصر على الخطابات وطرح القضايا في الكنيست واللجان المختلفة، وإنما تعداه إلى الحقل والميدان. وهذا الجانب هو المهم برأينا، لأن الذي ينقطع عن الناس ولا ينزل إلى الميدان لمعرفة ما يجري عن قرب لن يفلح في نقل المعاناة أو المشاكل على حقيقتها. فالعمل الميداني والاهتمام بقضايا الناس اليومية وزيارتهم يعتبر روح العمل البرلماني. وبهذا الجانب حاولنا بذل أقصى ما نستطيع للتواصل مع الناس والاهتمام بقضاياهم. لقد زرنا الناس، جميع الناس، دون فرق ولا تمييز.

تنسيق وتضافر القوى
العمل البرلماني بحاجة لتعاون وتنسيق وتضافر القوى لضمان إمكانية نجاحه. ومن خلال عملنا البرلماني أبرزنا جانب التعاون المشترك وتبادل المهمات والتنسيق. وهذا الشكل من العمل يأتي انسجاما مع فهمنا بأننا أصحاب مشروع. وكأشخاص نحن في خدمة هذا المشروع، وليس العكس. إن تصور البعض للعمل البرلماني يتراوح بين التهويل والتهوين. فهناك من يعتقد أن عضو الكنيست هو "سوبرمان" يستطيع أن يفعل ويحقق أي شيء، وعليه أن يدخل ويتدخل في كل شيء كبير وصغير!. وهناك من يعتقد أن عضو الكنيست العربي هو لا شيء، ولا يستطيع أن يفعل أي شيء. إن الرؤية الصحيحة لفاعلية العمل البرلماني تكمن في الرؤية المعتدلة الوسطية والتي تضع الأمور في نصابها، آخذة بعين الاعتبار خصوصية الظروف التي تواجهنا، وخاصة كوننا أقلية تحكمها أكثرية يهودية، وكون هذا الواقع موجودا في الكنيست أيضا، وكذلك كون السلطة التنفيذية (الحكومة) هي صاحبة القرارات والتنفيذ في معظم ما يتعلق بحياتنا اليومية. في ظل هذه المعادلة الصعبة نعمل كنواب عرب ونحاول خدمة أهلنا. وأثبتنا أننا نستطيع أن نفعل ذلك وأن نحقق إنجازات فيها مصلحة لشعبنا وأهلنا. والحقيقة، بسبب الظروف التي ذكرت، فإن أية نتيجة أو إنجاز- مهما كان بسيطا- هو مهم، وفيه مساهمة في صمودنا وردنا على التحديات التي تفرضها سياسة التمييز والتهميش الحكومية.

غيض من فيض
النشرة التي بين أيديكم فيها بعض ما قمنا به، فهي غيض من فيض. أردنا من خلالها أن نطلعكم على ما نقوم به كنواب في البرلمان وعلى نشاطاتنا وعملنا. ومن أراد التوسع يستطيع العودة إلى المواقع ووسائل الإعلام المختلفة التي تنشر نشاطاتنا يوميا. ونحن على قناعة بأن من حق الجمهور أن يسأل وأن ينتقد ويحاسب منتخبي الجمهور، لأنه بالتالي هو الذي حمّلهم الأمانة ويريد التأكد من قيامهم بهذه الأمانة على أكمل وجه. إن قدوتنا هو الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الذي قال: (كبير القوم خادمهم)، ونحن خدام لكل الناس ولكل شعبنا، ونرجو من الله أن يكون عملنا أولا وأخيرا لوجهه الكريم، فنحن نبتغي وجه الله سبحانه وتعالى ورضاه في كل أمر وكل عمل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة