الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 08 / مايو 23:02

شاكر فريد حسن: ثقافتنا على مفترق طرق بفضل الكابريهات والواوا والصدور العارية

كل العرب
نُشر: 17/08/12 13:02,  حُتلن: 15:43

شاكر فريد حسن في مقاله:

"ثقافة الكابريهات" و"الواوا" و"الصدور العارية" التي غدت ماركة مسجلة في ايامنا هذه

في العقدين الأخيرين نلحظ تراجع الثقافة الابداعية الحقيقية وانتشار الفن الساقط الهابط وازدهار الثقافة النفطية الطفيلية

هناك حاجة ماسة لثقافة جديدة بديلة ومغايرة للثقافة السائدة وضرورة ترسيخ قيم ثقافية عميقة لمواجهة ثقافة الهزيمة الاسستسلام

لماذا تراجعت وانحسرت الثقافة الحقيقية الاصيلة المعبرة عن نبض الجماهير وهمومها وقضاياها الثقافة التي تحمل كل العناصر الابداعية الروحية والجمالية الرائعة؟

الواقع العربي مليء بالظواهر السلبية في مضمار الحياة الأدبية والثقافية ، وهنالك اوساخ فكرية وفيروسات وامراض خبيثة تفتك بالجسد الثقافي العربي، وفي صلب هذه الاوساخ والقاذورات النزعة والثقافة الاستهلاكية،ومما يقذف الى الأسواق واكشاك بيع الصحف والكتب من مطبوعات واصدارات تزخر بالأفكار السلفية الظلامية والشعوذات والخرافات والأساطير ، التي لا يقبلها العقل الواعي ، ونتاجات تتميز بالركاكة والسطحية والهشاشة واللاصدق والتملق.

الصدور العارية
اننا في العقدين الأخيرين نلحظ تراجع الثقافة الابداعية الحقيقية وانتشار الفن الساقط الهابط ، وازدهار الثقافة النفطية الطفيلية ، "ثقافة الكابريهات" و"الواوا"و"الصدور العارية" التي غدت ماركة مسجلة في ايامنا هذه. ناهيك عن غياب المثقف الخلاصي العضوي المقاتل من اجل الحلم، والنزق الجميل، في الثقافة العربية المعاصرة ، نتيجة التهميش الاجتماعي والانكسار السياسي والاحباط النفسي والتكفير الاصولي الظلامي. والسؤال : لماذا تراجعت وانحسرت الثقافة الحقيقية الاصيلة المعبرة عن نبض الجماهير وهمومها وقضاياها، الثقافة التي تحمل في ثناياها وطياتها كل العناصر الابداعية الروحية والجمالية الرائعة؟!.

المناخ الفكري المسيطر
باعتقادي، إن السبب الحقيقي وراء هذا التراجع والنكوص هو المناخ الفكري المسيطر السائد في العالم الآن، مناخ العولمة ، التي تغلغلت الى وعي الناس ، وولوج الثقافة الاستهلاكية الى صميم المجتمعات العربية . زد على ذلك قهر الانظمة الدكتاتورية المتسلطة، والمؤامرة المتواصلة لتفريغ الثقافة من محتواها الديمقراطي وروحها الانسانية والوطنية والثورية المعارضة والسابحة ضد التيار ، وكذلك تلاشي الحلم الثوري الانساني بعيد انهيار المنظومة الاشتراكية العالمية ، وفقدان الكلمة شرفها وقدسيتها واصالتها في هذا العصر المتعهر ، وفي زمن الانكسار والمصالحة، الذي اصبح فيه الأدب جثة هامدة بلا روح ، علاوة على غياب الكتابة الناقدة الجادة والمسؤولة ، وسقوط عدد كبير من المثقفين العرب واهل الفكر والادب في براثن "التدجين"وفخ "شراء الذمم" واستقبالهم ضيوف شرف معززين ومكرمين في بلاط الملوك والسلاطين والامراء والحكام العرب.

عصر الرداءة والرمادة
فقد بتنا نتوق للماضي الجميل، وفي حنين جارف لمرحلة الستينات من القرن الفائت، التي كانت بمثابة فردوس ثقافي وفني وفكري وسياسي ينبغي الحلم بالرجوع والإياب اليه. وحقاً اننا في عصر الرداءة والرمادة، الذي يمتلئ بالغبار الفكري الملوث وبالقهر النفسي الخانق ، وثقافتنا العربية على مفترق طرق، ولذلك هناك حاجة ماسة لثقافة جديدة بديلة ومغايرة للثقافة السائدة ، وضرورة ترسيخ قيم ثقافية عميقة لمواجهة ثقافة الهزيمة الاسستسلام، وثقافة الاستهلاك والكابريهات السطحية والمبتذلة ، التي تربي على البلادة الفكرية وتشوه الحس الجمالي للناس.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة