القاضي عبد الحكيم سمارة:

أيها الرؤساء كيف لا يقلقكم انتشار الاسلحة وصواريخ اللاو التي اصبحت بحوزة شباب طائش لم يبلغ سن الرشد؟

انحصار الدين بالمساجد وأماكن العبادة وعدم غزوه المقاهي والنوادي والتجمعات الشبابية قد أدى الى ردة أخلاقية ما زلنا نكتوي بنارها

أيها الشيوخ بين يديكم دينا زاخرا بالقيم الانسانية الراقية فأعرضوا بضاعتكم على الشباب بل الاختباء بها في اماكن العبادة

أهم من شق الشوارع وبناء المدارس والمساجد والعمارة والبنيان تعالوا لنبني الانسان الذي صار هينا على أخيه الانسان فقتله ودمر حياته

كرس مدير المحاكم الشرعية في البلاد القاضي عبد الحكيم سمارة كلمته كضيف شرف خلال مأدبة إفطار دعيت اليها القيادات الدينية في البلاد لمحاربة العنف والجريمة مطالبا رئيس الدولة شمعون بيرس بتحمل مسئوليته الأخلاقية والإنسانية في التجند لقطع دابر الجريمة والعنف المستشري في البلاد عامة وفي الوسط العربي خاصة ، مذكرا اياه بأننا جزء من هذا المجتمع لا يجوز أن يكون حظنا الإهمال والضياع فقط لكوننا أقلية في هذه البلاد، كما وحث سمارة رئيس الدولة على تأدية دوره في حث الشرطة لتقوم بتطبيق القانون وعدم التراخي امام عالم الأجرام الذي أخذ بالاستحواذ على جل مرافق حياتنا.

القاضي سمارة

وانحى القاضي عبد الحكيم سمارة باللائمة على وزارة التربية والتعليم وطالبه بحساب النفس والاعتراف بفشل البرنامج التربوي الذي انتج لنا جيلا منكرا لكل الأعراف والقيم الأخلاقية على حد تعبيره.  ودعا القاضي عبد الحكيم سمارة رجال الدين أن "يخرجوا من معابدهم ويلتقوا أبناء الجيل الصاعد ليحاوروهم ويسمعوا شكاويهم ويداووا آلامهم النفسية ويصححوا مفاهيمهم وأفكارهم مؤكدا أن انحصار الدين بالمساجد وأماكن العبادة وعدم غزوه المقاهي والنوادي والتجمعات الشبابية قد أدى الى ردة أخلاقية ما زلنا نكتوي بنارها قتلا وتخريبا وعنفا، إذ بين يديكم دينا زاخرا بالقيم الانسانية الراقية فأعرضوا بضاعتكم على الشباب بل الاختباء بها في اماكن العبادة.

محاربة العنف
ثم وجه كلمته الى رؤساء السلطات المحلية والقادة السياسيين وطالبهم بأن يجعلوا محاربة العنف في اول سلم اولوياتهم فقال: "أهم من شق الشوارع وبناء المدارس والمساجد والعمارة والبنيان تعالوا لنبني الانسان الذي صار هينا على أخيه الانسان فقتله ودمر حياته، ولا يجوز صمتكم المريب ، ماذا فعلتم لصد هذا العنف وما هي برامجكم لعلاجه وتلافي شروره؟".

عيش آمن
وخاطب سمارة رئيس الدولة قائلا له: " نطالبك بحقنا الاساسي في عيش آمن. هل تعلم أن تجارة الاسلحة في الوسط العربي صارت مزدهرة؟. وخاطب الرؤساء فقال: "كيف لا يقلقكم انتشار الاسلحة وصواريخ اللاو التي اصبحت بحوزة شباب طائش لم يبلغ سن الرشد؟ أترضون أن تكونوا رؤساء لمواطنين مذعورين حيث أن 90% منهم لا يشعرون بالأمن على انفسهم وعلى أسرهم؟

تنمية الفعاليات الشعبية
يشار الى أن كلمة القاضي سمارة جاءت مؤثرة جداً وأثارت إعجاب الحضور حيث خلت من كلمات المجاملة المعهودة في مثل هذه المناسبات واتسمت بالنقد الموضوعي الصادق. وفي الختام طالب القاضي سمارة رئيس الدولة بتنمية الفعاليات الشعبية في محاربة العنف وإنشاء المراكز والجمعيات لهذا الغرض وتمويلها ودعمها مذكرا أن الوسط العربي تحصد منه الجريمة كل عام قرابة الثمانين ضحية أي بنسبة ستين بالمئة من الجريمة العامة في البلاد. واختتم قائلا لا اعرف سوى مركزا واحدا جديد النشأة وهو مركز أمان لمحاربة العنف والجريمة وقد أسسه الشيخ كامل ريان نائب مدير عام السلطات المحلية في البلاد ورئيس جمعية الاقصى، بعد أن اكتوى بنار العنف والجريمة وفقد ابنه البكر معاذ. كذلك قال:"اني ادعو نفسي وإياكم أن نهب هبة رجل واحد في الدفاع عن انفسنا ومصير أسرنا واولادنا ومجتمعنا".

مركز أمان
أما الشيخ كامل ريان رئيس مركز أمان- المركز العربي لمكافحة العنف وجميع الحضور عربا ويهودا فقد ثمنوا كلمة فضيلة القاضي واثنوا عليها واعتبروها انطلاقا لمشروع عملي ضد العنف.