محمد بركة يشارك في جلسة لجنة التعليم البرلمانية حول افتتاح السنة الدراسية:

تقصير العطلة الصيفية هذا العام وفي السنوات المقبلة غير مجدي للعرب بسبب تزامن شهر رمضان في العطلة

مشاكل وقضايا جهاز التعليم العربية عديدة ومتراكمة عبر السنوات، منها البنيوية ومنها التربوية وغيرها

حان الوقت لأن تضع الوزارة بمشاركة الوزير خططا واقعية ومنطقية محددة زمنيا وقادرة على حل القضايا جذريا وهذا ما لا يتم ولهذا فإننا نرى أن القضايا تتفاقم وأن التحسن الطفيف الذي نراه بين حين وآخر لا يحل القضايا جذريا

رجا زعاترة :

الوزارة عملت على تطبيق جزئي للتوصيات التي تم توصل اليها من خلال لجنة مشتركة بين لجنة المتابعة والوزارة قبل سنوات قليلة

تم التشاور مع جهاز التعليم الديني العبري حول هذه القضية وتقرر التعليم عن شخصية دينية يهودية، بينما تم فرض برنامج على جهاز التعليم العربي دون التشاور مع أحد

المربية سهير بشارات:

رؤية استراتيجية هناك أهمية لوجود الكلية وتطويرها في سعي لابقاء الطلاب في نفس الأجواء التعليمية التي نشأ فيها

المدرسة حتى سنوات السبعين كانت من المدارس الناجحة ومن بين خريجيها من برزوا في المجتمع في المجالات المختلفة ولكن لاحقا شهدت تراجعا

دعا النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، اليوم الإثنين، وزير التعليم جدعون ساعر، للتدخل شخصيا لحل قضايا جهاز التعليم العربي، من خلال وضع خطط واقعية قادرة على حل كل القضايا، وأن تكون خططا محددة زمنيا، كما دعا بركة إلى عدم فرض قيم وتعاليم على الطلاب العرب، ذات وجهة أيديولوجية واضحة تتماشى مع رؤية الوزير وانتمائه، مؤكداً على حق الطلاب العرب أن يتعلموا عن رواية قضيتهم وفق منظور شعبهم.

وجاء هذا في جلسة لجنة التعليم البرلمانية التي عقدت اليوم الإثنين، بمشاركة الوزير ساعر وكبار مسؤولي الوزارة لبحث حيثيات افتتاح السنة الدراسية في الأسبوع الأخير من الشهر الجاري، وهو الموعد الذي أثاره النائب بركة كاشكالية لجهاز التعليم العربي، خاصة في هذا العام والسنوات القليلة المقبلة.

قضايا التعليم العربي
هذا وافتتح النائب بركة كلمته، مشيراً إلى قضايا جهاز التعليم العربي بوصفها نقطة الضعف الأكبر لجهاز التعليم في البلاد، وكانت لجنة التعليم البرلمانية، قد عقدت قبل اسبوعين بمبادرة النائب بركة جلسة خاصة لبحث وضعية جهاز التعليم العربي قبل افتتاح السنة الدراسية، وانتقد بركة غياب الوزير والمديرة العامة للوزارة عن تلك الجلسة.
وقال بركة: "إن مشاكل وقضايا جهاز التعليم العربية عديدة ومتراكمة عبر السنوات، منها البنيوية ومنها التربوية وغيرها"، وأضاف: "حان الوقت لأن تضع الوزارة بمشاركة الوزير خططا واقعية ومنطقية محددة زمنيا وقادرة على حل القضايا جذريا، وهذا ما لا يتم، ولهذا فإننا نرى أن القضايا تتفاقم، وأن التحسن الطفيف الذي نراه بين حين وآخر، لا يحل القضايا جذريا".
وتابع بركة قائلا: "إننا أمام جهازي تعليم عربي وعبري بمستويين مختلفين والفجوات بينهما ضخمة على جميع المستويات، وهذا ما ينعكس على مستوى التحصيل"، مشيراً إلى أن تردي تحصيل إسرائيل في الامتحانات الدولية سببه النتائج في جهاز التعليم العربي، واصلاح الوضع في هذا الجهاز من شأنه أن يحسن النتائج العامة للتعليم عامة، وأن يزيد من اندماج الجيل الناشئ من العرب في سوق العمل والاقتصاد.

فرض قيم غريبة
وقال بركة: "على المستوى العنف، فهناك حاجة ماسة وملحة لتغيير النظرة إلى مسألة حراسة المدارس، فالحراسة ليست فقط من دوافع أمنية، بل جنائية أيضا، وهذا أمر يلزم بنشر الحراسة في جميع المدارس العربية، وبتمويل الوزارة والحكومة لأنه ليس كل السلطات المحلية العربية قادرة على المشاركة في تمويل كهذا".
وحذر بركة من مساعي وزارة التعليم لفرض قيم أيديولوجية على جهاز التعليم العربي، كما سيكون هذا العام بالنسبة للتعليم عن دافيد بن غريون ومناحيم بيغين وقال، إن من حق الطلاب العرب أن يتعلموا رواية قضيتهم وفق منظور شعبهم ومجتمعهم، وأن تأخذ وزارة التعليم احتياجات المجتمع العربي في هذا المجال.

رسوم وتكاليف
وتوقف بركة عند رسوم الأهالي المدرسية وايضا أسعار الكتب، وقال: "منذ سنوات وأنا أطرح هذه القضية، وهناك مشروع قانون أطرحه بهدف جعل الرسوم متساوية، والهدف ليس إعفاء، وإنما جعل العبء متساويا، وكل حسب قدرته، واقترحت أن تكون الرسوم من خلال رفع طفيف لرسوم مؤسسة التأمين الوطني، من الرواتب والمداخيل، وتكون هذه النسبة مخصصة لجهاز التعليم لتحل محل الرسوم، وتوزع على جميع الطلاب والمدارس بشكل متساو، لأن القاء العبء على الأهالي يزيد من الفجوات بين الشرائح، ولهذا نرى أن مستوى النشاطات التربوية واللا منهجية في المدارس تتفاوت بين بلدة وأخرى، بحسب الأوضاع الاقتصادية الاجتماعية".
وعن الكتب قال بركة: "إن أسعارها تتأثر من دوافع تجارية ربحية، ويجب العمل كثيراً من أجل خفض الاسعار، وتسريع العمل من أجل الانتقال إلى الكتب الديجيتالية، فهذا يتجاوب مع العصر وأقل تكلفة للأهالي".

تقصير العطلة الصيفية
ودعا بركة في كلمته الوزير ساعر، إلى الأخذ بعين الاعتبار إشكالية تقصير العطلة الصيفية بأسبوع واحد لجهاز التعليم العربي، خاصة في هذا العام، وفي السنوات القليلة المقبلة، وقال: "إن حلول شهر رمضان المبارك في العطلة الصيفية، يقلص مجال التحرك واستغلال العطلة الصيفية بالمفهوم الذي نعرفه، لذا هناك حاجة لأخذ الأمر بعين الاعتبار في ما يتعلق بجهاز التعليم العربي". وتابع قائلا إنه سيطرح هذه القضية بتوسع لاحقا، أمام الوزارة والاقسام المختصة فيها.

ساعر يرد على بركة
هذا وفي رده على ملاحظات النواب توقف الوزير ساعر عند القضايا التي طرحها النائب بركة، وادعى الوزير أن وزارته خصصت ميزانيات بحجم غير مسبوع لجهاز التعليم العربي، وادعى أيضا أن التحصيل في جهاز التعليم العربي في توجه ارتفاع وهناك تقلص فجوات ملموس، حسب زعمه.
ودافع ساعر عن قرار وزارته حول التعليم عن بن غريون وبيغين ايضا لجهاز التعليم العربي، كما دافع ساعر عن استمرار نمط رسوم الأهالي، متجاهلا الجانب الاقتصادي الاجتماعي، وزعم أن مساهمة الوزارة في تمويل الرحلات المدرسية، وعملها لتخفض أسعار الكتب ساهم في التوفير على الطلاب عامة.

قضايا التعليم العربي
وشارك في البحث مندوب لجنة متابعة قضايا التعليم العربي رجا زعاترة، وقال: "إن الوزارة عملت على تطبيق جزئي للتوصيات التي تم توصل اليها من خلال لجنة مشتركة بين لجنة المتابعة والوزارة قبل سنوات قليلة، ودعا إلى وضع خطة خماسية لتطبيق كافة التوصيات التي تم الاتفاق عليها".
ورفض زعاترة فرض برامج لا منهجية على الطلاب العرب ذات طابع أيديولوجي، وقال: "لقد تم التشاور مع جهاز التعليم الديني العبري حول هذه القضية، وتقرر التعليم عن شخصية دينية يهودية، بينما تم فرض برنامج على جهاز التعليم العربي دون التشاور مع أحد".
وفي هذا السياق، قال زعاترة، إنه جرى مؤخرا فرض دورات استكمال حول المحرقة النازية على معلمي موضوع التاريخ في جهاز التعليم العربي، وقال، إننا لا نعترض على تعليم المحرقة، ولكن من غير المقبول أن يتم الامر فرضا.

سلسلة تغييرات
هذا وشاركت في الجلسة المربية سهير ريحاني بشارات من مدرسة الجليل الثانوية في الناصرة (الثانوية البلدية، بالتسمية السابقة) واستعرضت تجربة المدرسة لرفع مستوى التحصيل العلمي فيها، وجعلها مدرسة نموذجية، وقالت: "إن المدرسة حتى سنوات السبعين، كانت من المدارس الناجحة، ومن بين خريجيها من برزوا في المجتمع في المجالات المختلفة، ولكن لاحقا شهدت تراجعا، وهذا انعكس على مستوى التحصيل العلمي، وعلى تنامي ظواهر سلبية، وفي نهاية سنوات التسعين جاءت المبادرة من الهيئة التدريسية والإدارة، لإحداث تغييرات في العديد من المجالات وبشكل خاص في المسار التعليمي".
وتابعت ريحاني بشارات قائلة: "إن سلسلة التغييرات انعكست مباشرة على التحصيل العلمي، ونسبة النجاح في البجروت تتراوح ما بين 55% إلى 60%، علما أن الدراسة تستوعب طلابا من دون انتقائية، كذلك تحولت المدرسة إلى مركز تجارب نموذجي في المنطقة الشمالية، وفي المدرسة صف للطلاب الموهوبين هو الأول من نوعه في الشمال، وفي السنوات الأخيرة رأينا اقبالا من طلاب كانوا يمتنعون من الاندماج في المدرسة، وكذا أيضا بالنسبة للمعلمين، الذي بدأوا يرغبون في العمل في المدرسة، بعد فترة هروب من العمل فيها في سنوات مضت"
وأكدت ريحاني بشارات على أهمية وجود الكلية الأكاديمية الوحيدة في الناصرة بجانب المدرسة، وقالت إنه من رؤية استراتيجية هناك أهمية لوجود الكلية وتطويرها، في سعي لابقاء الطلاب في نفس الأجواء التعليمية التي نشأ فيها.